أعلنت وزارة الداخلية المصرية إحباط مخطط إرهابي جديد لحركة “حسم”، الذراع المسلح لجماعة الإخوان، كان يستهدف تنفيذ سلسلة عمليات نوعية ضد منشآت أمنية واقتصادية في مصر.
وأوضحت وزارة الداخلية المصرية أن الأجهزة المعنية تلقت معلومات حول إعداد قيادات الحركة، الهاربة في تركيا، لإعادة إحياء نشاطها العدائي، والتخطيط لعمليات من شأنها تهديد الأمن والاستقرار.
كما تعد هذه العملية واحدة من أبرز الضربات الاستباقية التي نجحت في منع تنفيذ هجمات وشيكة.
كيف نجحت مصر في توجيه هذه الضربة الاستباقية لحركة “حسم” الإرهابية؟
لا تفوّت قراءة: من “الذوق العالي” إلى “نغزة”.. أشهر دويتوهات غنائية خطفت قلوبنا في العالم العربي
كيف بدأ مخطط حركة حسم الإرهابي؟
بدأت خيوط المخطط الإرهابي تتكشف بعد تداول مقطع فيديو يُظهر عناصر ملثمة من حركة “حسم” أثناء قيامهم بتدريبات قتالية في منطقة صحراوية داخل دولة مجاورة.
في الوقت ذاته، رُصدت محاولات تسلل أحد عناصر الحركة إلى الداخل المصري، وهو عنصر تلقى تدريبًا عسكريًا متقدمًا، بحسب ما ورد في البيان الأمني الصادر عن وزارة الداخلية.
كما أكد البيان أن “حسم” دفعت بأحد عناصرها الهاربين من إحدى الدول الحدودية، بهدف دخوله إلى مصر بطرق غير شرعية، تمهيدًا لتنفيذ عمليات نوعية ضمن المخطط المستهدف.
علاوة على ذلك، تشير المعطيات إلى تنسيق خارجي واضح، واستغلال الحدود كمسار لعبور العناصر المدربة، ما يسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها الدولة في مواجهة هذا النوع من التهديدات.
من يقف وراء الكواليس؟ تعرّف على قادة “حسم” في الظل
لم تكن هذه المحاولة المعقدة وليدة اللحظة، بل جاءت بتخطيط مباشر من قادة الصف الأول في حركة “حسم”، وجميعهم هاربون إلى الخارج، وصادرة بحقهم أحكام غيابية بالإعدام أو السجن المؤبد في قضايا إرهابية كبرى.
أبرز قادة “حسم” القائمين على ذلك المخطط الإرهابي:
1- يحيى السيد إبراهيم محمد موسى
يُعد أحد أبرز مؤسسي حركة “حسم”، ويشرف على هيكلها المسلح والعسكري. صادر بحقه عدة أحكام، أبرزها:
- الإعدام في القضية رقم 7122/261/2016 جنايات النزهة، الخاصة باغتيال النائب العام.
- السجن المؤبد في القضية رقم 6607/2022 جنايات الشروق، بتهمة محاولة استهداف عدد من الشخصيات العامة.
- السجن المؤبد في القضية رقم 120/2022 جنايات عسكرية شرق القاهرة، المتعلقة بمحاولة استهداف الطائرة الرئاسية واغتيال المقدم ماجد عبد الرازق، ضابط قسم شرطة النزهة.
2- محمد رفيق إبراهيم مناع
محكوم عليه بالسجن المؤبد في قضيتين بارزتين:
- القضية رقم 64/2017 جنايات عسكرية شمال القاهرة، بتهمة محاولة استهداف شخصيات هامة.
- القضية رقم 1390/2020 جنايات النزهة، بتهمة تزوير محررات رسمية لصالح عناصر إخوانية هاربة.
3- علاء علي علي السماحي
أحد العناصر القيادية بالتنظيم، وصادر بحقه عدة أحكام بالسجن المؤبد، منها:
- القضية رقم 120/2022 جنايات عسكرية شرق القاهرة، الخاصة بمحاولة استهداف الطائرة الرئاسية واغتيال المقدم ماجد عبد الرازق.
- القضية رقم 17350/2019 جنايات أمن دولة طوارئ مدينة نصر، بتهمة استهداف موكب مدير أمن الإسكندرية.
- القضية رقم 6607/2022 جنايات الشروق، لمحاولة استهداف شخصيات عامة.
4- محمد عبد الحفيظ عبد الله عبد الحفيظ
أدين في قضايا إرهابية متعددة، وصادر بحقه أحكام بالسجن المؤبد، من بينها:
- القضية رقم 64/2016 جنايات عسكرية شمال القاهرة، بتهمة محاولة استهداف شخصيات هامة.
- القضية رقم 120/2022 جنايات عسكرية شرق القاهرة، الخاصة بمحاولة استهداف الطائرة الرئاسية واغتيال المقدم ماجد عبد الرازق.
5- علي محمود محمد عبد الونيس
من العناصر المتورطة في عدة قضايا إرهابية، وصدر بحقه:
- حكم بالسجن المؤبد في القضية رقم 120/2022 جنايات عسكرية شرق القاهرة، المتعلقة بمحاولة استهداف الطائرة الرئاسية واغتيال المقدم ماجد عبد الرازق.
- حكم بالسجن 15 عامًا في القضية رقم 4459/2015 جنايات حلوان، المعروفة إعلاميًا بـ”كتائب حلوان”.
