منصة “بلوسكاي” تنافس “إكس”: ماذا نعرف عن المنصة الاجتماعية الصاعدة؟
تصنف الآن منصة “بلوسكاي” على أنها المنافس الوحيد لمنصة إكس (تويتر سابقا).
“بلوسكاي” (BlueSky) هي منصة اجتماعية جديدة أسسها جاك دورسي، المؤسس المشارك لتويتر، عام 2019. تهدف منصة بلوسكاي لتقديم حرية وخصوصية. وأصبحت “بلوسكاي” المنافس الوحيد لمنصة “X”.
وشهدت تويتر (إكس حاليًا) تغييرات كبيرة في الملكية والسياسات، ما دفع المستخدمين للبحث عن بدائل تلبي تطلعاتهم.
“بلوسكاي” تقدم نهجًا لامركزيًا يعزز تحكم المستخدمين ببياناتهم، مقارنة بتويتر الذي يعتمد نموذجًا مركزيًا.
وتتميز “بلوسكاي” بتصميم بسيط وخالي من الإعلانات، مما يختلف عن تويتر المليء بالمحتوى المروج والإعلانات.
“بلوسكاي” و “إكس” يمثلان اتجاهين مختلفين: الأول للامركزية والثاني للمركزية، مما يعكس تنوع احتياجات المستخدمين.
كيف تنافس بلوسكاي منصة إكس؟
تأسست تويتر (إكس حاليا) عام 2006، وبرزت كواحدة من أهم منصات التواصل الاجتماعي عالميًا، مقدمةً تجربة جديدة للتدوين المصغر.
وفي 2022، أعلن إيلون ماسك شراء منصة إكس (تويتر سابقا)، مما أثار موجة من التساؤلات حول مستقبل المنصة واتجاهاتها.
وشهدت المنصة تحولًا كبيرًا مع تغيير اسمها إلى “إكس” (X)، في خطوة تعكس رؤية جديدة للعلامة التجارية.
التغييرات التي جلبها ماسك أثرت على سياسات المحتوى، وواجهة المستخدم، وأنماط التفاعل، ما أثار ردود فعل متباينة.
ويسعى إيلون ماسك لتحويل “إكس” إلى منصة متكاملة تشمل التواصل الاجتماعي، والخدمات المالية، والذكاء الاصطناعي، والعملات الرقمية. .
وعلى النقيض، تسعى “بلو سكاي” لتقديم بيئة تواصل اجتماعي تتمحور حول المستخدمين، بعيدًا عن الأهداف التجارية المهيمنة.
وتتميز “بلو سكاي” بتركيزها على الابتكار في الخصوصية، مع ضمان الشفافية في إدارة المحتوى والتفاعل بين المستخدمين.
والفكرة الأساسية لمنصة بلو سكاي هي بناء شبكة اجتماعية لامركزية، حيث لا تدير جهة واحدة البيانات أو المحتوى.
وبفضل النظام اللامركزي، تمنح السيطرة الكاملة للمستخدمين على بياناتهم، مما يعزز الشعور بالأمان والاستقلالية الرقمية.
أساليب منافسة بلوسكاي لمنصة إكس: بروتوكول AT
يعتمد تطبيق بلو سكاي على بروتوكول موزع ولا مركزي يسمى “AT Protocol”، والذي يمثل نقلة نوعية في إدارة البيانات.
ويتيح البروتوكول للمستخدمين التحكم في خوارزميات المنصة والسيطرة الكاملة على بياناتهم، بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
ومع بروتوكول AT، تبقى بيانات المستخدمين بعيدة عن سيطرة الحكومات والشركات التي تستغلها لأغراض تسويقية.
وهذا النموذج الجديد يمكن أن يحدث تغييرًا جذريًا في اقتصاد البيانات الشخصية، مما يمنح المستخدمين قوة غير مسبوقة.
وبفضل هذا النهج المبتكر، تقدم بلو سكاي رؤية جديدة لوسائل التواصل الاجتماعي، تُعلي من خصوصية المستخدمين واستقلاليتهم الرقمية.
منافسة قد تنتهي بالهزيمة: ما العيوب؟
1- عدم القدرة على التوسع
رغم النمو السريع، تواجه بلو سكاي صعوبات في التوسع لاستيعاب عدد كبير من المستخدمين دون التأثير على الأداء.
2- تحديات واجهة المستخدم
تصميم واجهة المستخدم لا يزال يحتاج إلى تحسينات لتوفير تجربة أكثر سلاسة وجاذبية مقارنة بالمنصات الأكبر.
3- صعوبات تطوير الكود
نظامها اللامركزي المعتمد على بروتوكول AT يجعل إجراء تعديلات على الكود أكثر تعقيدًا مقارنة بالأنظمة التقليدية المركزية.
4- التوازن بين اللامركزية والتطور
في حين أن اللامركزية ميزة رئيسية، إلا أنها قد تعرقل مرونة المنصة في التحديث السريع ومواكبة متطلبات المستخدمين.
5- فرص التحسين
رغم هذه العيوب، تظل بلو سكاي منصة واعدة يمكنها تجاوز التحديات من خلال تطوير البنية التحتية والتعاون مع مجتمع المستخدمين.
بلوسكاي تنفاس إكس: ما تحديات إيلون ماسك؟
تعتبر “إكس” واحدة من أضخم الشبكات الاجتماعية عالميًا، حيث يصل عدد مستخدميها النشطين شهريًا إلى حوالي 600 مليون.
