إسرائيل تخترق بنود هدنة وقف إطلاق النار في لبنان: ماذا بعد انقضاء الـ60 يوما؟
بينما يحتفل العالم برأس السنة الجديدة، يقف الجنوب اللبناني على صفيح ساخن، حيث تواصل إسرائيل خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، وسط قلق متزايد بشأن مستقبل الاتفاق الذي يُفترض أن يضمن انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الأراضي اللبنانية.
منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، سجل لبنان 302 خرق إسرائيلي لوقف إطلاق النار، تشمل انتهاكات برية وجوية وبحرية.
استمرار هذه الخروقات يضع الاتفاق على المحك، خاصة مع اقتراب المهلة النهائية في 27 يناير، وغياب ضمانات واضحة لاحترام الالتزامات المتبادلة.
مع مرور ثلاثين يوماً على اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 27 نوفمبر، تُثار التساؤلات حول مدى الالتزام ببنوده.
ينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني وتراجع قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، في إطار خطة تستغرق 60 يوماً.
ومع بقاء ثلاثين يوماً فقط على الموعد النهائي، تتصاعد الشكوك بشأن التنفيذ الكامل للاتفاق.
كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن نوايا الجيش الإسرائيلي بالبقاء في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الشهرين، مستندة إلى ما وصفته بمصادر عسكرية.
تبرر إسرائيل موقفها بضرورة استكمال الجيش اللبناني بسط سيطرته على كامل الجنوب، وهو ما اعتبرته شرطاً أساسياً للانسحاب.
وفي الوقت الحالي، تحتفظ القوات الإسرائيلية بوجودها في معظم القرى اللبنانية القريبة من السياج الحدودي.
في المقابل، دعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي المجتمع الدولي، وخاصة فرنسا والولايات المتحدة، إلى تكثيف الضغوط على إسرائيل للانسحاب سريعاً من الأراضي المحتلة.
ويرى لبنان أن استمرار التواجد الإسرائيلي يعزز التوتر ويهدد استقرار الجنوب.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستحترم إسرائيل بنود الاتفاق وتنسحب من الجنوب، أم أن المنطقة ستواجه تصعيداً جديداً في ظل استمرار الخروقات؟
لا تفوّت قراءة: أسرار تذاع لأول مرة: الموساد يكشف خطة البيجر في لبنان “أكبر عملية في تاريخ التجسس”
“أكبر خرق بري”.. ما أبرز الخروقات الإسرائيلية الأخيرة لوقف إطلاق النار؟
أسفرت هذه الخروقات حتى الآن عن مقتل 32 شخصا وإصابة 38 آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية
منطقة حدودية بين سوريا ولبنان
في بيان له، أكد الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، قصفه للبنى التحتية لنقطة جنتا الحدودية مع سوريا، مبرراً ذلك بوجود تهريب للأسلحة من سوريا إلى حزب الله عبر المنطقة.
كما أضافت وسائل إعلام لبنانية أن القصف الإسرائيلي استهدف أيضاً منطقة قوسايا في شرق لبنان، الواقعة على الحدود مع سوريا.
إسرائيل تختطف موظف اليونيفيل
في منطقة وادي الحجير من بلدة تبنين، قامت القوات الإسرائيلية باختطاف موظف يُدعى “حسام فواز” من قوات اليونيفيل، في 26 ديسمبر، كان في طريقه للعمل في مركز الكتيبة الإندونيسية التابعة لليونيفيل في بلدة عدشيت القصير.
وفي هذا السياق، حذرت قوات اليونيفيل الدولية من خطورة هذا الخرق، مؤكدةً أن مثل هذه الانتهاكات تهدد استقرار المنطقة.
ومن جانبها، نددت السلطات اللبنانية بهذا الفعل، مطالبةً الدول الوسيطة بالتدخل بشكل عاجل للحد من الانتهاكات الإسرائيلية، ولضمان استمرارية الهدنة التي تشكل أملًا في الحفاظ على الأمن في لبنان.
أكبر خرق بري في لبنان
أفادت الوكالة اللبنانية للإعلام يوم الخميس أن قوات إسرائيلية نفذت “أكبر خرق بري” وفقًا لمصادر عسكرية لبنانية.
تمثل هذا الخرق في توغل القوات الإسرائيلية في منطقة وادي حجير الواقعة جنوب لبنان، وهو تصعيد خطير.
وأثناء التوغل، قامت القوات الإسرائيلية برفع العلم الإسرائيلي على تلة قرب قرية الناقورة، مما يزيد من التوترات في المنطقة.
القنطرة
في 26 ديسمبر، دخلت إسرائيل القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير، أراضي لم تدخلها طول فترة الاشتباكات العسكرية مع حزب الله.
مخازن حزب الله شمال الليطاني
استهدفت إسرائيل مخازن حزب الله شمال الليطاني في بلدتي البيسارية قرب صيدا وطاريا في البقاع.
وأيضا نفذت ضربات على مواقع في جرود قوسيا بالبقاع وبنى تحتية في معبر جنتا على الحدود السورية اللبنانية، التي استخدمت لنقل وسائل قتالية عبر سوريا إلى حزب الله.
