من عصر صدر الإسلام للعصر العثماني.. اختلاف معمار المآذن في مصر
القاهرة اسمها “بلد الألف مئذنة”، زمان المآذن كانت بتبقى منورة، وده خلاها منارات للي بيسافروا بليل، علشان كده بيطلق عليها بعض الباحثين العرب “منارات”، وفي أوقات كانوا بيستخدموها في إعلان قرارات الدولة اللي بيعلنها الحاكم أو الخليفة.
ومع الوقت بقى ليها أهمية كبيرة والمعماريين بقوا يهتموا بفن تصميمها وأبدعوا في شكلها الجمالي وزخارف البناء والنقوش الإسلامية عليها، وبقت بأشكال مختلفة بين المدورة والمضلعة والمربعة، وكلهم بأشكال جميلة بتقدر تخطف عينك وتسأل ليه الاختلاف اللي موجود في أشكالها وزخارفها وبيرجع لإيه؟ علشان كده تعالوا نتعرف على اختلاف تصميم ومعمار المآذن عبر العصور.
بداية ظهور المآذن في مصر كانت في العصر الأموي، في جامع عمرو بن العاص، واتبنى أربع مآذن في أركانه، لكن حصل كذا مرة بناء وهدم المآذن دي وكل مرة كانت بتتبني بطراز مختلف، علشان كده الشكل اللي هي عليه دلوقتي مش الشكل الأساسي اللي اتبنت بيه أول مرة.
بعدها عصر الدولة الطولونية، بمسجد أحمد بن طولون، ومأذنته تصميمها شبه شكل الملوية في جامع سامراء في العراق.
وفي الدولة الفاطمية، المساجد كانت بسيطة في شكل الواجهات الداخلية والخارجية، وبقت المآذن عنصر أساسي في التشكيل، زيّ مسجد الحاكم، المآذن فيه بتتحلى بالزخارف والنقوش على الحجر.
في العصر الأيوبي، اتطورت المساجد وقتها علشان ظهرت المدرسة اللي بتدرس علوم القرآن والحديث في مباني مستقلة في نطاق المباني الدينية، وأكتر مأذنة مميزة في العصر ده مئذنة الصالح نجم الدين أيوب.
بالنسبة للعصر المملوكي، كان بيعتبر العصر الذهبي للعمارة الإسلامية في مصر، وتنوعت المنشآت المعمارية وأهمها المساجد والمدارس، وتطورت فيها فراغات وظيفية وزودوا مباني تانية بيه زيّ القباب والأضرحة والسبل والكتّاب، وأشهر مئذنة تدل على العصر ده مئذنة مدرسة السلطان حسن اللي تعتبر من أجمل المآذن اللي بتتميز بانسجام أجزائها بطريقة جميلة، ومئذنة مدرسة الظاهر.
في العصر العثماني، كان في تطور كبير في عمارة المآذن، اللي بقت على شكل إسطواني بسيط كل ما يتجه للأعلي، على شكل القلم الرصاص اللي بينتهي من فوق بسن محدد، وفيه نقوش مزخرفة متنوعة، وأشهر مآذن العصر العثماني مئذنة سليمان باشا الخادم.