قبل نحو تسعةٍ وعشرين عامًا، وتحديدًا في عام 1996، ظهر النجم عمرو دياب في لقاء نادر مع الإعلامي عماد أديب قبيل طرح ألبومه الشهير نور العين.
خلال اللقاء، تلقى الهضبة اتصالًا من إحدى المعجبات التي سألته بفضول: “هل سنظل نستمع إلى أغانيك بعد عشرين عامًا مثل عبد الحليم حافظ؟”.
ابتسم عمرو دياب ورد بثقة قائلاً: “الزمن هو الذي سيجيب، والجمهور هو الحكم”.
واليوم، وبعد مرور أكثر من ربع قرن، يبدو أن الزمن أجاب فعلًا؛ إذ ما زال الهضبة متربعًا على عرش الأغنية العربية بأغانيه القديمة والجديدة على حد سواء.
ومن ثم، تحوّل السؤال القديم إلى واقع ملموس؛ فكل ألبوم جديد، وكل رقم قياسي، وكل جائزة، كانت بمثابة تأكيد على أن عمرو دياب ظاهرة فنية لا تتكرر.
وبمناسبة ذكرى ميلاد الهضبة، نعود بالزمن قليلًا إلى الماضي، لنسأل من جديد: ما سر استمرار نجومية عمرو دياب بعد كل هذه السنوات؟
لا تفوّت قراءة: الذهب يتخطى حاجز 6000 جنيه في مصر.. هل حان وقت البيع أم الشراء؟
الزمن يرد بالأغاني.. نبوءة الهضبة تتحقق بعد 29 عامًا!
بعد مرور تسعةٍ وعشرين عامًا على اللقاء الشهير بين عمرو دياب والإعلامي عماد أديب، يعود الفيديو القديم ليتصدر مواقع التواصل من جديد.
فالسؤال الذي طرحته إحدى المعجبات آنذاك، “هل سنظل نسمع أغانيك بعد 20 عامًا مثل عبد الحليم؟”، باتت تجيب عليه الأغاني نفسها بمرور السنين.
وكأن أغاني الهضبة في التسعينات كانت نبوءة فنية تحققت، إذ تتجدد شعبيتها عامًا بعد عام، وتغزو القوائم الموسيقية مجددًا.
فأغنيات مثل تملي معاك وراجعين والعالم الله وغلاوتك لا تزال تحتل المراتب الأولى في التريندات الموسيقية، لتؤكد أن الكلمة الجميلة واللحن الصادق لا يشيخان أبدًا.
أغاني الهضبة تعود إلى القمة.. “تملي معاك” و“نور العين” و“غلاوتك” في قائمة الأعلى استماعًا بمصر
تحمل أغاني عمرو دياب التي تتصدر قائمة أعلى 50 أغنية مصرية شعار النوستالجيا وعبق التسعينات الذي لا يزول.
فقد عادت أغنية نور العين إلى الصدارة محتلة المركز الخامس والعشرين، بينما جاءت أغنية تملي معاك في المركز التاسع، لتؤكد استمرار شعبيتها عبر الأجيال.
كما دخلت أغنية وغلاوتك القائمة هذا الأسبوع في المركز الثامن والأربعين، لتكمل ثلاثية الهضبة ضمن أكثر الأغاني استماعًا في مصر.
وهكذا تثبت أغاني عمرو دياب مجددًا أن الكلاسيكيات لا تموت، بل تزداد بريقًا مع مرور الزمن.
لا تفوّت قراءة: من هي الحسناء العربية الأقرب إلى التتويج بلقب ملكة جمال الكون 2025؟
شهادة من الكبار.. عبد الوهاب عن عمرو دياب: “الناس اللي بتسقف له مش من فراغ”
في برنامج الحلم الذي وثّق فيه عمرو دياب مسيرته الفنية، كشف الموسيقار حلمي بكر عن شهادة نادرة من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في حق الهضبة.
فقد قال عبد الوهاب ذات يوم معلقًا على نجاح دياب: “أكيد الناس اللي بتسقف دي مش من فراغ، وبعدين ده بيغني بره والناس بتسقف له”.
“أكيد الناس اللي بتسقف دي مش من فراغ، وبعدين ده بيطلع يغني بره الناس بتسقف له”موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عن عمرو دياب
وأشار حلمي بكر إلى أن عبد الوهاب أعرب عن إعجابه بدياب، وطلب لقاءه في منزله ليستمع إليه عن قرب، قائلاً له: “أنا بحب أسمعك في كذا أغنية، وما دمت حفظت الأغنية دي، يبقى اللي قدامي فيه حاجة”.
وأوضح بكر أن عبد الوهاب رأى في عمرو دياب فنانًا ذكيًا يجيد قراءة جمهوره، مؤكدًا أن حب الناس وذكاء الهضبة الفني كانا المفتاح الحقيقي لنجاحه واستمراره حتى اليوم.
“عمرو دياب ذكي جدًا، بيسمع الناس اللي هما عايزينه، وقبل ما الناس تبقى عايزاه، هو بيبقى عايز يغنيه”
الموسيقار محمد عبد الوهاب عن عمرو دياب
لا تفوّت قراءة: سر الانتصار في حرب أكتوبر.. كيف هزمت الشفرة النوبية الجيش الإسرائيلي؟
فيروز تقتحم صمته.. ومحمد منير قدوته الأولى: سرّ الهضبة الذي لا يشيخ!

