مكالمات واي فاي في مصر قريباً: من هو العبقري المصري حاتم زغلول مخترع “Wi-Fi”؟
مع قرب إطلاق خدمات مكالمات الواي فاي في مصر قريباً، لا بد أن نتعرف على قصة حاتم زعلول، المهندس المصري العبقري، صاحب الفضل في اختراع تقنية “الواي فاي”.
لكن كيف بدأت قصة هذا الابتكار الذي غير كل شيء؟ وكيف يساهم زغلول في نقل مصر إلى المستقبل الرقمي؟ دعونا نكتشف سويًا رحلة هذا المخترع المصري الذي أثّر في حياة الملايين حول العالم.
لا تفوّت قراءة: أبل باي في مصر: ماذا نعرف عن خدمة الدفع الجديدة وطريقة استخدامها؟
ما هي خدمة مكالمات الواي فاي التي ستطبق قريبا في مصر؟
تتيح مكالمات “واي فاي” للمستخدم إجراء المكالمة من خلال شبكة الـ”واي فاي”، وهي تشبه المكالمات العادية.
ويجرى محاسبة العميل من خلال الشركة التابع لها “راوتر الشبكة المتصل عليها العميل”.
وعن طريقة استخدامها، يجرى فتح قائمة الأرقام على الهاتف وإجراء المكالمة بشكل طبيعي، ولكن ستختار إجراء المكالمة عبر الـ”واي فاي” بدلا من “الداتا”.
حتى الآن، لم يعرف ما إذا كانت تلك المكالمات ستكون مجانا أم سيجرى المحاسبة عليها، إذ يرجع ذلك للسياسات والشروط والأحكام الخاصة بالشركات.
وهناك شرط أساسي، حيث لا بد من توافر شريحة اتصال بالهاتف، حيث تقوم التقنية على تحويل المكالمة من “SIM Card” إلى الـ”واي فاي”.
ما مميزات مكالمات “واي فاي”؟
تمكّنك من إجراء مكالمات هاتفية وإرسال رسائل نصية عبر اتصال إنترنت لاسلكي، بدلاً من استخدام الإنترنت من مشغل شبكة الجوال.
ميزة أخرى، وهي تحسين جودة الصوت في المناطق التي تكون فيها تغطية الشبكة ضعيفة.
وعادةً ما تستخدم المكالمة الصوتية ما يقرب من 1 ميجابايت في الدقيقة وتستخدم مكالمة الفيديو ما بين 6-8 ميجابايت في الدقيقة.
كيفية تشغيل مكالمات “واي فاي” عبر أجهزة الآيفون
في البداية، انققر فوق الإعدادات، ثم اضغط على Cellular، ومن ثم حدد Wi-Fi Calling.
كيفية تشغيل مكالمات “واي فاي” عبر أجهزة الأندرويد
من الشاشة الرئيسية، انقر فوق الإعدادات، ثم اختار الشبكات والإنترنت، وفي الخطوة الثالثة قم بتحديد شبكة الهاتف المحمول، وأخيرا اختار شغل الاتصال عبر Wi-Fi.
من هو حاتم زغلول مخترع تقنية واي فاي؟
حاتم زغلول هو أول من طور فكرة اتصال الأجهزة الإلكترونية بالإنترنت كما ساهم في زيادة سرعتها ونقلها للهواتف النقالة.
حاتم زغلول هو مهندس ومخترع مصري، وُلد في مصر عام 1957.
بدايات الشغف
يتذكر الدكتور حاتم زغلول نشأته في مدينة التحرير بإمبابة، حيث عاش طفولته وسط الأصدقاء والعائلة في بيئة مليئة بالحب والدعم.
بدأ شغفه بالعلوم في مرحلة مبكرة خلال دراسته الإعدادية، حيث خصصت مدرسة إمبابة الإعدادية فصلًا للمتفوقين، وهو ما ألهمه لابتكار أفكار بسيطة مثل الراديوهات الصغيرة.
ثم، خلال دراسته في مدرسة الأورمان الثانوية بالدقي، اكتشف حاتم مادة الرياضيات الحديثة التي تفوق فيها بشكل لافت.
