في مسيرة فنية امتدت لأكثر من عقدين، استطاع النجم الإماراتي حسين الجسمي أن يُحجز لنفسه مكانة راسخة في وجدان الجمهور العربي، بصوتٍ يحمل الدفء والإحساس، وأغانٍ جمعت بين البساطة والعمق، والهوية الخليجية والعربية في آن واحد.
وبين النجاح الساحق لـ”بالبنط العريض” وحنين البدايات مع “بحبك وحشتيني”، تنوّعت اختيارات الجسمي بين اللهجات، ولامست أعماله قلوب الملايين في الخليج ومصر وبلاد الشام.
ومع عودته القوية في عام 2025 عبر ألبومه الجديد “HJ2025″، تجدد الحديث عن أبرز محطاته الغنائية التي شكّلت علامات لا تنسى في مشواره، وما تزال تتردد في الأعراس والمناسبات والذاكرة الشعبية.
أفضل 10 أغانٍ لحسين الجسمي تحوّلت إلى أناشيد للحب والفرح، ورسخت مكانته كأحد أبرز نجوم الأغنية العربية الحديثة.
لا تفوّت قراءة: غزة بلا صوت قريبا.. حين يتوقف الصحفي عن نقل الحقيقة ليبحث عن رغيف الخبز
حسين الجسمي يعود بألبوم جديد بعد غياب طويل… ما الجديد في “HJ2025″؟
بعد غياب دام أكثر من 15 عامًا، يعود الفنان الإماراتي حسين الجسمي بألبوم “HJ2025″، مؤكدًا حضوره الفني وتجدده الموسيقي.
استهل الجسمي ألبومه بأغنيتين مميزتين تعكسان تنوعه الغنائي وعمق إحساسه، وسط تفاعل جماهيري واسع على المنصات الرقمية.
قدّم الجسمي أغنية “مستنّيك” باللهجة المصرية، من كلمات تامر حسين، ألحان الجسمي، وتوزيع مادي، بمشاركة تمثيلية مميزة لفراج وبسنت شوقي.
وأهدى الجسمي أغنية “يا نسيم هبّ جدواكم” لتراث بلاده، بكلمات الشيخ زايد، ألحان ياسر بوعلي، وتوزيع عصام الشرايطي.
كما يوازن الجسمي بين اللهجات العربية والتراث الموسيقي، ليقدّم ألبومًا يعكس تجربته الناضجة وذائقته المتنوعة، ما يعزز حضوره العربي.
أغنية “بشرة خير”: نشيد شعبي في مصر
في 16 مايو 2014، طرح حسين الجسمي أغنية “بشرة خير”، فتحولت من عمل انتخابي إلى هتاف وطني يهتف به الناس في كل مناسبة.
جاءت الأغنية من كلمات أيمن بهجت قمر، ألحان عمرو مصطفى، وتوزيع توما، فجمعت بين بساطة الكلمات وقوة اللحن وتفاعل الجمهور.
كما حملت دعوة مباشرة للنزول والمشاركة، برسائل مثل: “دي فركة كعب وهتعملها”، و”ما تستخسرش فيها صوتك”، بلغة قريبة من الناس.
علاوة على ذلك، امتدت الأغنية جغرافيًا لتشمل كل المحافظات، من الصعيد لسيناء، ومن المحلة لبورسعيد، فشعر كل مصري أن الأغنية تخصه شخصيًا.
بعيدًا عن الشعارات النمطية، مزجت “بشرة خير” الوطنية بالإيقاع الحماسي، فصنعت أجواء من الفرح والانتماء والحماسة الشعبية.
رغم مرور السنوات، ما تزال “بشرة خير” رمزًا للفرح الوطني، حيث تجاوزت الإعلام، لتصبح حالة شعبية صنعتها الناس بأنفسهم.
كما حققت الأغنية أكثر من 728 مليون مشاهدة على يوتيوب، لتصبح من أنجح أعمال الجسمي وأكثرها تأثيرًا في الجمهور المصري.
أغنية “بالبنط العريض”: نشيد للفرح في 2020
في صيف 2020، أطلق حسين الجسمي أغنيته “بالبنط العريض”، فتحولت بسرعة إلى ظاهرة عربية اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في كل مكان.
