أنقذوا رالف: هل مساحيق التجميل تستحق تعذيب الأرانب والمخلوقات الضعيفة؟
في حقائق موجودة في العالم بتكون مؤلمة وقاسية على العقل البشري إنه يستوعبها، ولكن بمرور الوقت بيبدأ يحصل تآلف وتقبل للفكرة لمجرد شعور إن ده أمر واقع وإن مفيش حاجة في إيدينا نعملها. ولكن لما نشوف الحاجة دي visually قدامنا وبأدق التفاصيل القاسية اللي ممكن تكون ماخطرتش على بالنا، وقتها بنحس بألم وغضب كافي، يخلينا نحس إننا عكس ما كنا فاكرين، نقدر نعمل حاجة. ده بالظبط اللي حصل مع الناس، بعد عرض فيلم الأنيميشن “أنقذوا رالف”، اللي مجرد 3 دقائق منه وهو بيعرض المعاناة اللي بيتعرضلها الأرانب في عمليات التجارب على الحيوانات، كانت كفيلة إنها تقلب الدنيا كلها، وتخلي العالم كله يتحرك علشان فعلًا ينقذوه.
تعاون صُناع أفلام هوليوود ونجوم السينما مع جمعية الرفق بالحيوان الدولية علشان ينتجوا فيلم الأنيميشن القصير Save Ralph، لتسليط الضوء على بشاعة اللي بيحصل للحيوانات وخصوصًا الأرانب، لمجرد صنع كريم جديد أو مسحوق تجميل نرميه في شنطتنا. لإن علشان المنتج يطلع للنور ويبقى في الأسواق، لازم يتم تجربة المواد الكيميائية المستخدمة على الأرانب، للتأكد من أثارها وفاعليتها.
وبيتم استخدام الأرانب بالذات لحجمهم الصغير وهدوئهم اللي بيسهل عملية التجارب، وكمان لإن علميًا عينهم مابتدمعش بسهولة وبتستحمل التجارب الكتيرة.. اللي بعد انتهائها بتسبب لهم قرح أو تورم أو نزيف، وأحيانًا العمى بسبب تكرار حقن جفنهم بالمواد الكيميائية.
وبما إن في محاولات من سنين طويلة لحظر ممارسة التجارب على الحيوانات، اللي بالفعل ممنوعة في حوالي 40 دولة، ومع ذلك في بلاد كتير لسه عندهم التجارب على الحيوانات شيء قانوني تمامًا، ولسه شركات كبيرة بتمارسها. علشان كده اضطروا صناع العمل إنهم يلجأوا لصنع فيلم يمس الناس من الناحية العاطفية، على أمل إن استخدام عنصر العاطفة يحرك الناس وينهي معاناة آلاف الحيوانات اللي بتتأذي وبتموت كل يوم، علشان إحنا نشوف نفسنا حلوين في المراية!
إنهاء اختبار مستحضرات التجميل على الحيوانات حول العالم هو الهدف الرئيسي لإنتاج الفيلم، وفعلًا خلال ساعات كان ملايين من الناس بيتفرجوا عليه، وتم ترجمة الفيلم للغات مختلفة منها العربية والبرتغالية والإسبانية والفرنسية والفيتنامية، وعلشان كده تكاتف الناس كلها من البلاد العربية وكمان الأجنبية، علشان كلنا نفوق وندرك التعذيب اللي بيتعرضوا له المخلوقات الضعيفة، اللي ماتخلقتش إطلاقًا لاستغلالها وتدمير جسمهم علشان إحنا نحط كريم مرطب بليل.. علشان لو عايزين فعلًا نحس بالجمال الخارجي، لازم ينبع من الداخل الأول.. لما يكون في رأفة ورحمة في قلوبنا بالمخلوقات الضعيفة، اللي مالهاش أي ذنب.
قامت منظمة Humane Society International اللي بتعمل على تعزيز الروابط بين الإنسان والحيوانات بتشجيع صنع منتجات خالية من التجارب على الحيوان، بعمل petition اللي من خلالها يقدروا سكان العالم كله يمضوا أو يوقعوا على تعهد إننا ننهي عذاب الحيوانات ونوقف عمليات التجارب اللي بتمارسها آلاف شركات التجميل المعروفة. وفعلًا آلاف العرب نشروا المذكرة دي وعبروا عن غضبهم وأهمية إنهاء الوحشية دي من العالم، وهاشتاج الأرانب ليست للتجارب بقى ترندنج على تويتر.
وكمان بدأت الناس تنشر الوعي عن الشركات اللي لسه بتمارس العمليات دي علشان يتم مقاطعتها لحد ما يضطروا يلجأوا لتصنيع منتجاتهم من غير ما يأذوا آلاف الحيوانات في طريقهم. جيه الوقت إننا نفوق من غفلتنا وننقذ ملايين الأرانب والحيوانات اللي بتفقد حياتها بسبب الأنانية والقسوة.. ومش قادرين حتى يطلبوا المساعدة.
آخر كلمة: أنقذوا رالف، الأرانب مش للتجارب!