كان أسلوبه في حل المسائل الرياضية مميزًا لدرجة أن المعلمين كانوا يعرفون ورقته دون الحاجة لرقم جلوسه.
ساعده هذا التفوق في الالتحاق بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، حيث كان من أوائل الدفعات طوال سنوات دراسته.
بعد إنهاء دراسته في الهندسة، قرر الدكتور حاتم زغلول الالتحاق بكلية العلوم لدراسة الرياضيات التطبيقية في جامعة عين شمس.
وبعد إتمام فترة الخدمة العسكرية، انطلق زغلول للعمل في شركة بترول حيث جرى إرساله إلى أوروبا.
هناك، بدأت رحلته نحو الابتكار، حيث اكتشف مجالات جديدة في الموجات الكهرومغناطيسية والميكروويف، وهو ما شكل بداية اهتمامه الكبير بمجال الاتصالات اللاسلكية.
رحلة المخترع حاتم زغلول في أوروبا: كيف بدأ في مجال الاتصالات اللاسلكية؟
بعد انتهاء خدمته العسكرية، بدأ الدكتور حاتم زغلول مسيرته المهنية في إحدى شركات خدمات البترول، حيث سافر مع الشركة إلى أوروبا لمدة ثلاث سنوات.
هناك، بدأ دراسة مجالات جديدة في الموجات الكهرومغناطيسية والميكروويف، مما دفعه لدمج دراسته في مجال الاتصالات مع تطبيقات الموجات الكهرومغناطيسية.
وقد كان هذا التوجه هو نقطة الانطلاق التي مهدت له الطريق نحو التميز في مجال الاتصالات اللاسلكية.
البحث العلمي والانطلاق في مجال الاتصالات
بعد استكمال دراسته، بدأ حاتم زغلول مسيرته المهنية في مجال البحث العلمي والتطوير، حيث ركز بشكل خاص على التقنيات اللاسلكية والاتصالات.
وفي عام 1983، هاجر إلى كندا، حيث انطلقت رحلة جديدة من العمل في شركة اتصالات كندية.
اختراع الواي فاي: التعاون والإبداع
في عام 1989، بدأ حاتم زغلول، بالتعاون مع رفيق دربه وصديق عمره الدكتور ميشيل فتوش، في تطوير تقنية جديدة ستكون نقطة تحول في عالم الاتصالات.
في هذه المرحلة، كانت دراسته للهندسة وعمله في مجال البترول قد قدما له الدعم الضروري لفهم التحديات التقنية التي واجهها أثناء تطوير هذه التقنية اللاسلكية المبتكرة.
اختراع الواي فاي: بداية ثورة في الاتصالات اللاسلكية
في عام 1991، بدأ حاتم زغلول، بالتعاون مع زميله الدكتور ميشيل فتوش، في العمل على مشروع بحثي هدفه تحسين تقنية الاتصال اللاسلكي التي كانت محدودة في نطاقاتها في ذلك الوقت.
في كندا، كُلّف الدكتور حاتم زغلول بتطوير أبحاث الجيل الثالث من شبكات الهواتف.
كان الجيل الأول من الشبكات يسهل التنصت عليه، بينما كان الجيل الثاني مجرد تطور رقمي محدود.
التحدي الحقيقي كان في تطوير جيل جديد من الاتصالات يتمتع بكفاءة أعلى وأمان أكبر.
وهو ما دفع زغلول وفريقه للعمل على تطوير تكنولوجيا جديدة قادرة على تجاوز هذه العوائق وتحقيق نقلة نوعية في مجال الاتصالات.
وكان الهدف الرئيس من هذا المشروع تمكين الأجهزة من الاتصال ببعضها البعض دون الحاجة للأسلاك، وهو ما كان يمثل تحديًا تقنيًا كبيرًا.
الانطلاق من فكرة إلى تقنية: تطوير “WOFDM”
أوضح حاتم زغلول أن الشركة الكندية التي كان يعمل بها طلبت منه وزميله “فتوش” البحث عن وسيلة لتحسين الهواتف المحمولة وزيادة سرعة الإنترنت الذي كان يعتمد حينها على تقنية “التو جي” (2G).