جاءت كلمات الأغنية بتوقيع أيمن بهجت قمر، ولحنها الجسمي بنفسه، أما التوزيع فكان للمبدع توما، في تعاون أثمر عن نجاح كبير.
امتزجت الكلمات الخفيفة بإحساس الجسمي الدافئ، فصنعت تركيبة عاطفية مرحة لامست القلوب، وجعلت الأغنية تتصدر كل قوائم الاستماع.
في وقتٍ كان العالم يبحث عن الأمل، جاءت “بالبنط العريض” كرسالة حبٍّ مفرحة، ليُرددها الصغير قبل الكبير في البيوت والمناسبات.
حققت الأغنية أكثر من 660 مليون مشاهدة على يوتيوب، لتصبح من أكثر الأغاني العربية تداولًا وتأثيرًا في العقد الأخير.

لا تفوّت قراءة: من هم؟.. 9 رؤساء تنفيذيين مصريين بين الأقوى في الشرق الأوسط
أغنية “أحبك”: من أصدق أغاني حسين الجسمي العاطفية
في 31 ديسمبر 2017، أطلق حسين الجسمي أغنيته “أحبك”، فدخل بها قلوب العشاق بصوته الهادئ، وحنينه الصادق، وكلماته التي تلامس الجرح.
كتب كلمات الأغنية الشاعر الكويتي أحمد الصانع، ولحّنها الجسمي بنفسه، أما التوزيع والمكساج والماسترينغ فتولاها وليد فايد بإتقان عالٍ.
في جملة واحدة تختصر كل الحنين، يغني الجسمي: “أنا كل ما نويت أنسى.. لك الذكرى ترجّعني”، وكأن كل مستمع يرى نفسه فيها.
“أحبك” ليست مجرد مرثية للحب، بل رسالة وفاء. يصرّ الجسمي على الحب رغم البُعد بقوله: “أنا نذرٍ علي أبقى أحبك لين يوم الدين”.
أثرت الأغنية في الملايين ممن عاشوا مشاعر الفقد، وهو ما يظهره تجاوزها لـ268 مليون مشاهدة على يوتيوب، لتصبح من أنجح أعماله العاطفية.
أغنية “مهم جدًا” لحسين الجسمي.. عزف شعوري على أوتار العشق الصافي
في أغنيته “مهم جدًا”، واصل حسين الجسمي التألق، في 10 أغسطس 2019، مقدمًا عملًا غنائيًا يفيض دفئًا وعذوبة، بكلمات أحمد الصانع ولحنه الخاص.
اعتمد الجسمي على توزيع ومكساج وMastering احترافي لحسام كامل، ليقدم عملًا فنيًا متكاملًا ينبض بالمشاعر ويغلفه نسيم الإحساس الهادئ.
الأغنية ليست مجرد اعتراف، بل حالة حب تتغلغل في تفاصيل العلاقة، حيث التعلق والحنين يمتزجان بانتماء صادق وعشق لا يخبو.
“مُهم جدا وجودك في تفاصيلي.. مهم جدا بـأغانيي ومواويلي” — كلمات تنقل الحبيب من دور الحضور إلى جوهر الحياة ووجدان المعنى.
بأكثر من 166 مليون مشاهدة على يوتيوب، تؤكد الأغنية أنها ليست مجرد لحن، بل تجربة شعورية كاملة تغنّى وتعاش.
بتوزيع ناعم وإحساس شفاف، تلامس “مهم جدًا” قلوب المستمعين، لتُثبت أن الجسمي يصنع الفن من العاطفة، لا من الألحان وحدها.
لا تفوّت قراءة: أقوى حفلات الساحل الشمالي من 23 حتى 31 يوليو 2025: من سيحيي السهرات الأضخم؟
أغنية “إجا الليل” لحسين الجسمي.. مرثية الحب الغائب وهمس الفقد العميق
في “إجا الليل”، يفتح حسين الجسمي، في 12 نوفمبر 2018، نافذةً واسعة على الألم، مؤديًا واحدة من أكثر أغانيه العراقية صدقًا ووجعًا.
