“حكايات من زمن الفراعنة”: من رع لآنوبيس آلهة الحياة والموت في مصر القديمة..
المصريون القدماء كانوا دايماً بيستخدموا القصص والأساطير لتفسير الأحداث والعوالم الطبيعية، وكان في القصص دي شئ من الرمزية، وعلشان كده كانت الأساطير المصرية جزء مهم من الحضارة الفرعونية. ومن الأساطير دي بدأت قصص الآلهة الفرعونية تتكون زي قصة رع إله الشمس، وماعت إلهة العدل والحق، وغيرهم كثير، ومن ضمن أشهر الأساطير دي.
الإله رع
لأن حياة المصريين زمان كانت بتعتمد علي الزراعة، فكانت الشمس شئ مهم بالنسبالهم لأنها كانت بتوهب الحياة. وعلشان كده بدأ المصريين يقدسوا الشمس، ومن هنا بدأت قصة الإله رع اللي كان إله الشمس، وإله كل الآلهة.
الإله رع كان ليه أكتر من شكل، فكان بيظهر علي شكل خنفساء، أو شكل إنسان برأس كبش، ومن أشهر مظاهره كان جسم انسان برأس صقر -نسبة للإله حورس- وعلي رأسه قرص من الشمس ملفوف حوله ثعبان. ولأنه إله كل الآلهة، الإله رع كان بيزور العالم السفلي لمدة ١٢ ساعة كل يوم -نسبة لغروب الشمس- و في الوقت ده بتبدأ عداوة مع أبوفيس اللي كان بيُجسم علي شكل أفعي ضخم، أو تمساح وكان بيرمز للشر وبيعتبر أكبر عدو للإله رع.
وكان الإله رع في كل يوم بيحارب أبوفيس وبيهزمه، وعلشان كده كان المصريين بشيدوا المعابد لتأكيد روايات فوز رع علي أعدائه، زي معبد الكرنك في الأقصر، ومعبد آمون في سيوة، وبترمز المعركة دي للدورة اليومية.
الإلهة ماعت
ماعت هي إلهة الحق والعدل، وبتظهر دايمًا في شكل إمرأة علي رأسها ريشة نعام -اللي بترمز للعدل- وبيكون في إيديها مفتاح الحياة وصولجان الحكم. وكانت الإلهة ماعت بتلعب دور مهم في حساب الموتي، فكان المصريين القدماء بيؤمنوا بالبعث بعد الموت، وإن الإنسان هيتحاسب في حياته الأخري، وهنا بتلعب ماعت دور مهم.
ففي محكمة تتكون من ٤٢ قاضي -بعدد أقاليم مصر- بتبدأ محاسبة الميت، عن طريق وضع قلب الميت علي ناحية من الميزان، وريشة ماعت علي الناحية الأخرى، وإذا كان قلب الميت أخف من ريشة ماعت فده دليل علي إنه كان إنسان صالح وبيدخل الفردوس، وإذا كان أثقل من ريشة ماعت فبيذهب الميت للفناء اللي بتجسد في شكل وحش اسمه عمعموت، وبتكون رأسه علي شكل رأس التمساح، وجسمه جسم أسد وفرس النهر.
الإله أوزيريس
يُعرف الإله أوزيريس بإنه إله البعث والحساب، وده بعد ما انتشرت أسطورة إيزيس وأوزيريس، وتولي أوزيريس حكم العالم السفلي أو عالم الموتي. بتروي الأسطورة إن ست -أخو الإله أزويريس- قتله وقطع جسمه، وفرقه في أنحاء البلاد، وبعد ما قدرت إيزيس -زوجة أوزيريس- من أحيائه بعد الموت، اتعرف أوزيريس بتغلبه علي الموت، وأصبح إله العالم السفلي، وتولي رئاسة محكمة الموتي اللي بيتحاسب فيها الإنسان، وبتشهد جدران معبد أبيدوس على الأسطورة دي.
الإلهة أيزيس
كانت الإلهة أيزيس معروفة بين المصريين القدماء بالأمومة والسحر والخصوبة، وكانت مشهورة بإنها الأم الإلهية للفرعون، وكانت أمومتها بتمتد للشعب لأنه كان معتقد إن أيزيس بتستخدم سحرها -اللي كان أقوى من سحر آي إله تاني- لمساعدة الشعب وحماية المملكة من الأعداء.
كان لأيزيس دور مهم جداً في عملية دفن الميت لأنه كان من المعتقد أنها بترشد الموتي للحياة الأخري بعد ما أرشدت أوزيريس واستخدمت سحرها لإعادة إحياؤه. وكان بيتم تجسيد الإلهة أيزيس في شكل إمرأة علي رأسها قرص الشمس بين قرني بقرة، وكان من المعابد اللي بتم عبادتها فيها معبد فيلة في أسوان.
الإله حورس
يُيجسد الإله حورس علي شكل صقر لأنه معروف يأنه إله السماء، واتعرف بـ”حامي أبيه” لأنه إبن إيزيس وأوزيريس، وقرر إنه يثأر لأبيه من عمه ست، وفقد حورس عينه اليسرى في المعركة مع عمه. وبعد ما بقى أبيه إله البعث والحساب، أصبح حورس إله الحياة وكان كل ملوك مصر بيستعينوا بيه في أعمالهم، وفي الحروب، وللسبب ده كان واحد من أسامي الفرعون حورس.
الإله آنوبيس
الإله آنوبيس هو إله الموت والتحنيط، وبتبدأ الأسطورة بأنه كان إبن آوي -حيوان بيشبه الكلب- اللي كان بيحفر في مدافن المصريين القدماء ويأكل الموتي. ولأن المصريين القدماء كانو ييؤمنوا بالبعث بعد الموت، بدأوا بنحتوا تماثيل على شكل كلب لحماية مقابر وأجساد الموتي من حيونات الصحراء واللصوص. وكان الإله آنوبيس بيعتبر حاكم للعالم السفلي حتي موت أوزيريس وإعادة إحيائه فأصبح بعدها إله التحنيط، ومرشد الأرواح في الحياة الآخرة. وكان سبب اختيار المصريين القدماء لتمثيل الإله آنوبيس في لون أسود لأنه كان رمز للتجدد والحياة كلون تربة مياه النيل.