ومن خلال دراسة تأثير الموجات الكهرومغناطيسية التي تنقل المعلومات والصور، توصلوا إلى تطوير تقنية جديدة تُسمى WOFDM” (Orthogonal Frequency Division Multiplexing)”، التي كانت الأساس لتقنية الواي فاي.
الاختراع والتحقق من النجاح
على ضوء هذه الابتكارات، طلب حاتم زغلول من الشركة الكندية تصميم هواتف جديدة تتوافق مع هذه التقنية المتطورة.
وسرعان ما حصل هو وزميله “فتوش” على براءة اختراع لهذه التقنية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، حيث أسسا شركة لتسويق الاختراع بمساعدة مستثمرين كبار في المجال.
رحلة واي فاي كانت تنتهي بالفشل!
يقول المهندس حاتم زغلول: “عرضنا الابتكار على 60 شركة كبرى، لكنْ ثلاث منها فقط أبدت اهتمامًا مبدئيًّا…. أحبطنا جدًّا حينها وتمنينا لو بعنا الفكرة حتى بـ10 آلاف دولار”.
وأوضح زغلول: “في هذا التوقيت رجل أعمال كندي نصحنا بضرورة تقديم نموذج عملي للفكرة بدلًا من الاكتفاء بالتصور النظري، عرض علينا 5 ملايين دولار لشراء المشروع”، بشرط أن يثبتوا قدرتهم على تطبيق الفكرة.
الإعلان عن الواي فاي وتطورها
في عام 1991، جرى الإعلان عن اختراع خدمة الواي فاي، وفي عام 1993 جرى إطلاق أول هاتف نقال يدعم هذه التقنية.
يتذكر الدكتور حاتم زغلول قائلاً: “عندما صنعنا أول نموذج كان قادرًا على نقل 20 مليون معلومة في الثانية، وهو إنجاز ضخم في وقته”.
بعد تقديم النموذج الأولي، بدأت الشركات الكبرى مثل إنتل تهتم بتصغير حجم الجهاز ليصبح جزءًا من الكمبيوتر.
لكن هذا التوجه كان يواجه تحديات كبيرة في تقليص الحجم دون التأثير على الأداء.
وبحلول عام 1997، تمكنا من تحويل هذا النموذج إلى كارت يمكن تركيبه داخل جهاز الكمبيوتر، مما فتح الأفق لتطوير التقنيات اللاسلكية التي أصبحت جزءًا أساسيًا في كل جهاز إلكتروني حديث.
ومع مرور الوقت، تطورت خدمة الواي فاي بشكل مستمر، ففي عام 1998، أصبحت الهواتف تدعم سرعة “الثري جي” (3G)، وأُعلن في عام 2000 عن أول هاتف محمول يعمل بتقنية الواي فاي الجديدة التي أحدثت نقلة نوعية في عالم الاتصالات.
لا تفوّت قراءة: من الفكرة إلى الشهرة: قصة اختراع البلايستيشن وأيقونات الألعاب
النجاح المالي والابتكار المستمر
يكشف الدكتور حاتم زغلول أن مبيعات الشركات التي استفادت من اختراع الواي فاي بلغت ملياري دولار، مما يعكس تأثيرها الكبير.
لم يتوقف حاتم زغلول عند هذا الحد، بل تجرى تكليفه مجددًا للبحث عن وسيلة لتسريع الإنترنت وتقوية الواي فاي.
وبالفعل، بدأ زغلول وزملاؤه مرحلة جديدة من البحث، حتى توصلوا إلى تطوير “الفور جي” (4G)، التي أصبحت التكنولوجيا الرائدة عالميًا.
لم يقتصر هذا الإنجاز على تحسين سرعة الإنترنت فحسب، بل غيّر أيضًا طريقة استخدام الإنترنت عالميًا، ليترك زغلول وزملاؤه بصمتهم في عالم التكنولوجيا.