من “سعد اليتيم” إلى “ولاد الشمس”.. كيف تناولت الدراما والسينما قضية الأيتام؟
منذ عقود، شكلت قضية “اليُتم” محورًا أساسيًا في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية، حيث تنوعت المعالجات بين تقديم صورة الطفل اليتيم المقهور الذي يعاني من القسوة والحرمان، وبين تسليط الضوء على تحديات الأيتام في مواجهة المجتمع والبحث عن هويتهم ومستقبلهم.
من “سعد اليتيم” الذي جسّد مأساة الحرمان والانتقام، إلى “ولاد الشمس” الذي اقترب من واقع الأيتام في دور الرعاية، تباينت الرؤى والتناول، لكن يبقى السؤال: هل أنصفت الشاشة هذه القضية، أم وقعت في فخ التكرار والنمطية؟
في هذا التقرير، نعود بالزمن إلى أبرز الأعمال التي تناولت قضية الأيتام، لنرصد كيف انعكست معاناتهم على الشاشة، وما إذا كانت الدراما والسينما قدّمت معالجة حقيقية أم مجرد استثمار درامي للقضية.
لا تفوّت قراءة: أحمد سعد يهيمن على إعلانات ودراما رمضان 2025.. 7 إعلانات وتتر مسلسل في جعبته!
مسلسل “ولاد الشمس”.. الوجه الخفي لعالم الأيتام
يسلط المسلسل الضوء على صديقين نشآ معًا في دار أيتام، ليتحول مسارهما نحو عالم الجريمة والسرقة بسبب ظروف قاسية.
لا يكتفي العمل بعرض النتيجة، بل يتعمق في النفس البشرية، ويبرز أثر تخلي الأسر البديلة عن الأطفال المتبنين عند إنجابهم.
في مشهد مؤثر، يقف مفتاح (طه الدسوقي) أمام منزل أسرته السابقة، مستذكرًا كيف تبنوه لثلاث سنوات ثم أعادوه كأنه “حقيبة مستعملة” بعد أن رزقهما الله بمولود جديد.
كما يستعرض المسلسل تأثير الحرمان على اختياراتهم، مثل زواج ولعة من امرأة تكبره سنًا بحثًا عن العاطفة المفقودة.
ويتناول العمل مشاعر الفقد والحرمان، حيث يتساءل الأطفال طوال الأحداث عن معنى “لمة العائلة” التي لم يعرفوها أبدًا.
مسلسل “ليه لأ 2”.. كسر الحواجز أمام قضية التبني
يعد مسلسل “ليه لأ 2” من أبرز الأعمال الدرامية التي ناقشت قضية التبني بعمق، مسلطًا الضوء على التحديات التي تواجه النساء الراغبات في التبني.
تتناول الأحداث صعوبة تبني امرأة غير متزوجة لطفل، سواء بسبب القيود القانونية أو نظرة المجتمع الرافضة لفكرة “السينجل مازر”.
تجسد منة شلبي شخصية الطبيبة ندى، التي تتبنى طفلًا مجهول النسب يدعى يونس، وتحاول منحه اسم عائلتها ليحظى بحقوقه الشرعية.
ويركز العمل على مسؤولية التبني، خاصة عند تردد الأم في قرارها، وهي نقطة تناولها أيضًا مسلسل “ولاد الشمس”.
لا تفوت قراءة: جرعة ضحك يومية.. 7 مسلسلات كوميدية تمنحك السعادة بعد الإفطار
فيلم “سعد اليتيم”.. معاناة اليُتم والحقيقة الغائبة
يروي فيلم “سعد اليتيم”، بطولة أحمد زكي، قصة طفل فقد والده على يد عمه، ليجد نفسه تحت رعاية امرأة فاضلة تدعى “كرامات” (كريمة مختار).
ويكبر سعد دون أن يعرف ماضيه، ليقع في حب ابنة عمه، غير مدرك أن والدها هو قاتل أبيه.
لا يقتصر الفيلم على كشف الحقيقة الغائبة، بل يسلط الضوء على معاناة سعد من نظرة المجتمع الساخرة، حيث ظل يحمل لقب “سعد اليتيم”.
لا تفوّت قراءة: هل يخطط أحمد العوضي للزواج بعد رمضان؟ ياسمين عبدالعزيز ترد بطريقتها الخاصة
فيلم “العذراء والشعر الأبيض”.. هل يحل التبني مشكلة أم يخلق أخرى؟
في فيلم “العذراء والشعر الأبيض”، من بطولة محمود عبدالعزيز، نبيلة عبيد، وشيريهان، تقرر زوجة محرومة من الإنجاب تبني فتاة من الملجأ.
تكبر الفتاة وتجد نفسها معجبة بزوج السيدة التي ربتها، لكنه يصدها، فتبتعد وتقع في حب شاب آخر، لتكتشف أن مشاعرها السابقة كانت عابرة.
يطرح الفيلم تساؤلًا مهمًا: هل يمكن للتبني أن يعالج مشكلة أم قد يؤدي إلى تعقيدات نفسية واجتماعية جديدة؟
لا تفوّت قراءة: أحمد سعد يهيمن على إعلانات ودراما رمضان 2025.. 7 إعلانات وتتر مسلسل في جعبته!
فيلم “دهب”.. اليتيم بين الاحتواء والاستغلال
في فيلم “دهب”، تألقت الطفلة فيروز بجانب أنور وجدي في قصة تدور حول طفلة رضيعة يتخلى عنها والدها، ليعثر عليها موسيقي فقير (أنور وجدي) ويربيها بحب ورعاية.
يكبرها ويصقل موهبتها في الغناء، ليصبحا ثنائيًا ناجحًا، حتى يعود والدها الحقيقي، ليس بدافع الأبوة، بل لاستغلال شهرتها لتسديد ديونه.
الفيلم تناول قضية اليُتم والتبني، لكن بروح خفيفة بعيدة عن الميلودراما المعتادة.
لا تفوّت قراءة: من تيفو عيسى الوزان إلى بنات إبليس.. أبرز مشاهد درامية خطفت الأنظار في مسلسلات رمضان…
فيلم “اليتيمتان”.. مأساة تُجبرك على البكاء
يُعد فيلم اليتيمتان من أبرز أفلام الأربعينات التي ناقشت قضية اليتم بجرأة وصراحة، حيث اختار المخرج حسن الإمام عنوانه ليضع المجتمع أمام مسؤولياته تجاه الأيتام.
تجسد فاتن حمامة دور طفلة يجدها رجل طيب في الطريق، فيربيها مع ابنته، لكنه يتوفى لاحقًا، فتفترق الطفلتان، وتقع البطلة في يد سيدة تستغلها وتُجبرها على دخول عالم الإجرام.