أصابع الناس أجرأ من لسانهم: لأي مدى أثبت الإنترنت حقيقة الجملة؟

“أصابع الناس تكون أحيانًا أجرأ من لسانهم” جملة قرأتها منذ سنوات لم أذكر حتى أين ومتى بالتحديد، ولكنها ظلت عالقة في ذهني بعد أن ظلت يوميًا وكل ساعة تتأكد في كل شيء حولنا على منصات التواصل الاجتماعي، فأصابع الناس هنا المقصود بها لوحة المفاتيح التي نضرب عليها لنقول ما نخشى قوله على الحقيقة أو ما لا نستطيع قوله إلا خلف الشاشات.

كيف أصبحت الجملة حقيقية لهذه الدرجة؟

الحاجز الذي نتج عن الحديث من وراء الشاشات خلق نوع من الأمان الزائف “لا أحد يراك، لا أحد يعرفك، لا أحد يستطيع أن يصل لك” وخلق بالتبعية نوع من الجرأة في التعبير عن الرأي أو المشاعر، فالكثير من المشاعر نادرًا ما تدرك أو تقدر على قولها في الحقيقة فتلجأ لكتابها من وراء شاشة، ولكن عيوب الشاشة هي أنها تحرمك من ردود الفعل المتوقعة والمصاحبة للكلمة فتحمل شيء من عدم المصداقية أو الشعور الزائف، فأحيانًا أنت تأخذ الكلمة وتفسرها وتضع تخيلاتك عليها.

هذا بالنسبة للمشاعر وما ينتج عنه من سوء فهم أما بالنسبة للتعبير عن الأراء فحدث ولا حرج، بإمكان أي شخص أن يخلق في ثواني مدونة أو يكتب تعليق على السوشيال ميديا فيه حدة أو يقوم بعمل حساب مزيف من بابه ويمارس سلطاته عليه ويبوح بما يستطيع.

وهذا بالطبع خلق العديد من المشاحنات فعندما تملكت الأداة للتعبير عن الرأي وامتلكت الحرية وأصبح في يديك نوع من أنواع السلطة التي لم تكن موجودة من قبل هممت باستغلالها، ولكن الاسوأ والأكثر إخافة هو إذا كان الشخص في الأساس لا يمتلك آليات التعبير الأصح عن رأيه، فالكل أصبح لديه رأي يريد التعبير عنه ولو تطلب الأمر سب وقذف الغير، والنتيجة آلاف القضايا الإلكترونية ومعها آلاف الشائعات والضحايا كثيرة والمتهمين أكثر.

السبب في هذا يرجع لعوامل أصنفها على الأغلب دوافع نفسية، فإذا امتلكت الأداة ستستغلها حسبما تشاء، فالدافع الإنساني موجود وعندما توفرت الأجواء والأمان لم يكن هناك مانع.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: صاحب الخطط والمشرف: شخصيات مختلفة بنشوفها في السفريات

تعليقات
Loading...