قبل صدور ألبوم “ابتدينا”.. أشهر 7 أغاني صنعت أسطورة الهضبة عمرو دياب

حين يُعلن عمرو دياب عن اقتراب ألبوم جديد، تتأهّب الآذان وتشتعل الذاكرة. فالهضبة ليس مجرد مطرب يطرح أغانيه، بل ظاهرة فنية تعيد تشكيل المزاج العربي مع كل إصدار.

الآن، نحن على موعد في صيف 2025 مع “ابتدينا”، الألبوم المنتظر الذي يعيد لمّ شمل الهضبة مع الملحن عمرو مصطفى بعد قطيعة استمرّت لسنوات.

يشارك عمرو دياب في ألبوم “ابتدينا” نخبة من ألمع شعراء الساحة الغنائية، ممن ارتبطت أسماؤهم بأكثر لحظاته الفنية تألقًا، أبرزهم: تامر حسين، نادر عبد الله، عزيز الشافعي، مصطفى حدوتة، بهاء الدين محمد، أيمن بهجت قمر، وأمير طعيمة.

أما الألحان، فتصطف خلفها أسماء لا تقل بريقًا ولمعانًا، في مقدمتهم: عمرو مصطفى، عزيز الشافعي، إسلام زكي، محمد يحيى، شادي حسن، ومدين… مزيج يعد بجولة موسيقية مدهشة تحمل بصمات صُنّاع المجد في مسيرة الهضبة.

لكن، قبل أن نخطو إلى الألبوم الجديد “ابتدينا”، يجدر بنا أن نلتفت إلى الخلف. هناك، في ملامح البدايات، تكمن 7 أغنيات، لم تكن مجرد أعمال ناجحة، بل كانت اللبنات الأولى في بناء الأسطورة.

أغنيات نسجت ملامح عمرو دياب كصوتٍ شكل وجدان جيل، ورافق التحولات، من الكاسيت إلى العالم الرقمي، دون أن يخفت بريقه يومًا.

أغانٍ سبقت المجد، وأعلنت عن ميلاد صوت لن يشبهه أحد… فماذا كانت؟ وكيف أسّست لأسطورة الهضبة؟ لنغُص معًا في أرشيف الأغنية العربية، حيث بدأت الرحلة.

لا تفوّت قراءة: من “شيرين” لـ”الشامي” … أشهر دويتوهات فنية في مسيرة نجم الجيل تامر حسني

“حبيبي يا نور العين”.. الأغنية التي تجاوزت حدود الشرق

تُعد “نور العين” إحدى أشهر أغاني عمرو دياب، وقد لعبت دورًا محوريًا في ترسيخ مكانته كظاهرة موسيقية عربية ذات طابع عالمي.

سرّ انتشار الأغنية يعود إلى قدرتها على كسر الحواجز الجغرافية والثقافية، حتى أصبحت صوتًا مشتركًا لدول حوض البحر المتوسط بأكملها.

هذا الامتداد العالمي دفع النقاد الأجانب لإطلاق لقب “أبو موسيقى البحر المتوسط” على عمرو دياب، تقديرًا لتأثيره العابر للحدود.

تميّزت الأغنية بمزج أنماط موسيقية متعددة، حيث جمعت بين الفلامنكو الأندلسي والمغربي، إضافة إلى إيقاعات مستوحاة من الفلكلور الليبي.

جاءت كلمات الأغنية بتوقيع الشاعر أحمد شتا، فيما لحّنها الفنان ناصر المزداوي، وتولى التوزيع الموسيقي النجم حميد الشاعري.

اكتملت عناصر النجاح بإخراج طارق العريان لفيديو كليب الأغنية، الذي جاء بمستوى إنتاجي ينافس الأعمال العالمية في تلك الفترة.

لم يتوقف نجاح “نور العين” على النسخة الأصلية فقط، بل جرى إصدار أكثر من 30 نسخة منها بلغات وأساليب موسيقية مختلفة حول العالم.

بسبب تأثير الأغنية، استحدثت جائزة الموسيقى العالمية تصنيفًا خاصًا للشرق الأوسط، وفاز به عمرو دياب عام 1996 عن هذه الأغنية.

حقق الألبوم الذي حمل اسم الأغنية أعلى مبيعات في سوق الكاسيت بالشرق الأوسط عام 1996، وامتد تأثيره خارج العالم العربي.

وجرى إصدار نسخة إنجليزية بعنوان “Habibi”، لتوسيع دائرة الانتشار والوصول إلى جمهور أوسع على الساحة الموسيقية العالمية.

حصد عمرو دياب جائزة “World Music Award” عام 1996 عن الأغنية، إلى جانب جوائز أخرى منها “أوسكار الحلم العربي” و”أفضل أغنية” في أبوظبي.

