خطة ترامب لتحويل غزة إلى “ريفيرا الشرق الأوسط”: هل نشهد نكبة ثانية في 2025؟

منذ أن تولى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منصب الرئاسة، لم يخفِ دعمَه المطلق لإسرائيل في العديد من القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

منذ توليه حكم الولايات المتحدة الأمريكية، كرر دونالد ترامب 4 مرات فكرة “تهجير الفلسطينيين من أراضيهم”، وكان آخر تصريح له حول هذا الموضوع في لقاءه الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، بل تسببت في موجة من الانتقادات الدولية، إضافة إلى رفض قاطع من قبل الفلسطينيين والدول العربية، وفي مقدمتها مصر والأردن.

وفي تطور جديد، فاجأ ترامب الجميع بتصريح آخر كان أكثر إثارة للجدل، حيث أعلن أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للسيطرة على قطاع غزة، وتحويله إلى ما وصفه بـ”ريفيرا الشرق الأوسط”. وقد أضاف أن بلاده تخطط لإعادة إعمار القطاع بعد “خروج الفلسطينيين” منه.

ما أثار القلق بشكل خاص بين الفلسطينيين هو الإشارة إلى فكرة “خروج الفلسطينيين من قطاع غزة”، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان ذكريات “النكبة” التي مرَّ بها الشعب الفلسطيني في عام 1948.

وفي تلك الفترة، جرى تهجير نحو 700 ألف فلسطيني من أراضيهم، ليعيشوا في مخيمات اللجوء في دول الجوار، وتستمر معاناتهم حتى اليوم.

تصريحات ترامب تفتح الباب أمام أسئلة عدة: ما هو المخطط الخفي وراء هذه الدعوات؟ وما الذي يترقب الفلسطينيون بعد مرور 77 عامًا على النكبة الكبرى؟

لا تفوّت قراءة: واقعة أسد الفيوم ليست الوحيدة: لماذا تفترس الأسود أصحابها وحراسها؟

الذكرى السابعة والسبعون للنكبة: ماضي مؤلم وحاضر مأساوي

هذا العام، يحيي الفلسطينيون الذكرى السابعة والسبعين لطردهم الجماعي من أراضيهم التي أصبحت الآن إسرائيل، وهو حدث محوري في تاريخهم الوطني.

ورغم أهمية هذه الذكرى، فإنها تتزامن هذا العام مع تفاقم الأزمة الحالية في قطاع غزة، التي زادت من تعقيدها التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي اقترح إعادة توطين اللاجئين الغزاويين في أماكن أخرى وتولي الولايات المتحدة إدارة القطاع.

النكبة: طرد جماعي وتشريد مستمر

في عام 1948، وقع الطرد الجماعي للفلسطينيين المعروف بالنكبة، والذي أسفر عن تشريد نحو 700,000 فلسطيني قبل وأثناء حرب 1948 العربية-الإسرائيلية.

هذا الطرد كان بداية لأزمة لاجئين مستمرة حتى اليوم، حيث يعيش اليوم نحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، معظمهم في مخيمات في لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية المحتلة.

وفي غزة، يشكل اللاجئون وأبناؤهم نحو 75% من السكان. كما أن رفض إسرائيل السماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة ظل نقطة خلاف جوهرية في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.

الحرب الأخيرة في غزة: العودة إلى الماضي؟

المشاهد الأخيرة لعودة الغزاويين إلى منازلهم المدمرة بعد وقف إطلاق النار في 19 يناير في حرب إسرائيل وحماس تذكرنا بتجربة النكبة في عام 1948.

مصطفى الغازار، الذي يتجاوز عمره الثمانين، استرجع في حديثه مشهد هروب عائلته في عام 1948 من قريتهم إلى رفح، ليتكرر مصيره خلال الحرب الأخيرة. الآن، يعيش الغازار في خيمة في مخيم مواصي المكتظ بالسكان.

