ولإن الأحلام مالهاش سن معين ولا وقت معين، قرر الأردني محمد ملحس وهو عنده 76 سنة إنه يحقق حلم طفولته في إنه يبقى طيار، وفي القبو بتاع بيته بنى كابينة قيادة علشان يسافر بشكل افتراضي وهو قاعد في بيته.
حبه للطيران بدأ معاه وهو لسه عنده 10 سنين، مكتبته كلها كان فيها كتب عن الطيران والأوضة بتاعته كانت كلها رسومات طيارات رسمها بإيده وكانت ألعابه المفضلة هي اللعب بالطيارات الورق. ورغم إن الظروف ماكانتش مساعداه إنه يعمل الحاجة اللي بيحبها، بس شغفه كان لسه محاوطه طول سنين عمره.
اتخرج من الجامعة واشتغل في إدارة المستشفيات، وسنة 1976، انضم لأكاديمية الطيران الملكية واتعلم قيادة طائرة صغيرة من نوع “بايبر” اللي بمحرك واحد، فكان بيطير في الفجر وبعدها بيروح لشغله في المستشفى، وفضل كده لمدة سنتين لحد ما أخد الرخصة، وفي سنة 2006 كان مهووس بفكرة إنه يطير افتراضيًا من خلال برامج طيران إلكترونية في ظروف شبه حقيقية وفي وجود مراقب جوي يوجهه، وكان بيقول في حوار صحفي إنه كان ممكن يقعد أكتر من ست ساعات على جهاز الكمبيوتر، ويطير من المغرب للإمارات لسوريا لأمريكا وكل ده وهو قاعد على جهاز الكمبيوتر!
الفكرة نفسها إنك تخدع دماغك بإنك طاير في السما بس في الحقيقة أنت قاعد في بيتك ومافيش أي مخاطر حوليك، وفي نفس الوقت لما حب إنه يضيف للتجربة واقعية أكتر، قرر إنه يصنع ديكور الكابينة بنفسه واشترى كل حاجة من سوق الخردة وقعد 3 سنين علشان يطلع بالتصميم النهائي ده وكإنه فعلًا في الجو وطاير في السما. الشغف مالوش سن والشخص ده بيضرب لنا مثل إنه مهما عدى بيك الوقت ومهما مريت بتجارب في حياتك، خليك متمسك بالحاجة اللي أنت بتحبها ولسه بتحسسك بالسعادة والانبساط.