أشهر أغاني في تاريخ عمرو دياب .. ونهايتهم بألبوم ابتدينا

حبيبي يا نور العين يا ساكن خيالي عاشق بقالي سنين ولا غيرك فى بالي حبيبي


أهم أغاني في تاريخ عمرو دياب

لا تفوّت قراءة: جوزك من أي نوع؟ أشهر أنواع الرجالة في البيت يوم الإجازة

“بالحب اتجمعنا”.. أغنية “أفريقيا” تفتح بوابة العالمية للهضبة

في عام 1991، خطا عمرو دياب أولى خطواته نحو العالمية عبر أغنية “أفريقيا”، التي قدّمها في افتتاح الألعاب الإفريقية بالقاهرة.

أبهر دياب الجمهور حين غنّى بثلاث لغات: العربية، والفرنسية، والإنجليزية، مرتديًا قميصًا أبيض مزينًا بدوائر سوداء على استاد القاهرة.

لاقى الأداء اهتمامًا واسعًا، وظهر على شاشة قناة CNN، ليصبح أول فنان عربي يحظى بتلك التغطية ضمن حدث موسيقي مباشر.

كتب الكلمات العربية الشاعر الراحل مجدي النجار، أما الكلمات الفرنسية فكانت من تأليف شيرين رضا، والإنجليزية كتبها مودي الإمام.

لحّن عمرو دياب الأغنية بنفسه، في تجربة موسيقية متكاملة مزجت بين الغناء، والتلحين، والتعبير الثقافي متعدد اللغات.

جاء التوزيع الموسيقي ملحميًا، جمع بين إيقاعات إفريقية مستوحاة من الأدغال، وفاصل أوركسترالي مستلهم من أعمال جون ويليامز.

بعد الفاصل الأوركسترالي، انتقلت الأغنية إلى طابع شرقي خالص، عبر موال صعيدي ارتجله دياب بكامل السلطنة والإحساس.

رغم مرور السنوات، لا تزال الأغنية حيّة؛ إذ أعاد دياب توزيعها بالتعاون مع أسامة الهندي في إعلان رياضي وطني حديث.

ظهر مقطع من الأغنية في إعلان دعم للمنتخب المصري خلال كأس الأمم الإفريقية، ليعود صداها إلى الملاعب والقلوب من جديد.

لا تفوّت قراءة: نجوم الغناء العربي يشعلون صيف 2025: ألبومات مرتقبة ومنافسة لا تُرحم بين عمالقة الطرب

“قمرين”.. أغنية التحوّل إلى موسيقى البوب اللاتيني

شكّلت “قمرين” نقطة تحوّل موسيقية في مسيرة عمرو دياب، وأصبحت من أبرز الأغاني التي لا يغيب صداها عن حفلاته الجماهيرية الكبرى.

بعد نجاح “نور العين” وإدخال الفلامنكو للأغنية العربية، اتجه دياب نحو إيقاعات جديدة مستلهمة من موسيقى البوب اللاتيني التي كانت رائجة عالميًا.

اختار دياب المزج بين موسيقى السالسا والبوب اللاتيني، ليقدم تجربة موسيقية فريدة، اعتمد فيها على الطابع الإيقاعي الراقص والأنغام الحيوية.

تولى توزيع الأغنية طارق مدكور، الذي استعان بعدد من العازفين العالميين، ما منح “قمرين” نكهة إنتاجية تضاهي الأعمال الغربية آنذاك.

جاء اللحن المميز بتوقيع شريف تاج، فيما كتب الكلمات الشاعر محمد رفاعي، ليكتمل العمل بثلاثية ناجحة جمعت الكلمة واللحن والتوزيع.

لا تفّوت قراءة: من “سيكو سيكو” لـ”بـ 100 وش” .. عصابات حبيناها في السينما والدراما

“تملي معاك”.. أفضل أغنية في القرن 21 عربيًا

في عام 2000، أطلق عمرو دياب أغنيته الشهيرة “تملي معاك”، التي لم تكن مجرد نجاح لحظي، بل أصبحت حالة فنية خالدة.

كما حققت “تملي معاك” انتشارًا عالميًا، إذ تُرجمت إلى تسع لغات، منها الإسبانية، اليونانية، الروسية، الهندية، والتركية، في سابقة فنية فريدة.

رغم مرور ربع قرن على صدورها، لا تزال الأغنية تحصد التقدير، متربعة على قوائم الأفضل في العالم العربي حتى اليوم.

عام 2024، صنّفت مجلة Rolling Stone “تملي معاك” كأفضل أغنية في القرن الحادي والعشرين بشمال إفريقيا ودول الخليج العربي.

