أطفال غزة ولبنان .. عن الأماني المستحيلة رغم بساطتها والأحلام الضائعة رغم شرعيتها
“أمنيتي أن أبقى بخير أنا وعائلتي في الحرب” الأمنية الأخيرة التي كتبتها الطفلة اللبنانية ياسمينا نصار على قصاصة ورقية وبعدها قتلتها الغارة الإسرائيلية في جنوب لبنان، قتلتها هي وبرفقة عائلتها، فلم تلحق حتى أن تشعر ببعض الأمان ولم تنعم به لفترة أطول فالصواريخ كانت أسرع منها ومن رسالتها.
ومن قبلها أكدت الطفلة الغزاوية على حاجتها لـ”شبشب” فهناك نعل وحيد ظلت ترتديه طوال الحرب وكلما مزق خيطته حتى أصبح غير صالح للاستخدام وتمشي به تتكأ وتعرج حتى لا تخرب الفردة الأخرى، ومنهم من صنع نعالًا خشبيًا ليحمي الأطفال من حرارة الأرض.
منذ أشهر قليلة كان الهم منصب على الأطفال الغزاويين وفي السودان وسوريا وكل طفل تشتت شمله وضاعت طفولته في الحرب ولكن الأن زاد الهم بإنضمام أطفال لبنان للقائمة، وهموم أمانيهم التي مع بساطتتها وشرعيتها لا تقدر على تحقيقها وهنا يكمن قمة العجز البشري.
قمة العجز عندما ترى طفل يبكي لأنه لم يحصل على نصيبه في قطع اللحمة التي توزع في المخيمات، أو طفل يقف بالساعات بجردل ماء وهو يحاول أن يتلقط قطرات الماء التي ستمن بها عليه إحدى الحافلات أو ما سيتساقط منها عن طريق الخطأ ليرتوي هو وأهله.
طفلة فلسطينية تبكي حذاءها الذي انقطع
نقص الأحذية يضاف لأشكال المعاناة التي يعيشها الغزيون.. طفلة تبكي بعد تمزق حذائها في ظل أزمة نقص الأحذية التي يعيشها قطاع غزة بسبب الحرب
#الشرق #الشرق_للأخبارPosted by Asharq News الشرق للأخبار on Tuesday, March 5, 2024
أو يتمنوا أن يعثروا على قطتهم التي ضاعت من وقت الحرب وأحيانًا أخرى ترسم البسمة على وجههم إذا عثروا على لعبة وسط الأنقاض من مقتنياتهم القديمة، وأحيانًا يفرح إذا طيب بخاطره أحدهم وقبل أن يشتري منه أي شيء ليعود بالفتات لأهله بعد يوم طويل، وغيرها من الأماني التي على قدر ما هي بسيطة على قدر ما أوضحت كيف فقدنا معها إنسانيتنا.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: زغاريد الشعوب: إرث من أقصى الفرح لأقصى الهموم والهمم