تبدو الحياة الشخصية لعزة فهمي رحلة ممتلئة بالدفء والتحديات، ولذلك نشعر أننا نقترب من قلبها كلما حكت تفاصيل نشأتها المؤثرة.
ومع ذلك، الحياة الشخصية لعزة فهمي ليست مجرد ذكريات؛ بل هي جذور صنعت مسيرتها، بينما منحتها أسرتها فضاءً من الشغف والحرية.
لذلك، تكشف الحياة الشخصية لعزة فهمي عن مزيج إنساني نادر، امتزجت فيه ثقافة الصعيد بالانفتاح، مما جعل قيم الأصالة تتناغم مع الإبداع.
وفي النهاية تبقى الحياة الشخصية لعزة فهمي مرآة لامرأة شجاعة واجهت الصعوبات، ولذلك صنعت لنفسها إلهامًا امتد نحو عالم المجوهرات العالمي.
لا تفوت قراءة: ما الذي يجعل رحلة مجدي يعقوب نموذجًا يحتذى في الإصرار وتحقيق النجاح؟
الحياة الشخصية لعزة فهمي.. جذور صنعت ملامحها الأولى
نشأت عزة فهمي داخل بيت مليء بالحب والمعرفة، ولذلك أثرت التربية العميقة في تكوينها الإنساني، خاصة حين قالت: “طفولتي أبويا حط فيا صفات كتير”.
ورغم بساطة الحياة، فإن والدها المستنير زرع بداخلها القراءة والثقافة، كما منحها القدرة على التعامل بسلاسة مع مختلف فئات المجتمع.
وتؤكد قائلة: “حياة أبويا لعبت دور كبير جدا في تكوين شخصيتي”، مما يوضح مدى ارتباط مسيرتها بجذور الصعيد المنفتح.
ولذلك ظل تأثيره ممتدًا، إذ تعلمت منه احترام الناس، بينما غرست البيئة العائلية داخلها إدراكًا مبكرًا لجمال التفاصيل وعمق العلاقات الإنسانية.
لا تفوت قراءة: هل الطموح وحده يكفي؟ دروس من حوار محمد صلاح ومجدي يعقوب عن مواجهة التحديات
ذاكرة البيت الدافئة لعزة فهمي

تعود عزة فهمي بذاكرتها لروائح البيت الأولى، لأن العادات القديمة بقيت حتى اليوم، وهي تقرّ: “الخزين فضل في حياتي لحد دلوقتي”.
بل تضيف: “لا يمكن آكل مربة شارياها من السوق”، مؤكدة امتداد الدفء العائلي داخل كل تفاصيل حياتها اليومية إلى الآن.

كما تصف لحظات الطبخ بقولها: “بقف قدام البوتاجاز وبطبخ كإني في عالم تاني”، مما يعكس سعادتها الوجدانية داخل مطبخها الخاص.
وتشير كذلك إلى تأثيرها على ابنتها فاطمة، قائلة: “بنتي فاطمة طباخة رهيبة.. وحكاية إنها تجيب حاجات للبيت دي أعتقد خدتها مني”.
لا تفوت قراءة: منتجعات وفنادق بيئية فاخرة في مصر.. استكشف أروع الإيكولودجز لقضاء عطلة فاخرة ومستدامة
أمومة نشأت رغم الظروف الصعبة
تعتبر عزة فهمي أن الأمومة أعقد أدوار حياتها، إذ تقول بصراحة: “أصعب حاجة هي الأمومة”، بسبب ثقل المسؤولية اليومية.
ولذلك حرصت على تربية ابنتيها رغم الظروف غير الميسرة لديها في التسعينات، فكانت ترافقهما وتشاركهما رحلاتها لتصنع لهما ذاكرة دافئة.
وكانت تسعى دائمًا لتربيتهما على الاتزان النفسي، مؤكدة أن الأمومة تتطلب الصبر والقوة بينما تحافظ على سلامهما الداخلي مهما حدث.
ومع ذلك احتفظت بقدرة مدهشة على منح الحب، لأن أولوياتها كانت تنصب على أن تترك داخلهما أثراً طيباً يرافقهما طوال العمر.
لا تفوت قراءة: يوم في حياة جنا عمرو داخل حي القاهرة الدولي للفنون: مرشدة فنية تروي حكايتها مع Art D’Egypte
والدلتها.. اللمسة التي لا تختفي من ذاكرة عزة فهمي
تحكي عزة فهمي عن والدتها بحنين بالغ، فتقول: “أمي باعت سيغتها كلها علشان تربينا”، مما يكشف التضحية النادرة.
“عمري ما أنسى إسورة أمي الألماظ اللي باعتها علشان أروح رحلة إيطاليا مع الجامعة عمري ما بنسى شكل الإسورة وفضلت أدور 30 سنة علشان أعوضلها الإسورة دي”
عزة فهمي
كما تصف حضور أمها لها بعد وفاتها:
“لما توفت بيومين تقريبا، وقت الفجر حسيت إن فيه حد بيصحيني، قومت لقيتها لابسة تايير ومظهرها في الأربعينات وبتقولي زوزا إنتي كويسة”
عزة فهمي
وتستحضر حنانها قائلة: “أمي كانت تفتح الباب وتمشي على طراطيف صوابعها وتطبطب عليا”، لتصبح تلك الذكرى صوتًا خفيفًا يرافقها كلما عادت إلى البيت.
لا تفوت قراءة: لماذا نشعر أن مي عز الدين واحدة من العائلة؟ حكاية نجمة كبرت داخل القلوب ببساطتها وصدقها
عزة فهمي.. كتاب مفتوح على العالم

