أوضة نومي: مسرح تفاعلي في وسط القاهرة بيرميك في قلب الدراما والعنف والجنس
كنا، الجمهور، واقفين في ممر ضيق في شقة في شارع عدلي، في وسط البلد، جمهور بيتكون من 30 شخص أو أكتر. ولما تم الإعلان عن بدأ العرض، اتفتح بابين ودخلنا أوضة مستطيلة واسعة فيها سرير وغرفة معيشة، وديكورها البسيط المنمق بيقول إنها متصممة علشان تكون مسرح من نوع مختلف عن اللي نعرفه.
واحنا داخلين، كان الممثلين على السرير، شاب في أوائل الثلاثينيات لابس تي شيرت وبوكسر وبنت في فستان أسود قصير، شكلها أواخر العشرينات. كانوا دخلوا بالفعل في المشهد، وحسينا إننا “شبح” داخل يتجسس على ناس في أوضة نومهم، إحساس غريب ومثير ومضطرب. قعدنا على وسادة على الأرض وتركيزنا كله منجذب للولد والبنت اللي قاعدين في أوضة نومها.
عرفنا عن العرض من السوشيال ميديا، وعرفنا إنه من حوالي سنة والمخرج المصري محمود السيد بيقدم أربع قصص في عرض واحد اسمه “أوضة نومي”. قصص عرفنا إنها نتيجة نقاشات ما بين المخرج والممثلين عن تجاربهم الشخصية وتجارب ناس يعرفوهم واشتغلوا على القصص دي علشان يطلعوها في شكل مسرحيات مكتوبة ومتماسكة.
بيقول محمود سيد إن العرض هو نوع من المسرح اسمه المسرح التفاعلي واللي فيه بيهدم الجمهور والممثلين الجدار الرابع في العرض، وبيتخلوا عن خشبة المسرح بمفهومها التقليدي، وبيتشارك الجمهور والممثلين نفس الحيز اللي بيتحركوا فيه بحرية، حتى إن الجمهور مش مطالب إنه يقعد في مكان ثابت، ممكن يتحرك ويفتش في حاجات الممثلين ويقرب منهم علشان يفهم المشهد اللي بيحصل قدامه.
لما قرينا عن العرض وفهمناه من خلال السوشيال ميديا، استغربنا الفكرة واستنكرناها. يعني إيه الجمهور يشارك الممثلين الحيز اللي بيشتغلوا فيه؟ فين حرمة المسرح وخصوصيته، وازاي الممثلين هيعرفوا يشتغلوا في مكان زحمة والجمهور قادر يتحرك فيه؟ الفضول جذبنا نجرب الفكرة، وكانت تجربة مشاهدة العرض واحدة من أكتر الحاجات اللي غيرتنا شخصيًا. في المسرح التفاعلي أنت مش بس بتحس بالمشهد، لأ، أنت بتعيش داخل المشهد، وبتشارك الممثلين لحظاتهم الأكثر ضعفًا وحميمية.
أوضة النوم هي أكتر مكان حميمي بنسمح فيه لنفسنا نكون مكشوفين وعرايا ومش بنخاف نظهر جزء من ضعفنا. جزء ممكن نكون بنخبيه في أي مكان تاني في حياتنا غير أوضة النوم، وعلشان كده اختارت فرقة مسرح “نمط” اسم “اوضة نومي” علشان يبقى ثيمة أساسية يناقشوا من خلالها أكتر لحظات مكشوفة وصادقة وضعيفة vulnerable في حياتنا كجيل عايش في مصر النهارده.
تجربة هترميك غصب عنك في أعمق وأكتر لحظات حميمية وضعف في قلب مشهد إنساني جدًا. هتقدر تشوف وشوش الممثلين قريبة منك جدًا، وتقدر تتحرك براحتك علشان تشوف المشهد من أي زاوية أنت عايزها. القرب من الممثلين والوقوف وسط المشهد بيخليك تلمس ديناميكا المشهد الشعورية. كل مشاعر الشخصيات اللي بتطلع في لحظات الضعف دي بتتحول لفقاعات من المشاعر بتكبر لحد ما تتملك من حيز أوضة النوم اللي الجمهور قاعد فيها وبالتالي الجمهور موجود داخل نفس الحيز اللي كل المشاعر عمالة تغلي فيه، وقادر يلمسها ويحس بحرارتها وقوتها.
العرض استمر لمدة ساعة واحدة، وكان فيه أربع مسرحيات، كل واحدة منهم استمرت لمدة ربع ساعة وكانت بتنتهي بأغنية باللغة الإنجليزية بيغنيها أيمن جميع وآن إميل، وبتتداخل المشاهد الأربعة اللي بتشكل العرض وبتنتهي وتبدأ اللي بعدها بسلاسة جميلة مش هتحسسك إنك بتشوف أربع مسرحيات منفصلة.
الطريقة اللي بتترابط بيها شخصيات المشاهد المختلفة مع بعض بتدي العرض كله إحساس واقعي أكتر لإن العالم مكان صغير وكلنا بشكل من الأشكال نعرف بعض، وكل شخص فينا عنده قصة وفي حاجة بتحصل في حياته بيعاني بسببها.