في حوارٍ نادر مع الكاتب الصحفي يسري الفخراني نُشر في ملحق الفن بمجلة الأهرام الرياضي، عدد رقم 161 الصادر بتاريخ 27 يناير 1993، كشف عمرو دياب جانبًا خفيًا من شخصيته الفنية والإنسانية.
قال دياب آنذاك إنه لا يستمع إلى الموسيقى خلال فترات إجازته، مفضّلًا “سماع الصمت”، غير أن الاستثناء الوحيد هو صوت فيروز الذي يقتحم صمته دون استئذان.
كما أوضح أن الكينج محمد منير كان قدوته الأولى في بداياته بمدينة بورسعيد، مشيدًا بقدرته على التجديد الدائم والبحث عن المختلف في عالم الموسيقى.
وأضاف دياب أنه لا يقف عند نمط أو جيل بعينه، بل يسعى دائمًا إلى مواكبة ذوق الجمهور وفهم ما يبحث عنه، وهو ما يراه سرّ استمرار نجاحه حتى اليوم.
لا تفوّت قراءة: من هي الحسناء العربية الأقرب إلى التتويج بلقب ملكة جمال الكون 2025؟
“أنت طلعت إمتى؟”.. كواليس اللقاء الوحيد بين عمرو دياب وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب

يروي عمرو دياب تفاصيل لقائه الوحيد مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، مؤكدًا أنها كانت لحظة لا تُنسى في مشواره الفني.
يقول دياب: “استيقظت على صوت الهاتف، فإذا بصوت يقول: يا أستاذ عمرو، أنا عبد الوهاب. فقلت له مازحًا: بقى أنا أستاذ يا أستاذ؟”.
طلب منه عبد الوهاب أن يزوره في منزله قائلاً: “أنا عايز أشوفك وأعرف مين عمرو دياب اللي الناس كلها بتتكلم عنه… أنت طلعت إمتى؟”.
“قال لي أنا عايز أشوفك وأعرف مين عمرو دياب اللي بيتكلموا عنه… أنت طلعت إمتى؟”عمرو دياب عن لقاء محمد عبد الوهاب
وأوضح دياب أن عبد الوهاب تعرف عليه من خلال أحفاده الذين كانوا يستمعون إلى أغانيه باستمرار، ما دفعه إلى الاهتمام بظاهرة الشاب الصاعد آنذاك.
وخلال اللقاء، قدّم عبد الوهاب نصيحة للهضبة قال فيها: “نام كتير علشان صوتك يحلو، ولما تصحى العب رياضة عنيفة، وكل أكل دسم، وبعدها نام نص ساعة وروح غني.”
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت تلك طقوس عمرو دياب قبل كل حفل أو تسجيل جديد، شاهدة على أثر لقاء جمع جيلين من عمالقة الموسيقى العربية.

لا تفوّت قراءة: أشهر جدات في السينما والدراما.. من تيتا زوزو التي أضحكتنا إلى ماما نونا التي أبكتنا
شهادات من داخل المشوار.. لماذا يظل عمرو دياب في القمة بعد كل هذه السنوات؟

قال الشاعر تامر حسين، أحد أبرز شركائه في النجاح: “عمرو دياب أكثر شخص يحب عمرو دياب، ويخاف عليه، ومتفانٍ في عمله بشكل غير عادي.”
وأضاف أن الهضبة يولي اهتمامًا دقيقًا بكل التفاصيل، ويتمتع برؤية فنية متفردة تجعله يختلف عن غيره في التفكير والتعامل مع الموسيقى.
وأشار إلى أن دياب لا يهتم باسم الكاتب أو الملحن بقدر اهتمامه بـ“الأغنية الحلوة”، مؤكدًا أن طبيعة نومه لا تتجاوز خمس ساعات يوميًا لأنه “يفكر حتى وهو نائم”.
قال حسين مازحًا: “أحيانًا أتركه آخر الليل، فأجده يتصل بي في التاسعة صباحًا لمتابعة فكرة جديدة”.
كما أوضح أن عمرو دياب لا يملك شهوة الفرح أو التصديق بأنه وصل، وهو ما يجعله دائم البحث عن الأفضل ويضمن له البقاء في القمة.
من جانبه، رأى الموسيقار عمار الشريعي أن سر نجومية الهضبة يكمن في ندرة ظهوره لا في كثرته، قائلاً: “مش مرطرط، ما استهلكش نفسه في الظهور المتكرر”.
أما السيناريست مدحت العدل فوصفه بأنه “واحد من أذكى الفنانين في جيله”، مؤكدًا أن ذكاءه ووعيه الفني هما ما صنعا أسطورة عمرو دياب التي لا تزال تتجدد حتى اليوم.

خلال مشواره الطويل، لم يكن نجاح عمرو دياب صدفة، فهو يجمع بين ذكاء فني نادر وانضباط استثنائي، ما جعله فنانًا متجددًا عبر الأجيال.
الزمن الذي سأله عنه الجمهور قبل 29 عاما، أصبح اليوم أكبر دليل على مكانته، إذ ما زال يغني… وما زال الناس يسمعون.