تفتخر عزة فهمي بعائلتها المحبة للقراءة، مؤكدة: “إحنا عائلة تقرأ”، ولذلك شكّل الكتاب جزءًا أساسيًا من طريقتها في فهم الحياة.
وتروي رحلاتها مع والدها، حيث كان يقف بسيارته ويسأل الفلاحين عن محاصيلهم، مما أكسبها علاقة عميقة مع الأرض والطبيعة.
“أبويا كان صاحب كل الناس كنا نروح نزور الناس ونروح ناكل فول مدمس بزيت الزيتون والعيش اللي هما خابزينه”
وعن تلك الذكريات تقول: “كل ما أمشي على غيط أفتكر أبويا”، لأن مشاهد الزرع أصبحت مرتبطة بروحه وتعليمه المستنير.
كما ساعدتها تلك الجولات على تكوين عين مدربة على التفاصيل، الأمر الذي ظهر لاحقاً في تصميمات مجوهراتها الدقيقة العالمية.
لا تفوت قراءة: 7 ريمكسات Deep House تعيدك إلى أجواء التسعينيات بروح عصرية
“آل عزة فهمي”.. محطات حب وتشكيل عائلة
تتحدث عن زواجها الأول القصير لنحو 6 أشهر، ثم زواجها التالي لمدة 17 عامًا، حيث ربّت ابنتيها فاطمة وأمينة رغم التحديات.
وتصف ابنتها فاطمة بقولها: “هي القلب الطيب الحنون”، بينما ترى في أمينة الشخصية الرقيقة ذات الفكر الهادئ الممتلئ بالتأمل والمسؤولية.
وبينما عبرت سنوات الانفصال، كانت تسعى لتعليم ابنتيها الصدق والرؤية العميقة، حتى يواصلن الحياة بوعي واتزان وروح صادقة.
واليوم تكملان مسيرتها، حيث تدير فاطمة الشركة، وتصمم أمينة الروح الفنية، لتصبح العائلة امتدادًا حياً لحكايتها الملهمة.
لا تفوت قراءة: كيف بدأت حكاية الراب في مصر؟ من مكي والفيشاوي إلى جيل ويجز وبابلو
رحلة مهنية بدأت من الصعيد

تحكي عزة فهمي نشأتها بالصعيد المنفتح قائلة: “عشت مع والدي الصعيدي حياة الصعيد المفتح”، وهو ما شكّل رؤيتها للعالم.
وتشرح بداياتها: درست الفنون الجميلة، ثم عملت بخان الخليلي سنتين، قبل أن تفتح ورشتها الخاصة بـ 3 جنيهات فقط.
كما تصف تأثير والدتها الرياضية: “أمي كانت بتلعب تنس في سوهاج الأربعينيات”، رغم المجتمع المتنوع بين الإنجليز واليونانيين.
وتكشف جذور والدها السودانية: “جدتي السودانية حوا الضو”، مما أعطى شخصيتها مزيجًا ثقافيًا عميقًا امتد داخل أعمالها الفنية.