“سيجارة قبل ما نقوم”.. في القاهرة نمارس الحب بشكل عرضي أيضًا
المشهد الأول بيبدأ على السرير، ولد وبنت من الواضح إنهم لسه خارجين من تجربة جسدية حميمية جدًا. اتقابلوا على تطبيق المواعدة “تندر” والولد اللي هيسافر بكرا قضى أخر تلات أيام في أجازته مع البنت دي، البنت ضعيفة شعوريًا ومش بتخبي ده رغم محاولاتها الطفولية للبس أقنعة عدم الإهتمام. هي في اللحظة دي مستعدة بكل كيانها تكون شريكة حياة لشخص، وممكن الشخص ده يكون الولد اللي معاها دلوقتي، بس هو مسافر وماعندوش أي رغبة حقيقية في علاقة جادة، وزيّ ما بيقول لسه خارج من علاقة استمرت ست سنين ومش مستعد لحاجة زيّ كده تاني. قصة حقيقية جدًا عن ممارسة الحب في أوض نوم القاهرة.
“الفستان الأبيض”.. الأم اللي ماتت والإبن المثلي اللي بيموت
المشهد التاني بيبدأ بجثة ملفوفة بكفن بيدخل لها شابين أفارقة ويحطوها على السرير، ونعرف بعد كده إنها جثة أم الشاب اللي داخل المشهد مذبذب ما بين الحزن والغضب. غاضب من أمه اللي ما تقبلتش جنسانيته وطردته من بيته وهو مراهق. وبيدخلنا المشهد في دوامة الأفعال وردود الأفعال البشرية وبيلعب بمشاعرنا وأحكامنا الشخصية على الناس، وبيظهر جوانب مختلفة من الشخصيات وإن كل قرار أو فعل بناخده هو في الحقيقة ردة فعل على حاجة تانية.
“عكت” في أوضة نومي: الحب والجنس والعنف وحاجات تانية
ريم و شريف كانوا اقرب اتنين صحاب لبعض ، يا تري ايه اللي يخلي اتنين صحاب يعملوا مع بعض كدا.
لو حابين تعرفوا ايه الحكايه اللي ورا الصوره دي ، تقدروا تحضروا اخر عروض لينا في شهر ديسمبر أيام :
الخميس ١٦ ديسمبر و الجمعه ١٧ ديسمبر .المكان : ١٦ شارع عدلي – دوار – وسط البلد
ممكن تحجزوا من اللينك داhttps://forms.gle/j5fnHYjRpxBKsBLu8
@mahmoudsayed6888
@muhammad_el_shafie
@dawar.arts
@dinasalimofficial @thehassanein
@ehabmounirlabib
@naguichehata
@k_basta80Posted by My Bedroom- The Play “عرض “اوضة نومي on Saturday, December 11, 2021
مشهد بتختلط فيه المشاعر والأحكام في أكتر صورها تعقيدًا. الطرفين بيحبوا بعض، والطرفين بتحركهم ديناميكا نرجسية وعنيفة بتخليهم يدفعوا بعض لأبعد نقطة تحمل وبتخرج أسوأ ما فيهم. كانوا صحاب من خمس سنين وبدأوا يمارسوا الجنس من كم شهر بس، خلال الكم شهر دول اتعقدت العلاقة بسبب الديناميكيات المعقدة اللي تداخلت مع صداقتهم. الجنس بيعقد الأمور وبيولد مشاعر ممكن مانكونش متفقين عليها، بس اختلاط الجنس مع الحب مع المشاعر الغير متفق عليها وإضافة النرجسية كعنصر أخير هيطلع خلطة كارثية.
المشهد ده من أكتر المشاهد اللي تفاعلنا معاها بكل كياننا من أول لحظة فيه. سارة خليل ومحمد الشافعي ممثلين شاطرين جدًا وملتزمين جدًا بالدور، لدرجة إنك لما تغرق معاهم في طاقة وديناميكا المشهد هترتجف من الرعب لما تشوف شافعي بيضرب سارة. جسمنا اتهز واتخضينا وماكناش عارفين نتصرف ازاي. نقول ندافع عنها؟ بس احنا مش موجودين، احنا “شبح” بيتجسس على الناس في أوضة نومهم.
“اللستة”.. كلنا محطمون لأبعد مدى
بطل المشهد ده بيدخل أوضة نومه بعد يوم طويل، مهدود وعايز ينام، بيفضل يتقلب على السرير ونعرف إنه مؤرق ومش قادر ينام. يلف في أوضته، يرتب هدومه، يبص في المراية ويقلع التي شيرت ويبص لجسمه. صراغ مع تقبل الذات ومحاولة التغيير.
وفي أخر المشهد بييجي ينام جانبه الشاب المثلي من مشهد “الفستان الأبيض” ومعاه النوتة اللي أمه كتبت فيها مذكراتها. مش بنعرف إيه العلاقة ما بينهم وبينتهي المشهد هنا.