أهل سيناء وتحرير أرض الوطن: أبطال خلف حدود العدو
يوم 25 أبريل من سنة 1989 اترفع العلم المصري على أرض سيناء بعد تحرير طابا، أخر بقعة أرض مصرية كان يقف عليها المحتل الإسرائيلي لحد أيام معدودة قبل يوم التحرير. ودي الذكرى الوطنية اللي بيحتفل فيها المصريين كل سنة بالانتصار العسكري والدبلوماسي المصري في الصراع الإسرائيلي اللي استمر منذ النكسة سنة 1967 حيث خسرت مصر جزء كبير من قوتها العسكرية ومعظم أراضي سيناء، ولحد ما أعلنت هيئة التحكيم الدولية حكمها في جلسة برلمان جنيف في 30 سبتمبر 1988: إنه وبالإجماع تعتبر طابا أرض مصرية. وتم إلزام اسرائيل بالحكم طبقًا لمعاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية اللي تم توقيعها في 26 مارس 1979.
أهل سيناء: أبطال خلف حدود العدو
أهل سيناء كانوا ولا يزالوا خط الدفاع المصري الأول ضد زحف قوات العدو الإسرائيلي، وبطولاتهم اللي اتخلدت في ذاكرة الوطن بتحكي عن أعمال جهادية عظيمة كانت سبب مباشر في هزيمة المحتل وطرده من أرض سيناء. وأبطال سيناء من البدو كتير، وفي المقال ده هنحكي عن 6 منهم:
الشيخ موسى أبورويشد: عاشق الألغام
الملقب بعاشق الألغام، موسى أبو رويشد هو واحد من أبطال أهل سيناء اللي دفعهم الإنتماء للوطن إنهم يتحولوا لفدائيين ويحاربوا العدو بجهود فردية بحتة. فقد أبو رويشد بصره بعد ما انفجر فيه لغم كان بيجهزه علشان يفجر محطة وقود إسرائيلية في وسط مدينة العريش، واتسبب انفجار اللغم في إصابات شديدة في القفص الصدري والعنين.
واتقبض عليه بعد الحادث ده واتسجن في معتقلات العدو الإسرائيلي اللي عذبه بأبشع الطرق علشان يعترف بكل اللي يعرفه لكن ماقدروش يطلعوا منه أي معلومات لدرجة أنهم جابوا والدته اللي كانت فكراه مات علشان يضغطوا عليه من خلالها.
عائلة الرويشد هي عائلة مصرية فدائية وأبطال قوميين من مستوى رفيع حيث استشهد أخوه محمد الرويشد وهو بيجهز لغم لتفجير باصات بتنقل جنود إسرائيليين، وكانت والدته شخصية مهمة في عمليات مقاومة العائلة للعدو الإسرائيلي، فكانت مسئولة عن مساعدة موسى وتجهيزه لتنفيذ عمليات المقاومة، وكانت بتجمع ألغام وتنقلها وتجهزها له، ونفذ الرويشد عمليات كتير من خلال التعاون العائلي الفدائي ده، من بينها: تفجير أتوبيس إسرائيلي بالقرب من شرق العريش، وتفجير مخزن اسلحة في وسط سيناء.
الشيخ خلف حسن الخلفات: شيخ مجاهدي أهل سيناء
الملقب بشيخ مجاهدي سيناء، الشيخ خلف حسن الخلفات هو واحد من أهم المؤثرين في الانتصار المصري على العدو الصهيوني. شارك الخلفات مع عدد كبير من شباب سيناء فى تشكيل منظمة سيناء العربية والدفاع عن سيناء ضد الاحتلال بعد سقوط الأرض في يد العدو في سنة 1967. جند عدد كبير من شباب القبائل وضمهم لخلايا المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي كفدائيين مصريين.
تم القبض على الشيخ خلف من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي وعاش في معتقل الاحتلال لمدة سنتين، انتهوا بخروجه فى عملية تبادل أسرى بعد انتصار أكتوبر. اعترف الرئيس الراحل أنور السادات بمجهودات الشيخ خلف من خلال منحه نوط الامتياز من الدرجة الأولى سنة 1974.
وبقى الشيخ خلف أول مواطن من أهل سيناء يشغل منصب نائب فى البرلمان المصرى عن قبائل بدو سيناء، ومايزال دور الشيخ خلف في مقاومة العدو نشط على أرض سيناء، فبيشتغل على تدعيم مفاهيم الإنتماء والوطنية ومحاربة الإنشقاقات ما بين القبائل السيناوية. ومن الأخبار الحزينة إنه خسر ابنه وعدد كبير من أفراد أسرته في حادثة مسجد الروضة في سنة 2017، اللي قتلت فيه كتائب الارهاب أكتر من 300 شخص من رواد المسجد.
فرحانه الرياشية: نساء سيناء في وجه العدو
هاجرت البطلة السيناوية فرحانة الرياشية من الاحتلال الإسرائيلي على محافظة سيناء وعاشت فترة في الصعيد مع أهلها، وبعد سنة 1976، كان لها دور بارز في المقاومة المصرية ضد المحتل داخل سيناء. فحصلت الرياشية على تصاريح للتجارة ونقل البضائع من مصر لسيناء، واللي استغلتها علشان تشتغل في نقل رسائل الحرب العمليات العسكرية ما بين القيادة المصرية وقواتها في سيناء، وكان من أهم أدوارها برضه هو رصد على تحركات العدو وخططه على أرض الواقع.
