بعد غياب دام ربع قرن: لماذا يعد التعداد السكاني بالعراق خطوة هامة؟
أعلنت اللجنة الأمنية العليا الخاصة بالتعداد السكاني في العراق، عن دخول البلاد حظر تجوال يومي 20 و21 نوفمبر الجاري لإجراء أول تعداد سكني في العراق منذ 27 عامًا.
يعتبر هذا التعداد العاشر في تاريخ العراق الحديث، وسيلقي بظلاله على مستقبل العراق السياسي والاجتماعي.
في عهد النظام السابق، لم يشهد تعداد 1997 محافظات إقليم كردستان لأنها كانت شبه مستقلة عن العراق، وشمل فقط 15 محافظة.
غياب دام ربع قرن: لماذا؟
مثل العديد من دول العالم، يجرى إجراء التعداد السكاني في العراق مرة كل عشر سنوات.
وكان من المقرر أن يجرى التعداد في عام 2007، إلا أنه جرى تأجيله إلى 2009 بسبب الظروف الأمنية. ثم جرى تأجيله مجددًا لعشر سنوات دفعة واحدة، وفي عام 2019 جرى تأجيله مرة أخرى.
حظر تجوال عام
سيجرى فرض حظر تجول شامل في العراق، مع إغلاق تام ومنع التنقل بين المدن، وذلك وسط انتشار قوات الجيش والشرطة والأمن المحلي.
وأيضا تقييد حركة المواطنين والمركبات والقطارات عند بدء تنفيذ حظر التجول بين المحافظات والأقضية والنواحي، وكذلك بين المناطق الحضرية والريفية.
يستثنى من ذلك الحالات الإنسانية والضرورية، إضافة إلى ما تقتضيه الظروف الأمنية والطبيعية، وكذلك مديرو النواحي والقرى والمستشفيات الصحية والطبية.
كيف يختلف التعداد السكاني الحالي عن التعدادات السابقة؟
يتميز التعداد السكاني الحالي في العراق عن سابقيه بعدم احتوائه على خانة تتعلق بالقومية أو المذهب، حيث يقتصر فقط على تحديد الديانة.
هذا الغياب للقومية في استمارة التعداد يثير مخاوف لدى الكرد والتركمان، خاصة في ظل التغييرات الديمغرافية التي شهدتها المناطق المتنازع عليها.
وللمرة الأولى، سجرى إجراء جميع مراحل التعداد بشكل إلكتروني، بدءًا من ملء البيانات وصولًا إلى إرسالها ومن ثم احتسابها وتصنيفها.
كما سيتضمن التعداد قياس احتياجات كل منطقة وفحص طبقات المجتمع الاقتصادية، مما سيسهم في تحديد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر وسكان العشوائيات.
ما أهمية إجراء تعداد سكني في العراق؟
يهدف إجراء التعداد السكاني في العراق إلى الحصول على بيانات دقيقة حول التركيبة السكانية للبلاد، حيث ستساعد النتائج المتوقعة في وضع خطط وبرامج تنموية فعالة.
وقد أجرت العراق 9 تعداد سكاني منذ عام 1920، عندما جرى تنفيذ أول تعداد تحت الإدارة البريطانية، بينما كان التعداد التاسع قد أُجري في عام 1997.
طوال السنوات الماضية، اعتمدت البلاد على أرقام إحصائية تقريبية صادرة عن مؤسسات ومراكز أبحاث غير رسمية.
في عام 2019، جرى التخطيط لتنفيذ التعداد، ولكن جرى تأجيله بسبب جائحة كورونا، حيث كان من المستحيل حينها تكليف 150 ألف باحث ميداني للتجوال على المنازل في تلك الظروف.
جرى إجراء التعدادات السكانية في العراق على النحو التالي:
- أول تعداد أجري في عام 1920 تحت الإدارة البريطانية للعراق.
- الثاني في عام 1927، ولكن تم إلغاء نتائجه بسبب كثرة الأخطاء التي رافقت العملية.
- الثالث في عام 1934 لغرض الانتخابات.
- الرابع تم في عام 1947 وحقق نجاحًا كبيرًا، مما دفع حكومة “المملكة العراقية” آنذاك لإقرار قانون ينص على إجراء تعداد سكاني كل 10 سنوات.
- الخامس كان في عام 1957، وهو آخر تعداد في العهد الملكي.
- السادس في عام 1965 وكان الأول في العهد الجمهوري.
- السابع نظم في عام 1977.
- الثامن في عام 1987.
- التاسع تم في عام 1997.
متى تعلن نتائج التعداد السكاني بالعراق؟
أعلن المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية، عبد الزهراء الهنداوي، أنه سيجرى الكشف عن نتائج التعداد السكاني الأولية خلال 24 ساعة.
وأكد أن كافة التحضيرات قد اكتملت لإجراء التعداد في جميع محافظات العراق، بما في ذلك إقليم كردستان.
وأشار الهنداوي إلى أن التعداد سيشمل جميع العراقيين، بما فيهم النازحون.
وأوضح أنه سيتم جمع بيانات مفصلة عن وضع كل فرد من خلال أسئلة محددة حول مكان سكنه السابق والحالي ومدة الإقامة، إضافة إلى معلومات تتعلق برقم البطاقة الوطنية وجهة إصدارها.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: هل سيحصل اللاجئون على الجنسية؟ مصر تنفق 10 مليارات دولار سنويا