الضاحية الجنوبية
شهدت الضاحية الجنوبية تحليقاً منخفضاً لطائرة مسيّرة إسرائيلية، مما أثار حالة من القلق بين سكان المنطقة.
قضاء بعلبك
شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على منزل في سهل بلدة طاريا في قضاء بعلبك، دون أن تُسجل أي إصابات بشرية.
قضاء بنت جبيل
في قضاء بنت جبيل، أقدم جنود الجيش الإسرائيلي على إحراق منزل في بلدة مارون الراس.
وفي الوقت نفسه، أطلقوا نيراناً كثيفة من أسلحة رشاشة ثقيلة ومتوسطة داخل الأحياء، مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة.
قضاء مرجعيون
في قضاء مرجعيون، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية تفجير استهدفت عدداً من المنازل في بلدة كفركلا.
وقد أثار هذا الهجوم موجة استنكار واسعة بين السكان المحليين والمراقبين.
القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني
كما شهدت أجواء القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني تحليقًا مكثفًا للطائرات الحربية والمسيّرات الإسرائيلية.
يأتي هذا التحليق في سياق الاستفزازات المتكررة التي تهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
ما حجة إسرائيل في خرق اتقافية هدنة لبنان؟
تتذرع إسرائيل بتفكيك البنى التحتية لحزب الله، التي تشكل خطرا عليها. وأعلنت مصادرة آلاف القطع العسكرية للحزب خلال عملياتها في القرى الحدودية.
وزعمت إسرائيل أنها وجدت في المناطق المدنية داخل البيوت في القرى الحدودية، مؤكدة أنها ستمنع حزب الله من إعادة تسليح نفسه وبناء قدراته من جديد.
ما موقف حزب الله من خرق إسرائيل لهدنة لبنان؟
حتى هذه اللحظة، لم يرد حزب الله على الخروقات الإسرائيلية، واكتفى المسؤولون والوزراء بتحميل الجيش اللبناني والحكومة مسؤولية التساهل مع مثل هذه الانتهاكات.
هل تؤخر إسرائيل انسحابها من جنوب لبنان؟
نفى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، يوم الجمعة، أن تكون بلاده قد تلقت أي إشعار من أي طرف بشأن عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب بعد انقضاء مهلة الستين يومًا المتفق عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي لميقاتي، قال: “يتم التداول بمعلومات صحافية مفادها أن لبنان تبلغ بالواسطة أن إسرائيل لن تنسحب من الجنوب بعد انقضاء مهلة الستين يومًا من الهدنة”.
نقلت هيئة البث العبرية الرسمية، عن مسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية قولهم إن “الجدول الزمني المحدد لشهرين لانسحاب قوات الجيش من جنوب لبنان ليس موعدًا مقدسًا، وأن تنفيذ الانسحاب يعتمد على التطورات الميدانية”.
إسرائيل تخترق والجيش اللبناني يكتفي بالبيان
أصدرت قيادة الجيش اللبناني يوم الخميس بيانًا اتهمت فيه الجيش الإسرائيلي بمواصلة خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
كما نددت بالاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه، بالإضافة إلى تدمير القرى والبلدات الجنوبية.
ووصف مصدر عسكري لبناني هذا الخرق بأنه “الأكبر” منذ إعلان الاتفاق.
وأوضح البيان أن “قوات تابعة للعدو الإسرائيلي توغلت في 26 ديسمبر في عدة نقاط من مناطق القنطرة، وعدشيت القصير، ووادي الحجير في الجنوب”.
وأضاف الجيش اللبناني أنه قد “عزَّز انتشاره في هذه المناطق”، مشيرًا إلى أن قيادة الجيش تتابع الوضع بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) واللجنة الخماسية المشرفة على اتفاق وقف إطلاق النار.
ما موقف الحكومة اللبنانية؟
موقف الحكومة اللبنانية كان واضحًا في رفض الخروقات الإسرائيلية المستمرة.
أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية عن تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن هذه الانتهاكات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضحت الوزارة، وفقًا للتلفزيون اللبناني، أن الخروقات الإسرائيلية تشمل قصف القرى الحدودية، وتفخيخ المنازل، وتدمير الأحياء السكنية، بالإضافة إلى قطع الطرق.
كما أشارت إلى أن هذه الخروقات تعرقل جهود لبنان في تنفيذ بنود القرار “1701” وتعرقل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب.
وحذرت من أن هذه الانتهاكات تقوض مساعي التهدئة وتجنب التصعيد العسكري، وتعد تهديداً خطيراً للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
الخسائر البشرية في لبنان منذ بداية العدوان الإسرائيلي
بلغ عدد القتلى اللبنانيين جراء العدوان الإسرائيلي الأخير 4063 شخصاً، بينهم العديد من النساء والأطفال.
كما أصيب 16,663 شخصاً بجروح، فيما نزح حوالي 1.4 مليون شخص، معظمهم خلال تصعيد سبتمبر الماضي.