وماكانتش فرحانة الرياشية هي البطلة السيناوية الوحيدة في الحركة الفدائية داخل سيناء، بل شاركها عدد كبير من الستات البدويات اللي اشتغلوا مع منظمة سيناء العربية في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، وكرمها الرئيس أنور السادات بوسام نجمة سيناء كاعتراف بمجهوداتها الكبيرة في الحرب.
سالم سلامة أبو عكفة: دليل المحارب المصري
هو دليل ضباط البحرية المصرية من الضفادع البشرية اللي شاركوا في العملية اللي اتخلدت قصتها في فيلم “الطريق إلى إيلات” واللي قدروا يفجروا ميناء إيلات الإسرائيلي في نوفمبر سنة 1969. وشارك كدليل للقوات المسلحة المصرية في عمليات تانية كتير في حرب تحرير سيناء.
عاش سلامة حياته كلها محافظ بقوة على أسرار العمليات العسكرية اللي شارك فيها، ورفض يعمل أي مقابلات مع الإعلام علشان يتكلم فيها عن بطولاته.
قال الربان عمر عز الدين و الربان نبيل عبد الوهاب والاتنين من أبطال عملية الطريق إلى إيلات الأحياء، في نعي سلامة: “المجاهد سالم سلامة كان دليلنا في دروب الصحراء من مدينة معانٍ الاردنية لحد نقطة الإنزال على ساحل خليج العقبة في عملية ايلات الأولى. ويرجع الفضل في نجاح العملية وتدمير السفن الاسرائيلة في قلب ميناء ايلات الإسرائيلي لشجاعته”.
الشيخ سلام بن جازى التربانى: أصغر مجاهدىن سيناء في الحرب
بعد نكسة سنة 1967 واحتلال قوات الجيش الإسرائيلي أرض سيناء، كان الشيخ سلام بن جازي الترباني عنده 17 سنة بس، وقرر يسيب المدرسة وينضم لصفوف الجيش المصري علشان يحارب العدو المحتل. وعلشان كده أخد بن جازي بأصغر مجاهدين سيناء.
كانت مهمة بن جازي هي الاستطلاع خلف خطوط العدو بالذات في منطقة ممر متلا والجدى، وكان بيتنقل في صحراء سيناء اللي يعرفها كويس جدًا بالجمل ويرصد تحركات قوات الاحتلات ويراقبها ويبلغ المخابرات المصرية بكل المعلومات اللي عنده.
والمهمة التانية اللي كان بيشارك فيها بن جازي مع مجاهدين سيناء هي مرافقة “ضباط الخدمة الخاصة” المندوين من القوات المسلحة لسيناء علشان يرصدوا تحركات العدو ومناطق تواجده وأعداده، فكان مجاهدين سيناء بيرافقوهم وهما لابسين اللبس البدوي وبيتكلموا باللهجة البدوية علشان مايكشفوش عن شخصيتهم.
الشيخ عيد أبو جرير: شيخ ومريديه ضد الإحتلال
يعتبر الشيخ عيد أبو جرير الأب الروحي للصوفية في سيناء، واتعود يجتمع مع اتباعه ومريديه في مسجد الروضة اللي حصلت فيه الحادثة الإرهابية الشنيعة سنة 2017. وقصدت الكتائب الإرهابية في سيناء تفجير مسجد الروضة بسبب إجتماع الصوفية فيه من مريدين الشيخ أبو جرير.
وكان للشيخ أبو جرير دور وطني حاسم في المقاومة ضد المحتل الإسرائيلي، من خلال تدعيم روح الوطنية والفدائية في قلوب مريديه وحثهم على الدفاع عن أرض سيناء ومقاومة المحتل. وقاوم الشيخ مع مريديه بقوة وثبات مبهرين حتى تم اعتقال 20 منهم واتعرضوا للآسر والتعذيب في معتقلات المخابرات الإسرائيلية.
وبعد الحرب كرمت الدولة المصرية 100 من مريدين الشيخ بمنحهم “نوط الامتياز” من الطبقة الأولى عن دورهم البطولي في حرب أكتوبر.
عمران سالم عمران: ديب سيناء
لُقب بديب سيناء بسبب نشاطه القوي في المقاومة المصرية ضد الإحتلال الإسرائيلي، ونفذ عمران سالم عمران أكتر من 150 عملية جهادية داخل سيناء، دمر فيها كتير من دفاعات العدو في مواقع مختلفة زيّ رمانة وبالوظة ومطار العريش. واتسبب في خسارات كبيرة للعدو الإسرائيلي
ومن أهم العمليات اللي كان عمران سبب مباشر في نجاحها هي عملية قطع خطوط الإمداد عن الإسرائيلين ونسف مستعمرة “نحال سيناي” اللي كانت نقطة تمركز وحظيرة طائرات الهليكوبتر اللي أغارت على جزيرة شدوان.
بالتعاون مع المخابرات المصرية استخدم الديب وأصدقاءه الجمال وعربية نص نقل علشان ينقلوا الصواريخ، وساعدهم شيخ بدوي من المنطقة علشان يوصلوا الأسلحة لمكان الضرب، وبالفعل قدروا يضربوا 24 صاروخ على مستعمر “نحال سيناري”، والعملية اتسببت في قبل 21 جندي اسرائيلي، وتدمير 11 طائرة هليكوبتر. وقدر كمان يدمر مستعمرة الشيخ زويد بصواريخ الكاتيوشا، ودمر محطة رادار اسرائيلية.