مرض “رئة الفشار” لا علاج له.. كيف تؤثر السجائر الإلكترونية على صحة الرئتين؟
انتشر مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي، وبالأخص على تيك توك، مصطلح “رئة الفشار” (Popcorn Lung) الذي يشير إلى مرض خطير يعرف طبيًا باسم “بوب كورن لونج”.
هذا المرض الناتج عن استخدام أجهزة “الفيب” أو السجائر الإلكترونية، بات يثير قلقًا متزايدًا في الأوساط الطبية والشبابية على حد سواء.
رغم اعتقاد كثيرين بأن السجائر الإلكترونية أكثر أمانًا من التدخين التقليدي، تؤكد الأبحاث الطبية أن لها آثارًا صحية مدمرة قد تصيب الرئتين بأضرار دائمة لا علاج لها.
نستعرض حقيقة “رئة الفشار” وكيف يمكن للسجائر الإلكترونية أن تتحول من مجرد بديل تدخين إلى خطر حقيقي يهدد صحة الإنسان، خصوصًا المراهقين والشباب.
لا تفوّت قراءة: الاستثمار في السبائك: كيف تفرق بين الذهب الأصلي والمغشوش؟
لماذا أصبح مرض “رئة الفشار” ترندًا الآن رغم انتشار السجائر الإلكترونية منذ سنوات؟
رغم ظهور السجائر الإلكترونية منذ نحو 15 عاما، إلا أن مرض “رئة الفشار” ( Popcorn Lung) لم يحظَ بالاهتمام الكافي حتى وقت قريب.
وجاءت الحملة التوعوية عبر منصات التواصل لتسلط الضوء على خطورة المرض الذي يصيب المراهقين والشباب بشكل خاص.
وجاء ذلك بعد أن كشف تقرير منشور في موقع “ScienceAlert” عن إصابة مراهق أميركي بهذا المرض بعد استخدامه السجائر الإلكترونية سرا لثلاث سنوات.
وهذا الكشف ساهم في إثارة القلق العام، وأعاد النقاش حول مدى أمان التدخين الإلكتروني وأضراره طويلة الأمد.
وبناءً على ذلك، زاد الطلب على معلومات موثوقة للتعرف على “رئة الفشار” وطرق الوقاية منها.
لا تفوّت قراءة: من “شارموفرز” إلى “روبي”.. أبرز حفلات وفعاليات الويك إند الأخير في مايو!
ما هو مرض “رئة الفشار”؟
“رئة الفشار” هو الاسم الشائع لمرض يُعرف علميًا بـ”التهاب القصيبات المسدودة” (Bronchiolitis Obliterans).
ويعد هذا المرض نادر الحدوث لكنه خطير جدًا، حيث يُلحق ضررًا بالممرات الهوائية الدقيقة داخل الرئتين.
وينتج عن ذلك أعراضًا مزمنة مثل السعال المستمر، الأزيز، الإرهاق، وصعوبة التنفس.
ولا يوجد حتى الآن علاج شافٍ لهذا المرض، مما يجعل الوقاية منه والتوعية حول مخاطره أمرًا بالغ الأهمية.
لا تفوّت قراءة: أسرار الجمال الخالد.. فنانات الزمن الجميل يكشفن وصفاتهن السحرية
إلى متى يعود ظهور مصطلح “رئة الفشار”؟