وقد عبّر عن أسفه قائلاً: “أملي في عام 1948 كان العودة، لكن أملي اليوم هو البقاء على قيد الحياة”.

أعداد الضحايا والمشردين: الحرب الأكثر دموية

الحرب الأخيرة في غزة، التي بدأت بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، أسفرت عن استشهاد أكثر من 47,000 فلسطيني، وفقًا للمسؤولين الصحيين المحليين، وحوالي 1,200 وفاة في صفوف الإسرائيليين، مما يجعلها الحرب الأكثر دموية في تاريخ المنطقة.

ووفقًا للتقارير، جرى تهجير نحو 1.7 مليون فلسطيني، وهو أكثر من ضعف عدد المهجرين في عام 1948.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إعادة بناء المنازل المدمرة قد يستغرق حتى عام 2040.

تهجير وتهديد طويل الأمد .. ماذا جاء في خطة ترامب للسيطرة على قطاع غزة؟

تهجير أهل غزة لمصر والأردن ودول أخرى

أصرَّ ترامب على ضرورة تهجير سكان قطاع غزة، داعيًا إلى استقبالهم في مصر والأردن. ورغم ذلك، رفضت الحكومتان المصريّة والأردنيّة هذه الخطة بشدّة.

وصرح ترامب أنه تحدث مع زعماء آخرين في المنطقة، مؤكّدًا أن بعضهم يرحبون بفكرة نقل الفلسطينيين من غزة وبناء مناطق جديدة لهم في أماكن أخرى.

التهديد في حالة عدم تنفيذ خطة ترامب للسيطرة على قطاع غزة

لأول مرة، هدد ترامب باللجوء إلى العنف إذا لم يجرى تنفيذ خطته، قائلاً: “إذا لم يحدث ذلك، سنشهد مزيدًا من العنف”، دون أن يوضح التفاصيل المتعلقة بهذه التصريحات.

وفي سياق تهديداته، ألمح ترامب إلى إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار قطاع غزة، مما يثير تساؤلات حول التدخل العسكري المحتمل في المنطقة.

لا تفوت قراءة: قصة انتحار موظف دار الأوبرا المصرية على ضفاف النيل: ضغط العمل يقود إلى النهاية

الملكية الأمريكية الطويلة الأمد لقطاع غزة

بعد أن تحدث في السابق عن خطة لإعادة إعمار غزة، أعلن ترامب الآن عن تطلعه إلى إقامة ملكية أمريكية طويلة الأمد للقطاع.

وقال: “الولايات المتحدة سوف تتولى السيطرة على قطاع غزة، وسنقوم بعمل هناك أيضًا… سوف نمتلكها”.

وأضاف ترامب: “سنكون مسؤولين عن تفكيك كل القنابل غير المنفجرة والأسلحة الأخرى الخطيرة في هذا الموقع”.

ترامب يريد تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط

وفي إطار خطته لتطوير قطاع غزة، أعلن ترامب أنه يسعى إلى إعادة تطوير القطاع بعد توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى خارج غزة.

وقال: “سنسوي الموقع بالأرض ونوجد تنمية اقتصادية، وسنعمل على توفير فرص عمل وإسكان لسكان المنطقة”.

غزة دون سكانها: رؤية ترامب للمستقبل

وأضاف ترامب أن غزة لا ينبغي أن تمر بعملية إعادة الإعمار من قبل سكانها.

وأشار إلى إمكانية تحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، وهو ما يرمز إلى منطقة سياحية ساحلية تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

الاستعمار البديل بدلاً من العودة إلى غزة

وأكد ترامب أن حل المستعمرات البديلة سيغني الفلسطينيين عن فكرة العودة إلى غزة.

واعتبر أن هذا الحل سيساهم في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

نتنياهو: خطة ترامب ستغير التاريخ

ومن جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطة ترامب بأنها “جديرة بالاهتمام” وستغير التاريخ. وأضاف أن هذه الفكرة تمثل تحولًا كبيرًا في مسار المنطقة.