- حكم بالسجن 10 أعوام في القضية رقم 123/2018 جنايات عسكرية شرق القاهرة، بتهمة محاولة استهداف شخصيات عامة.
ويشير هذا التنسيق إلى استمرار محاولات هذه القيادات في الخارج لتوجيه وتحريك خلايا داخلية، رغم الحصار الأمني المفروض على التنظيم.
لا تفوّت قراءة: من هم الدروز؟ ولماذا يُستهدفون في سوريا؟ دليل مبسّط لفهم قضية الطائفة الدرزية
من هو العنصر الذي تسلل عبر الحدود لتنفيذ مخطط حركة حسم في مصر؟
كشفت وزارة الداخلية المصرية أنه، في إطار تتبع المعلومات الاستخباراتية المرتبطة بمخطط “حسم”، جرى رصد تسلل أحد عناصر التنظيم الإرهابي ويدعى أحمد محمد عبد الرازق أحمد غنيم، إلى داخل البلاد بطريقة غير شرعية عبر الدروب الصحراوية.
ويُعد غنيم من أخطر العناصر الهاربة، وصادر بحقه عدة أحكام نهائية، منها:
- الإعدام في القضية رقم 479 لسنة 2018 جنايات مركز أبو كبير، الخاصة باستهداف مجموعة من الخفراء النظاميين في محافظة الشرقية.
- السجن المؤبد في القضية رقم 3321 لسنة 2016 جنايات مركز أبو كبير، بتهمة اغتيال أمين الشرطة علي أمين، من قوة قطاع الأمن الوطني.
- السجن المؤبد في القضية رقم 120 لسنة 2022 جنايات عسكرية شرق القاهرة، المتعلقة بمحاولة استهداف الطائرة الرئاسية واغتيال المقدم ماجد عبد الرازق.
وأفادت الداخلية أن العنصر المذكور كان يتحرك بالتنسيق مع إيهاب عبد اللطيف محمد عبد القادر، أحد عناصر الحركة الإرهابية، والمطلوب ضبطه وإحضاره في القضية رقم 1126 لسنة 2025، بتهمة محاولة استهداف عدد من الشخصيات العامة.
مسرح مواجهة مسلحة: كيف تمكنت الداخلية المصرية من مقتل الإرهابي؟
بلغت التحقيقات ذروتها بعد رصد تسلل الإرهابي أحمد محمد عبد الرازق غنيم، أحد أخطر العناصر المطلوبة، إلى داخل البلاد. ويُعد غنيم من المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد في قضايا تتعلق باغتيال ضباط ومحاولة استهداف الطائرة الرئاسية.
وفق بيان وزارة الداخلية، تبين أن العنصر المطلوب اتخذ من شقة سكنية في منطقة بولاق الدكرور وكرًا للاختباء والتخطيط لتنفيذ العمليات الإرهابية.
كما استصدرت الجهات الأمنية إذنًا من نيابة أمن الدولة العليا، وجرى تكليف قوات الأمن الوطني بمداهمة المكان فجرًا.
ومع اقتراب القوة الأمنية من الوكر، بادر العنصر الإرهابي بإطلاق نار عشوائي تجاه القوات وسكان المنطقة، ما استدعى الرد الفوري من جانب الشرطة لاحتواء الموقف.
علاوة على ذلك، أسفرت المواجهة عن مصرع العنصر المسلح ومرافقه، إلى جانب مقتل أحد المارة الأبرياء، وإصابة ضابط أثناء محاولته إنقاذ الضحية، بحسب ما ورد في البيان الرسمي.
ما الرسالة التي أرادت الدولة توجيهها بعد إحباط مخطط حسم؟
اختتمت وزارة الداخلية بيانها برسالة واضحة وحاسمة، أكدت فيها أن الأجهزة الأمنية لن تتهاون في مواجهة أي تهديد يصدر عن جماعة الإخوان الإرهابية أو أذرعها المسلحة.
كما شدد البيان على أن أي محاولة للمساس بأمن الوطن أو سلامة المواطنين ستُواجه بالقانون، وبردع فوري وحازم من جانب الدولة.
وتعكس هذه التصريحات التزام الدولة بملاحقة المخططات التخريبية، والتصدي لأي محاولة لاختراق الحدود أو زعزعة الاستقرار الداخلي.
لا تفوّت قراءة: حزب العمال الكردستاني يحرق سلاحه بعد 40 عاما من النزاع.. ماذا نعرف عن ماضيه وصراعه؟
هل انتهت المواجهة مع الإرهاب؟ أم أنها تتجدّد بأشكال جديدة؟
تُعيد العملية الأخيرة التأكيد أن المعركة مع الإرهاب لم تُحسم بالكامل، وأن التنظيمات المتطرفة، رغم تراجعها عن المشهد، لا تزال تحاول إعادة بث الفوضى من خلف الحدود.
غير أن الرسالة الأقوى جاءت من الداخل: مصر مستعدة، وأجهزتها الأمنية يقظة، ولن تسمح بعودة “حسم” أو غيرها، لا في بولاق ولا في أي مكان آخر داخل البلاد.
وتُثبت هذه العملية أن المواجهة الأمنية لا تنفصل عن الرسائل السياسية، وأن الحفاظ على الاستقرار يتطلب استباق الخطر ومواجهته في مهده.