أثناء تكريم الفنان خالد الصاوي ضمن فعاليّات مهرجان الإسكندرية السينمائي، صرحت الفنانة إلهام شاهين أثناء مناقشتها مع الصاوي، إنها لجأت لطبيب نفسي في مرحلة من حياتها، ولكنها عملت ده في فرنسا، لإنها “اتكسفت” تروح في مصر وخافت من الفضيحة. جملة واحده بتفرض كتير من النقاشات والأسئلة. هو ليه دايمًا كلمات زيّ خجل وفضيحة مقترنين بالذهاب لطبيب نفسي؟ هل بيكون في أي شعور من الخجل أو العار لما الشخض بيلجأ لطبيب باطنة لما يكون عنده مشكلة في المعدة أو لأي دكتور تاني لمداواة أي مرض عضوي؟
ليه دايمًا المرض العضوي acknowledged ومعترف بيه، لكن الصحة النفسية دايمًا بيتم إهمالها خوفاً من الاتهامات بـ”الجنون” اللي ممكن تجيله لو الشخص قرر إنه يناقش مخاوف أو مشاعر سلبية بيمر بيها مع طبيب متخصص؟ الصحة النفسية لا تقل أهمية أبدًا عن الصحة الجسدية، وفي سنة 2021 لازم نكون بدأنا نشوف تطور واختلاف في نمط التفكير لما ييجي الموضوع للاهتمام بالصحة النفسية، ولازم نبطل نخوف الناس من طلب المساعدة من المتخصصين، أو shaming الناس اللي بتعمل ده.
الذهاب لطبيب نفسي مش معناه إن الشخص مريض ومضطرب أو مجنون. المعنى والغرض من الزيارة بيبقى أبسط بكتير من كده. أحيانًا بيكون الإنسان محتاج لشخص يسمعه ويحس يمشاكله، وبيكون محتاج للنصيحة من شخص دارس ومتخصص. في كمان بعض الناس بيمروا بأزمات نفسية شديدة، وبيحتاجوا دعم إضافي من طبيب نفسي علشان يساعدهم يتجاوزوا المرحلة. ومفيش أي عيب في طلب المساعدة لما تحس إنك محتاجها لسلامة وحماية صحتك النفسية.
للأسف كتير من الناس اللي حولينا بيحتاجوا استشارات من أطباء نفسيين، ولكنهم بيمتنعوا عن ده خوفًا من أحكام الناس ووصمة العار اللي ممكن تلاحقهم لمجرد بس زيارة طبيب نفسي. وده اللي بيخلي كتير من أفراد المجتمع بيـ struggle أو بيعانوا في صمت، وحالتهم النفسية يتتأثر سلبًا لإنهم مش بيلجأوا لشخص يساعدهم.
لازم نتكلم أكتر وأكتر عن الملف ده، علشان نبقى أكثر ثقافة ووعي لأهمية الإعتناء بالصحة النفسية، وكسر وصمة العار والتابو اللي بيلاحق فكرة زيارة دكتور نفسي. علشان الأجيال اللي جاية تكبر وهي حاسة بالأمان وسهولة الذهاب للدكتور في حالة الشكوى من ألم، زيّ ما بيروحوا لدكاترة تانيين في حالة الشكوى من ألم عضوي.. من غير ما يبقوا خايفيين إنهم يروحوا، أو يجبروا إنهم يزوروا واحد في بلد أجنبية زيّ إلهام شاهين.