ظهر مصطلح “رئة الفشار” مطلع القرن الحادي والعشرين، بعد إصابة عمال مصنع فشار يعمل بالميكروويف بأمراض رئوية نتيجة استنشاق مادة كيميائية تسمى “ثنائي الأسيتيل”، وهي نفس المادة المستخدمة في إعطاء الفشار نكهة الزبدة.
لا تفوّت قراءة: مناسك الحج خطوة بخطوة: كيف يؤديها الحاج على الوجه الصحيح؟
ما علاقة “ثنائي الأسيتيل” بمرض رئة الفشار؟
يعد “ثنائي الأسيتيل” مادة منكهة تُستخدم لإضفاء نكهة الزبدة على الفشار، لكنها تتحول إلى مادة سامة عند استنشاقها.
تؤدي هذه المادة إلى التهابات وتندبات في القصيبات الهوائية، ما يعيق مرور الهواء ويسبب تلفًا رئويًا دائمًا لا يُمكن علاجه.
ورغم أن “ثنائي الأسيتيل” هو السبب الأكثر شيوعًا، فإن مرض “رئة الفشار” قد ينجم أيضًا عن استنشاق مواد كيميائية سامة أخرى.
وقد كشفت الدراسات أن هذه المواد الضارة توجد أيضًا في أبخرة السجائر الإلكترونية، مما يضاعف خطر الإصابة بالمرض.
لا تفوّت قراءة: علميًا.. كيف يعزز البطيخ صحتك في أيام الصيف الحارة؟
كيف ترتبط نكهات السجائر الإلكترونية بمرض “رئة الفشار”؟

يحظى التدخين الإلكتروني بشعبية واسعة، خاصة بين الشباب والمراهقين، بفضل النكهات المتنوعة والجذابة التي يوفرها.
لكن هذه النكهات، رغم مذاقها المحبب، تحمل مكونات كيميائية قد تكون خطيرة على صحة الرئتين.
ورغم أن بعض هذه المواد آمنة عند تناولها، فإن استنشاقها يغيّر طريقة تفاعل الجسم معها بشكل كامل. فعند الأكل، تمر المواد عبر الجهاز الهضمي ويعالجها الكبد، مما يحد من ضررها.
أما عند الاستنشاق، تدخل مباشرة إلى الرئتين، ثم إلى مجرى الدم، وتصل إلى أعضاء حساسة كالقلب والدماغ خلال ثوانٍ.
وهنا يكمن الخطر الحقيقي؛ إذ يمكن لهذه المواد أن تلحق تلفًا دائمًا بالممرات الهوائية، مسببّة مرض “رئة الفشار”.
لا تفوّت قراءة: حفلات نجوم الغناء من أيام الزمن الجميل.. اكتشف أسعار تذاكر حفلتك المفضلة كانت بكام!
هل يمكن علاج مرض “رئة الفشار”؟
لا يوجد حتى الآن علاج فعّال لمرض “رئة الفشار”، إذ أن تلف الرئتين الناتج عنه دائم ولا يمكن إصلاحه طبيًا.
يقتصر العلاج فقط على تخفيف الأعراض مثل السعال وضيق التنفس، دون القدرة على عكس الضرر أو إيقاف تقدم المرض.
ولهذا، يؤكد الأطباء أن الوقاية تبقى الخيار الأفضل، خاصة من خلال تجنب السجائر الإلكترونية والمواد الكيميائية المسببة.
لا تفوّت قراءة: هوس “لابوبو” يجتاح الجيل Z .. ما السر وراء جنون عشاق الموضة بدمية الوحوش؟
ما الذي يجعل السجائر الإلكترونية أكثر خطورة مما نظن؟

يحذر تقرير “ساينس أليرت” من أن تسخين نكهات السجائر الإلكترونية يؤدي لتحللها إلى مركّبات كيميائية جديدة غير مختبرة.
هذا التحلل ينتج مواد غير معروفة التأثير عند الاستنشاق، ما يثير قلقًا طبيًا متزايدًا بشأن سلامة استخدامها.
كما أظهرت دراسة دولية أن المراهقين المستخدمين للسجائر الإلكترونية يعانون مشكلات تنفسية أكثر من غيرهم.
وتبيّن أن بعض أنواع النكهات، وأملاح النيكوتين، وتكرار الاستخدام مرتبطة مباشرة بهذه المشكلات الصحية.
وخلص التقرير إلى أن التعرض التراكمي لهذه المواد الكيميائية يزيد خطر الإصابة بـ”رئة الفشار” وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.