كما أشاد نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلاً إنه “أعظم صديق لإسرائيل على الإطلاق”، مؤكدًا أن هذا الدعم هو السبب في أن شعب إسرائيل يكن له “هذا القدر الهائل من الاحترام”.

لا تفوّت قراءة: من هو العراقي سلوان موميكا؟ نهاية مأساوية لحارق القرآن عدة مرات في السويد

صفعات عربية على خطة ترامب .. ردود فعل صارمة

بيان الخارجية السعودي ردًا على تصريحات بشأن خطة ترامب للسيطرة على غزة

أول صفعة: الرد السعودي على تصريحات ترامب

جاءت أول صفعة لخطة ترامب من وزارة الخارجية السعودية، بعدما زعم الرئيس الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن السعودية تريد السلام مع إسرائيل ولا تطالب بدولة فلسطينية في المقابل.

لم تمضِ ساعات حتى جاء الرد من الرياض، حيث أكدت وزارة الخارجية السعودية أن موقف المملكة بشأن قيام الدولة الفلسطينية “راسخ وثابت ولا يتزعزع”، مشددةً على أن هذا الموقف ليس محل تفاوض أو مزايدات.

وأوضح البيان السعودي أن المملكة ستواصل جهودها لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967.

وأشارت إلى أن المملكة “لن تقيم علاقات مع إسرائيل دون ذلك”، في تأكيد جديد على دعمها المستمر لحقوق الفلسطينيين.

رد الفلسطينيين على خطة ترامب للسيطرة على غزة: تصريحات سخيفة وعبثية

حركة حماس تندد بتصريحات ترامب

وصف القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، تصريحات ترامب حول خطة السيطرة على غزة بأنها “سخيفة” و”عبثية”.

وحذر من أن “أي أفكار من هذا النوع كفيلة بإشعال المنطقة”. وتعتبر الحركة أن هذه التصريحات تهدد استقرار الشرق الأوسط.

حماس: “غزة ليست أرضًا مشاعًا”

من جانبه، قال عزت الرشق، المتحدث باسم حركة حماس، إن تصريحات ترامب تعكس “جهلًا عميقًا” في فهم المنطقة، وأكد أن الخطة تعكس تحيزًا أمريكيًا لصالح إسرائيل.

وأوضح أن غزة “ليست أرضًا مشاعًا ليقرر أي طرف السيطرة عليها”، مشيرًا إلى أن أي حل يجب أن يستند إلى إنهاء الاحتلال، لا على مواقف الهيمنة.

البرغوثي: تصريحات ترامب تمثل تطهيرًا عرقيًا

بدوره، قال مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته يرفض دعوات ترامب لترحيل سكان غزة.

وأضاف أن هذه الدعوات تمثل “تطهيرًا عرقيًا”، وهو جريمة حرب بموجب القانون الدولي، مؤكّدًا أنها تمثل نكبة جديدة للفلسطينيين.

رفض فلسطيني واسع للتصريحات الأمريكية

وأكد البرغوثي أن هذه التصريحات تُظهر عنصرية واضحة، وتعد محاولة مكشوفة لتصفية القضية الفلسطينية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية الثابتة.

رد الرئيس الفلسطيني: حقوقنا غير قابلة للتفاوض

وفي رد حاسم على خطة ترامب للسيطرة على غزة وتهجير الفلسطينيين، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه القاطع لهذه الدعوات، مؤكدًا أن “حقوق شعبنا غير قابلة للتفاوض”.

عباس: لن نسمح بالمساس بحقوقنا

وقال الرئيس عباس: “لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقودًا طويلة، وقدمنا التضحيات الجسام لإنجازها”، مشيرًا إلى أن هذه الدعوات تمثل “انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي”.

الحقوق الفلسطينية مشروعة ولا يمكن المساومة عليها

وأكد عباس أن “الحقوق الفلسطينية المشروعة غير قابلة للتفاوض”، موضحًا أن “منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني” وهي المؤتمنة على ثوابته.

