حيث الفولية والسمسمية: جولتنا في شوادر حلوى المولد في السيدة زينب
منذ أكثر من ألف عام، وما إن يبدأ شهر ربيع الأول ويقترب المولد النبوي الشريف تتزين شوارع مصر احتفالًا بقدومه، وتنتشر الساحات التي تبيع الحلوى وعرائس المولد التي تشكل جزءًا أساسيًا من الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، أجواء تتكرر مرة واحدة في العام قررنا أن نعيشها في قلب السيدة زينب مع شوادر الحلوى.
شوادر السيدة حيث الفولية والسمسمية
بمجرد وصولك للشوادر والتي تبعد دقائق عن مسجد السيدة زينب أو “أم هاشم” أو “أم العواجز” كما لقبها المحبين، لا تسمع إلا صوتين؛ أصوات البائعة الجائلين وهم في محاولات مستميتة لجذب الزبائن، وأصوات مكبرات الصوت التي بالكاد تسمع صوتك الداخلي منها، حيث يحاول بها البائعين إضفاء طابع وعمل تسويق للحلوى ولكن على طريقتهم الخاصة جدًا، منهم من تسمعهم يغني في الميكرفون ومنهم من يقول الأناشيد أو يعرفك على باقات الأسعار المقدمة للحلوى ولكن الأكيد مرة أخرى أنك بالكاد تسمع صوتك الداخلي من هذه الأصوات.
وعلى كل الصفوف تجد مئات من الحلوى التي الأساس فيها هي الفولية والحمصية والسمسمية وأي شيء آخر هو تكملة لمظاهر أنواع الحلوى بالنسبة لتفضيلات الشراء عند المصريين.
وفي حديثنا مع أول سيدة مشاركة في الشادر رفضت ذكر اسمها حكت لنا عن بدايتها لمهنة بيع حلاوة المولد والتي جاءت منذ 20 سنة بفضل زوجها الذي بدأ بفرشة على الرصيف وعن أوضاع الأسواق الأن وقال ” معظمه دلوقتي الشغل الشعبي عبارة عن نشا ومياه بسكر، الأول كان فيه أشكال تحتاري فيها لكن دلوقتي لأ، وحتى الحلاوة والعروسة والحصان كانت فيها فن وابتكارات وكل منها كان له اسم مختلف، بس عاملين دلوقتي شبه الأصنام ..كل ما الوقت بيعدي كل ما الحجات بتقل قيمتها”
وعلى عكس الانطفاء الذي كان داخل السيدة التي اشتكت من قلة إقبال الشراء، تمشي قليلًا تجد عم سيد في عمر الخمسينيات بطربوش وعصا ومايك كنوع من أنواع كماليات عروض الشارع، تجده وكله بهجة وإقبال على الحياة، احتفاله بمولد النبوي شيء مقدس بالنسبة له، فهو فكهاني في الأساس واعتاد أن يشارك في الشوادر لإحياء التراث والموروث منذ 30 سنة، وبعد انتهاءه من فقرته الغنائية أخذ يعرفنا على منتجاته.
وعلى بعد خطوات هناك شخص أقدم منه في المهنة لم يذكر اسمه، بداية مشاركته كانت ببيع بعض الحلوى البسيطة، حتى بدأ يتعرف على المصانع وأشهرهم في باب البحر قرر أن يكون جزء من حلوى المولد كما قال “حبًا في سيدنا النبي .. كل سنة بفرش لها وبفرش في كل المواسم زي رمضان” وحكى لنا عن طريقة صناعة العروس الحلاوة وقال” بتتعمل من مياه وسكر وبتتصب في قوالب خشب بتاخد شكلها.. كل حاجة اختلفت زمان العروسة الحلاوة كان العيل يلعب بيها وبعدين في الأخر ياكلها لكن دلوقتي معظمها بقى بلاستيك”
في كل هذه الرحلة شاهدت ازدحام المارة ولكن ازدحام نابع من طبيعة المكان نفسه وليس ازدحام الشراء في حد ذاته، مزدحم كونك على بعد خطوات من مسجد السيدة زينب التي يأتو لها من كل حدب وصوب وكلًا منهم له مطلبه وأمنيته، وحول المكان تجد عدد لا بأس به من عابري السبيل.
روايات عن بداية الاحتفال بحلاوة المولد
بعد انتهاء الجولة بحثنا عن بداية حلوى المولد ودخول الثقافة نفسها في المجتمع المصري، قيل بدايتها قبل أكثر من 1000 عام في العصر الفاطمي، وصناعها استوحوا الفكرة والأشكال من موكب الخليفة الفاطمي الذي كان يجوب الشوارع ويوزع الحلوى بكميات كبيرة على الناس والجنود يوم المولد النبوي الشريف.
وفي رواية أخرى، خاصة بحلوى الحصان والعروس تقول إن الحاكم بأمر الله كان يحرص على الخروج في موكب يوم المولد النبوي بصحبة زوجته التي كانت ترتدي ثوبًا أبيض، ما أعطى لمبتكريها فكرة صنع حلوى على هيئة عروس وفارس على الحصان توزع في توقيت مرورهما كل عام، حتى أصبحت عادة مصرية مرتبطة بالمولد النبوي.
وبشكل عام السمسمية والحمصية والفولية والملبن هي حلويات المولد الأشهر، كانت تصنع بشكل يدوي تمامًا وكانت تحتاج إلى وقت ومجهود كبيرين، من خلال صناعة الملبن وإضافة حشوات على الحمصية والسمسية والنوجا والفولية، مع إضافة لمسات جديدة لتعكس الثقافة المصرية، وبمرور الوقت أضاف عليها المصريون لمساتهم وتعديلات لتظهر عروسة المولد بأشكال وألوان مختلفة، فكانت شكل عروسة المولد مصنوعة من السكر، وتطورت لتصبح من البلاستيك ترتدي فستان ملون بألوان مبهجة وتاج.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: نصائح بسيطة: ازاي تعدي من موسم الأفراح بأقل الخسائر؟