إيمان خليف التي سدت آذانها عن العنصرية ضمنت ميدالية أولمبية للجزائر
تعرضت إيمان لصعوبات مختلفة، غير التنمر من قبل أن تكون رياضية، صعوبات كانت لها علاقة بالنشأة وسط أسرة فقيرة لا يملكون مال أو مساعدتها على إكمال أحلامها، مارست كرة القدم في طفولتها ولكنها لم تنجو من التنمر، لأن ممارسة الكرة حصرًا في الشارع في العالم العربي على أن يمارسها الذكور فقط، ولكن ربما كان هذا حافزًا لها في عمر الشباب أن تعي مسؤليتها تجاه أحلامها وأن تحققها رغم أي أذى أو تنمر أو صعوبة.
بداية صعبة لنهاية مشرفة
تعرضت “خليف” لصعوبة كونها تقبع في قرية بعيدة عن مركز التدريب، لذا، كان من الصعب إكمال التدريبات حتى تحفظ سمعتها كفتاة كما أشار زوج عمتها “رشيد” في لقائه مع “bbc عربي”
عشرة كيلومترات كانت تفصل قرية إيمان عن مقر تدريبها الجديد، فاضطرت لبيع الخبز بالطرقات، حتى تتحمل نفقات المواصلات، ولكن مع عودتها بسيارات مختلفة كل يوم، كان الكثيرون يتحدثون عنها في القرية، وهو ما جعل والدها يعترض على سفرها ويطلب منها أن تتوقف عن ممارسة الرياضة.
فكرت إيمان في اعتزال الرياضة مؤكدة على انضباطها وعدم رغبتها في أن يكثر الحديث حول شرفها في بلدتها، لتتواصل عمتها مع أبيها، وتعرض عليه أن تتولى مسؤولية ابنته.
كانت إيمان تحب زيارة عمتها منذ أن كانت صغيرة، فزوجها كان أيضا ابن خالة والدها، وأطفالهم أشقاء إيمان بالرضاعة، وكانت طفلة محرومة من امتلاك الألعاب بحكم تواضع مستوى الأسرة المالي، فكانت تزور منزل عمتها لقضاء الوقت للّعب بألعاب أبناء عمتها.
يقول رشيد زوج عمة إيمان: “تدّخلنا واستقبلناها في منزلنا بالمدينة، واعتنينا بها وبوجباتها المخصصة من أجل الرياضة، وشجعناها كفرد من العائلة، ووافق والدها وأكد على تفهمه بأنني سأرعى ابنته بالشكل المناسب ورحب بانتقال إيمان لمنزلنا، حتى لا يصطدم بكلام الناس عنها وبعاداتنا”.
رحلت إيمان لمنزل عمتها وهي لا تملك أي وكانت تعاني، لكنها لم تكترث بما حولها، بعدما وجدت الدعم من سكان منطقتها الجديدة التي لم تكن تعرفها جيدا، وكان زوج عمتها وأبناؤه يصحبونها لمقر تدريباتها، ومن هنا قررت “خليف” تحدي أي شيء وسحقه.
مسك الختام
بالأمس وصلت “خليف” لنهائي وزن 66 كلغ بالملاكمة في أولمبياد باريس 2024، وكان أثار جدل حول هوية “خليف” الجندرية، ولكن كانت تعرضت لمثله في بطولة العام 2023، لذا أكملت “خليف” رغم عنصرية الأوربيين تجاهها و-تحديدًا- السخرية من شكلها وقوتها، بالأمس ضمنت “خليف” الميدالية الثانية للجزائر في أولمبياد باريس 2024.
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: فاليري ترزي: ما يجب أن نعرفه عن تمثيل فلسطين في الأولمبياد.