كما رُشّح عمرو دياب مرتين لجائزة “غرامي أوورد”، عن أغنيتي “نور العين” و”تملي معاك”، ليكون أول فنان عربي يحقق ذلك.

وكتب كلمات الأغنية الشاعر أحمد علي موسى، ولحّنها شريف تاج، لتُولد خلطة موسيقية استثنائية ما زالت تعيش في وجدان الجمهور.

زاد من شهرة الأغنية الفيديو كليب الذي أخرجه شريف صبري، وظهر فيه دياب بإطلالة أيقونية عُرفت لاحقًا باسم “بلوفر تملي معاك”.

“ميال”.. انتشار عالمي يتخطى التوقعات

في عام 1989، أطلق عمرو دياب أغنية “ميال”، التي أصبحت لاحقًا من أنجح وأشهر الأغاني في تاريخ الغناء العربي المعاصر.

وتميّزت “ميال” ببداية غنائية مباشرة دون مقدمة موسيقية، في أسلوب فريد اعتمده الملحن حجاج عبد الرحمن عن قصد لكسر التقاليد السائدة.

وكتب كلمات الأغنية الشاعر مجدي النجار، بلغة بسيطة وعاطفية، شكّلت رابطًا قويًا بين عمرو دياب والجمهور العربي في أواخر الثمانينات.

كما تولى التوزيع الموسيقي الفنان فتحي سلامة، مضيفًا روحًا إيقاعية عصرية منحت الأغنية بُعدًا مختلفًا عن السائد في تلك الحقبة.

علاوة على ذلك، حظيت “ميال” بانتشار واسع، وترجمت إلى أكثر من خمس لغات، واختيرت ضمن قائمة أفضل خمسين أغنية في العالم.

وعند ظهوره لأول مرة على مسرح في ألمانيا، قدّمه المذيع المحلي قائلاً: “عمرو دياب… إلفيس بريسلي الأغنية العربية!”

أشهر أغاني في تاريخ عمرو دياب .. ونهايتهم بألبوم ابتدينا

لا تفوّت قراءة: عروس البحر المتوسط في عيون السينما المصرية.. أفلام لعبت فيها الإسكندرية دور البطولة

“ولا على باله”.. فكرة وُلدت على ضفاف النيل

في عام 2001، أطلق عمرو دياب أغنيته “ولا على باله”، ضمن ألبومه الشهير “أكتر واحد”، الذي نال جائزة الموسيقى العالمية.

كما كتب كلمات الأغنية محمد رفاعي، ولحّنها محمد رحيم، بينما أضفى طارق مدكور لمسة توزيع موسيقي جمعت بين الحداثة والهوية الشرقية.

امتزجت إيقاعات التكنو السريعة مع صوت الكمان والطبلة الشرقية، ليولد صوت جديد عبّر عن الحداثة دون التفريط بالجذور.

اختُتمت الأغنية بمقطع راب باللغة الإنجليزية، في خطوة مبتكرة أثّرت على مسار الإنتاج الموسيقي العربي في العقد الأول من الألفية.

وفي كواليس الأغنية، كشف محمد رحيم أن الفكرة بدأت كتيمة موسيقية على نيل شبرا، وسُجّلت لأول مرة على كاسيت منزلي صغير.

كما استمع عمرو دياب إلى التيمة الأولى وأُعجب بها على الفور، ليبدأ العمل عليها وتحويلها إلى واحدة من أبرز أعماله العالمية.

لا تفوّت قراءة: من “إلغي رحلتي” لـ”صديق Chat GPT”.. شخصيات جيل Z هتقابلها في الشغل

“أنا عايش”.. حينما التقى الـR&B بالتشاتشاتشا

في زمن سادت فيه الألحان الشرقية البطيئة الأغاني الحزينة، اختار عمرو دياب مسارًا مختلفًا وجريئًا في موسيقاه عام 2003.

أطلق دياب ألبوم “علم قلبي”، الذي ضم أغنية “أنا عايش”، لتكون من أوائل الأعمال العربية المتأثرة بموسيقى الـR&B العالمية.

كما كتب كلمات الأغنية ربيع السيوفي، ولحّنها عمرو مصطفى، في توليفة عاطفية عصرية جمعت بين الإحساس والتجديد الموسيقي اللافت.

وتولى التوزيع هاني يعقوب، فمزج بين إيقاعات الـR&B ورقصات التشاتشاتشا اللاتينية، مقدمًا تجربة موسيقية غير مسبوقة في العالم العربي.

لا تفوّت قراءة: كيف تفهم لغة جيل الـ Gen Z؟ دليلك الذكي والمبسط للمصطلحات العامية

تعليقات
Loading...