وأضاف أن المنظمة هي صاحبة القرار الفلسطيني المستقل، ولا يحق لأحد اتخاذ قرارات بشأن مستقبل الشعب الفلسطيني نيابة عنها.

لا تفوّت قراءة: مَن هو أحمد الشرع؟: من العدو الأول لنظام الأسد إلى رئيس سوريا

وزير الخارجية المصري يشدد على أهمية التمكين

خلال استقبال الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى، أكد الوزير المصري على ضرورة تمكين السلطة الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا.

مصر تدعم حقوق الفلسطينيين

وشدد عبدالعاطي على أهمية تولي السلطة الفلسطينية مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما أعاد التأكيد على دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.

السعي لحل سياسي دائم للقضية الفلسطينية

وأكد وزير الخارجية المصري على ضرورة السعي نحو التوصل إلى حل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى موقف مصر الثابت في دعم الحقوق الفلسطينية.

السناتور الأمريكي الديمقراطي: ترامب فقد عقله

على الجانب الخارجي، وصف السناتور الأمريكي الديمقراطي كريس ميرفي خطة ترامب بأنها “مجنونة”، مضيفا أنها “مثل مزحة رديئة”.

وحذر من أن غزو الولايات المتحدة لغزة سيؤدي إلى “مذبحة لآلاف الجنود الأمريكيين وحرب في الشرق الأوسط لعقود”.

زعيم المعارضة الإسرائيلية: “القنبلة”

ومن جانبه، وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد المقترح بـ”القنبلة”، معبرًا عن قلقه من تداعيات الخطة.

لقاء ترامب ونتنياهو فاق التوقعات

وفي سياق متصل، رأى مصدر سياسي إسرائيلي أن نتائج لقاء ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “فاقت كل التوقعات والأحلام الإسرائيلية”، مؤكدًا أن هذا اللقاء قد يعيد تشكيل الأوضاع في المنطقة بشكل غير مسبوق.

ماذا عن الخطة الأمريكية لإعمار غزة.. على الطريقة الصينية

البناء على الطريقة الصينية: عمارات شاهقة وسكن دائم

تتضمن خطة ترامب إعادة إعمار قطاع غزة باستخدام أسلوب البناء الصيني، حيث سيجرى بناء عمارات شاهقة بارتفاع يصل إلى 50 طابقًا.

وهذه الأبراج ستمثل سكنًا دائمًا لكل عائلة تقبل العيش فيها، لكن بشرط أساسي هو التنازل عن حق العودة إلى الأراضي التي طُردت منها العائلات الفلسطينية في عام 1948.

حق العودة مقابل السكن الدائم

وتُشترط على العائلات الفلسطينية التنازل عن حق العودة مقابل السكن في هذه الأبراج بأسعار رمزية لمدة 25 سنة، وبعد تلك الفترة يصبح السكن ملكًا شخصيًا للعائلة دون أي تكاليف إضافية.

شروط السكن: العمل في القطاع

وتضع الخطة أيضًا شرطًا للحصول على السكن المجاني، وهو الموافقة على العمل في قطاع غزة في مجالات الزراعة، السياحة، أو التكنولوجيا المتقدمة.

إنشاء فنادق وشبكة قطارات متطورة

كما تتضمن الخطة إنشاء مجموعة من الفنادق الحديثة على شاطئ غزة، مع تحديد السكن في منطقة العمل نفسها.

وفي خطوة أخرى، سيجرى تحويل أنفاق حماس إلى خط سكة حديد يربط قطاع غزة بمصر والسعودية والأردن والضفة الغربية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتنقل والتجارة.

لا تفوّت قراءة: ما مصير طلاب المنح بالجامعات الأمريكية في مصر؟ أزمة التمويل بين قرار ترامب والاستجابة المصرية

تعليقات
Loading...