كتب ضياء الميالي كلمات الأغنية، ولحنها علي صابر، أما التوزيع والمكساج والماسترينغ فحمل توقيع عثمان عبود باحترافٍ حزين.
الموال المؤلم الذي يسبق الأغنية، من كتابة رامي العبودي، يمهد بلغة مشحونة للجرح: “نسينا الراحة من يوم الفقدناك… رحت والخير كله راح ويّاك…”
تبدأ الأغنية بعبارة حزينة: “إجا الليل شيخلصه الليل… راح أسهر ودمعي يسيل”، حيث يصبح الليل شريكًا في الحزن لا مهرب منه. “إجا الليل” ليست مجرد أغنية، بل مشهد درامي يصوّر مرارة الغياب، ويحاكي وجدان كل من جرّب الحنين المؤلم.
يغني الجسمي بصوت مُثقل بالشجن، فيخاطب الليل، يلومه ويتوسل له، وكأن الوقت نفسه صار عبئًا لا يحتمل. ويجمع العمل بين الموال والتراث واللحن الحزين، ويتجاوز 161 مليون مشاهدة، شاهدًا على صدقه وانتشاره العابر للحدود.
أغنية “حتة من قلبي” لحسين الجسمي.. حب بسيط بنبض مصري دافئ
في “حتة من قلبي”، قدّم حسين الجسمي أغنية رومانسية ناعمة، في 15 يوليو 2021، من كلمات أيمن بهجت قمر، تعبّر عن حب صادق يسكن التفاصيل.
الأغنية لا تتجمّل ولا تتكلّف، بل تحتفي بالحب كمساحة آمنة، وكأن الحبيب “حتة” صغيرة محفوظة في القلب. “وش من غير كاني وماني.. طبعي بدخل في الموضوع” — بداية مباشرة تظهر خفة ظل ولهجة مصرية محبّبة.
العمل يمزج بين رومانسية الكلمات وتوزيع عصري نفّذه علي فتح الله، دعم فيه الإيقاع بجاذبية دون أن يطغى على الإحساس. وبخفتها وصدقها، أصبحت الأغنية من الأكثر انتشارًا في مناسبات الزفاف، بفضل بساطتها التي تلامس الجميع.
“حتة من قلبي” ليست مجرد أغنية حب، بل رسالة امتنان لكل من يشبه النصف الحلو من القلب، متجاوزةً 123 مليون مشاهدة.

أغنية “ستّة الصبح” لحسين الجسمي.. اعتراف حب على حافة السهر
“ستّة الصبح” أغنية كتبها أيمن بهجت قمر، ولحّنها وليد سعد، في 27 مارس 2014، لتكون من أبرز أعمال حسين الجسمي باللهجة المصرية، ممزوجة بالشوق والحنين.
تبدأ الأغنية بصورة شاعرية لحالة انتظار في عمق الليل: “بتعدي في حتة… أنا قلبي بيتكسر مية حتة”، وهو تعبير عن اشتياق لا ينام عليه.
في لحظة صدق يعبّر الجسمي عن دهشة اللقاء: “ليه يا حبيبي من يوم ما قابلتك… وأنت في كوم والدنيا في كوم”، كأن اللقاء أعاد تعريف الحياة.
رغم غياب المعرفة السابقة، يقول: “لا في بينا لا عشرة ولا معرفة… أنا من دلوقتي ورايح مجنون بيك”، في لحظة ولادة حب بلا مقدمات.
الأغنية تُغني الحزن بهدوء، وتترك المستمع في حالة تأمل، بين السكون الخارجي والضجيج العاطفي الداخلي.
بفضل هذا الصدق، تجاوزت “ستّة الصبح” 119 مليون مشاهدة، لتصبح حالة شعورية مشتركة بين كل من عاشوا السهر على وقع الحب.
“دق القلب”.. حسين الجسمي يشعل الوجد باللهجة العراقية
في أغنية “دق القلب”، يخوض حسين الجسمي واحدة من أنجح تجاربه العراقية، بأغنية تنبض بالشغف، كتبها رامي العبودي، ولحنها نور الزين، ووزعها حسام كامل، طرحها في 13 أكتوبر 2021.