وأدى استحواذ إيلون ماسك على تويتر إلى تغييرات جذرية في سياساتها الإدارية، ما جعلها محط انتقادات واسعة.
وواجهت المنصة انتقادات متزايدة بسبب قرارات الإشراف على المحتوى، التي أثرت على ثقة المستخدمين واستقرار المجتمع الرقمي.
وأوجدت التغييرات الإدارية والسياسية تحديات كبيرة لـ”إكس” في الحفاظ على مكانتها وسط منافسة شرسة من منصات جديدة.
بلو سكاي تنافس إكس: منصة في طور النمو
رغم حداثة عهدها، بدأت “بلوسكاي” تجذب الأنظار، مع قاعدة مستخدمين صغيرة نسبيًا مقارنة بالعمالقة مثل تويتر.
في أوائل 2024، قدر عدد مستخدمي “بلو سكاي” بين 2 و3 ملايين، لكن المنصة بدأت تنمو بسرعة مشجعة.
وبحلول منتصف سبتمبر 2024، وصل عدد المشتركين إلى 10 ملايين. وبحلول أكتوبر، ارتفع العدد إلى 15-16 مليون مستخدم.
وأعلنت “بلو سكاي” مؤخرًا أن عدد مستخدميها الإجمالي بلغ 21 مليونًا، مما يشير إلى تسارع تبني المنصة.
الانفتاح على شريحة أوسع من المستخدمين وميزاتها اللامركزية جعلتها خيارًا جذابًا للباحثين عن بديل لتويتر.
واستطاعت بلوسكاي جذب نحو مليون مستخدم بمعدل يومي إلى قاعدة مستخدميها، منذ فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية
أسباب الرحيل من منصة إكس إلى بلوسكاي
1- تغييرات إدارة إيلون ماسك
أدى استحواذ إيلون ماسك على منصة إكس إلى تغييرات جذرية في إدارة المنصة، مما أثار استياء عدد كبير من المستخدمين.
2- سياسات الإشراف على المحتوى
بعد الاستحواذ، جرى تخفيف سياسات الإشراف على المحتوى، مما سمح بانتشار محتوى مثير للجدل والعنف، وأثار قلق المستخدمين.
3- التأثير على حرية التعبير
واجهت منصة إكس اتهامات بالحد من حرية التعبير، حيث ربط البعض ذلك بالسياسات التجارية المتمثلة في دفع اشتراكات مثل “إكس بريميوم”.
4- الإعلانات والاشتراكات المدفوعة
أثقل التركيز الكبير على الإعلانات والاشتراكات المدفوعة كاهل المستخدمين وأثار جدلًا واسعًا بين الصحفيين والشخصيات العامة.
5- البحث عن بيئة أكثر شفافية
دفع الاستياء من توجه منصة إكس الكثير من المستخدمين إلى بلو سكاي، التي توفر بيئة تركز على الشفافية والخصوصية.
بلو سكاي: البديل المثالي للمستخدمين الباحثين عن الخصوصية
بفضل نموذجها اللامركزي واهتمامها بالخصوصية، أصبحت بلوسكاي الوجهة المناسبة لمن يطمحون إلى تجربة أكثر حرية وشفافية، فلماذا تهرب المستخدمين من منصة إكس؟
التأثير المتزايد للإعلانات في تويتر (إكس)
تزايد حجم الإعلانات في منصة إكس (تويتر سابقا) دفع العديد من المستخدمين للشعور بأن الجانب التجاري طغى على جوهر التجربة الاجتماعية.
تغيير الهوية البصرية وفقدان الارتباط
تحول تويتر إلى “إكس”، إلى جانب التعديلات على واجهة المستخدم، جعل بعض المستخدمين يشعرون بانفصال عن المنصة التي اعتادوا عليها.
بلو سكاي: تجربة اجتماعية أصيلة
بمفهومها البسيط وخلوها من الإعلانات المزعجة، أعادت بلوسكاي للمستخدمين شعورًا بالتواصل النقي بعيدًا عن التأثيرات التجارية.
أمثلة على التطبيقات اللامركزية
- BitTorrent
يستخدم لمشاركة الملفات بشكل مباشر بين المستخدمين، حيث يُوزع المحتوى عبر شبكات لامركزية دون الحاجة إلى خوادم مركزية. - Tor
شبكة لامركزية تتيح للمستخدمين تصفح الإنترنت بخصوصية عالية، من خلال تشفير البيانات وتوجيهها عبر عدة نقاط اتصال. - Popcorn Time
منصة تتيح بث الأفلام والمسلسلات باستخدام تقنيات P2P (نظير إلى نظير)، حيث يقوم المستخدمون بمشاركة الملفات بشكل متزامن.
بلوسكاي تنافس إكس: بديل واعد في عالم التواصل الاجتماعي
تقدم بلو سكاي بديلاً جذابًا للمستخدمين الباحثين عن بيئة تدعم الخصوصية وتعزز الشفافية والحرية الرقمية.
رغم أنها ما تزال في بداياتها مقارنة بمنصة إكس، إلا أن رؤيتها المبتكرة لامركزية الشبكات تجعلها محط أنظار الكثيرين.
يجذب نموذج بلو سكاي جمهورًا واعيًا، يقدر الخصوصية والشفافية، مما يعزز من نموها كبديل مستدام ومستقبل واعد.
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: حجب تيك توك في مصر: هدايا “الأسد والتنين” قد تفقد البلوجرز حلم الثراء