بعد ما أعلنوا عن أول حكم ست تشارك في الدوري المصري “شاهندا المغربي” وبعد ما اثبتت إنها بميت راجل وسط الملعب، كنا مستنيين إن الإعلام وخصوصًا الرياضي يبقى هو أول داعم للفكرة ويشجع باقي السيدات إنهم يقتحموا المجال الرياضي بكل ثقة، بس كان على عكس المتوقع لسه بنلاقي ناس بتحاول تقحم الستات في مجالات ومهن معينة وتبعدها عن الباقي، وتقول لأ ده ماينفعكيش أو ده شغل الرجالة بس!
وفي تصريح لعدلي القيعي لما المذيع سأله عن رأيه في النقلة الحضارية اللي حصلت بظهور أول حكم ست في الدوري، رد وقال: “ياعم نقلة حضارية إيه؟ هو في حكم ست هتستحمل حد يزعلقها من اللعيبة ويشتمها؟ دي هتعيط! دي مش عنصرية بس احنا مالنا ومال أوروبا؟ مانشوف الكرة النسائية اللي حالتها يرثى لها، وبعدين هو التحكيم المصري ناقص نقد سلبي علشان تدعمه بالعنصر النسائي! ممكن تيجي واحدة استثناء بس مش كله هيبقى كده، ممكن تطلع في ماتش ودي علشان تدرب بس أنا عمومًا متخوف من الفكرة وياريت لو تتأجل”
في الحقيقة التصريح ده وتصريحات تانية لناس مؤيدة لرأيه، خلانا نفكر ونقول بعد كام سنة هنقدر نقول على أي شغل مش تقليدي إن الست تقدر تعمله؟ في وظائف كتير مش تقليدية الست قدرت تثبت فيها نفسها: من أول الوزيرة والقاضية لحد الست اللي بتسوق واللي في النجارة واللي بتصلح العربيات واللي بتدرب ملاكمة، وكلهم نماذج ناجحة وبنقدملهم كل التقدير والاحترام، بس برغم النجاح اللي حققته الست على مستوى المجالات، لسه برضه عندنا فكر التقليل من مهارات وقدرات الست “إنها هتبوظ الدنيا” أو مش هتعرف تستحمل! مع إنها فعليًا تقدر تستحمل زيّ الراجل بظبط ويمكن أكتر كمان!
بس إحنا بدأنا نحس إن التقليل ده بيحصل لمجرد التقليل وخلاص! مش لازم يبقى مبني على أساس علمي أو دليل مادي، بس المجتمع اتعود على كده! وللأسف مهما هيطلع ستات ناجحة وبتشغل مناصب مش تقليدية هيفضل برضه في فئة من المجتمع تيجي وتقولك “ماتروحي تشوفي حاجة تانية تعرفي تعمليها!”