“أستاهل دماره، خل تحرگني ناره” — من السطر الأول، يختصر الجسمي الانهيار العاطفي، بين الألم والرضا بمرارة العشق.
“موّتني بسماره” — مشهد من التوتر والارتباك، يترجم انفعال العاشق حين يواجه من خطف قلبه بنظرة.
“إلهي، عبدك يا إلهي” — يتحوّل العشق إلى حالة روحية، حيث يصبح الحبيب فتنة إلهية تشعل الحواس وتربك العقل.
“استحالة أنساه… وما أعشگ بداله” — قسم ولاء أبدي، يعلن استسلامًا كاملًا للحب، بلا رجعة.
كما أضفى Farshid Adhami لمسة جيتار شرقية ناعمة على اللحن، زادت من دفء الأغنية وعمق إحساسها دون أن تثقل إيقاعها.
“دق القلب” ليست مجرد أغنية، بل انغماس شعوري صادق، عبّر عنه الجسمي بصوت نادر في صدقه، ليتجاوز العمل 104 ملايين مشاهدة على يوتيوب.
لا تفوّت قراءة: المسلسل الأبرز على نتفليكس.. لماذا يجب أن تضيف “كتالوج” إلى قائمة مشاهداتك فورا؟
أغنية “وتبقى لي”.. الجسمي يغني الولَه والجرح الجميل
في أغنية “وتبقى لي”، يغوص حسين الجسمي في أعماق العشق المستميت، بأغنية كتبها “وشم”، ولحّنها فايز السعيد، ووزّعها زيد عادل بإحساس درامي خالص، وطرحها في 20 أبريل 2014.
“الله ياخذك منهم ولا ياخذني من يدك” — جملة تبدأ كدعاء وتنتهي كقسم، تعكس أقصى درجات التعلّق والتمسّك بالحبيب مهما كان الثمن.
“ترى جرحك لذيذ وسكّره يا صاحبي حالي” — تناقض يُجسّد فكرة العذاب اللذيذ، حيث يتحوّل الجرح إلى علامة عشق لا يُراد لها أن تندمل.
“وجودك جنة الدنيا وبعدك لحظة غربالي” — الحضور نعيم، والغياب عذاب. هذا البيت يُكثّف الحالة العاطفية بين الأمان والضياع.
علاوة على ذلك، يغني الجسمي بإحساس نادر، يجعل كل حرف مشحونًا بالعاطفة، ويحوّل الأغنية إلى مرآة للحب غير المشروط.
“وتبقى لي” ليست فقط قصيدة ولاء، بل تجربة شعورية خالصة، وصلت إلى أكثر من 97 مليون مشاهدة على يوتيوب، لتبقى حاضرة في ذاكرة العاشقين.
أغنية “سنّة الحياة”.. أنشودة الحنين التي كسرت حدود الإعلان
في رمضان 2020، تحوّلت حملة أورنج الإعلانية إلى عمل فني خالد، بصوت حسين الجسمي، وكلمات أيمن بهجت قمر، ولحن محمود العسيلي، وتوزيع علي فتح الله.
“لو طالت المسافات، وبعدتنا الأيام” — افتتاحية بسيطة، تعكس مشاعر الغربة والحنين، في وقت كانت فيه المسافات حقيقية ومؤلمة بفعل الجائحة.
“مين قال إن التلاقي، لقا وسلام بالإيد؟” — تذكير بأن القلوب تتواصل دون لقاء، وأن المشاعر أقوى من كل الحواجز.
الأغنية تطرح مفهومًا وجدانيًا عميقًا: أن القرب الحقيقي لا يُقاس بالزمن أو المسافة، بل بالنية، وبالحب الساكن في القلوب.
“سنّة الحياة” تجاوزت كونها إعلانًا لتصبح نشيدًا للدفء الإنساني، ولمسة عزاء عاطفي في وقت كانت فيه المشاعر هشّة ومنهكة.
بأكثر من 90 مليون مشاهدة على يوتيوب، أثبتت الأغنية أن الفن الحقيقي يجد طريقه إلى الوجدان، حتى عندما يُولد من رحم إعلان تجاري.