من تكسير الزجاج لرمي الأثاث.. عادات مصرية قديمة للاحتفال بالعام الجديد
يستقبل العالم العام الجديد، كلًا منا بعاداته ومعتقداته وطقوسه التي بالطبع تختلف من بلد لبلد ومن منطقة لآخرى ومدينة لغيرها، منهم من يتشتابه في بعض منهم ومنهم من يختلف اختلاف كلي، في مصر وجدنا هذا الاختلاف.. فبدأنا بمظاهر احتفال الفراعنة وجرينا بالزمن لننتقل لشوارع بعض المدن مثل القاهرة واسكندرية وبورسعيد والتي بدت فيهم ملامح وطقوس الاحتفال عن غيرهم من المدن قديمًا.
كيف كان يحتفل المصري القديم؟
السبب وراء وجود طقوس للمصريين القدماء بالعام الجديد هو اعتمادهم على التقويم القبطي على أساس السنة الشمسية في الزراعة والحصاد، فاحتفلوا باستقبال العام الجديد بشجرة الحياة التي يختارونها من الأشجار دائمة الخضرة رمز الحياة المتجددة، فيهنئون بعضهم بقولهم “سنة خضراء” ويرمزون للحياة المتجددة بشجرة خضراء.
كما كان يصاحب العيد كرنفال للزهور ابتدعته كليوباترا ليكون أحد مظاهر العيد حسبما قال خبير الآثار الدكتور الرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة في مصر في لقاء له.
وأضاف الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات أحمد عامر، على المظاهر أن المصريين القدماء كانوا يحتفلون برأس السنة وسط طقوس عائلية فكانوا يذهبون إلى الحدائق والمنزهات والحقول بالإضافة إلى تناولهم الطعام المفضل لهم في ذلك الوقت مثل البط الذي يصطادونه والأوز، والأسماك المجففة والمشروبات المفضلة مثل عصير العنب.
وكانوا يخرجون تمثال “حتحور” في ذلك اليوم للنور لتراه الجموع، وكأنه يمنح الحياة لعام آخر جديد، فهو حسب معتقداتهم القديمة إله السعادة والمرح والسرور لدى قدماء المصريين، بالإضافة إلى ترتيل الأناشيد الدينية، وإضاءة المعابد وتقدم القرابين للآلهة.
من عصر المصريين القدماء لمدن مصر الساحلية
بورسعيد
إذا نظرنا لبورسعيد نجد عادات تميزها عن غيرها من المدن، منها إلقاء كل قديم من البلكونات تيمنًا وتفاؤلًا بالعام الميلادي الجديد مع تكسير كل الزجاجات الفارغة، كما أن السفن الموجودة بميناء بورسعيد تطلق مزاميرها الساعة 12 منتصف ليلة رأس السنة وبالتزامن معها يلقي أهالي بورسعيد من البلكونات الزجاجات الفارغة.
وتناولهم أكلة المنجؤونة الإيطالية التي تميز بها البورسعيدية ومن العادات التي مازلت موجودة حتى الأن هي خروج أهالي المحافظة إلى المعديات العابرة إلى قناة السويس في العاشرة مساءً، ويركبون المعدية التي تصل بورسعيد ببور فؤاد .
ويفسر المؤرخ البورسعيدي المهندس محمد بيوض، سر كل تلك العادات يرجع بأن المحافظة مدينة متعددة الثقافات والديانات منذ نشأتها واندمجت هذه الجاليات مع المصريين فاستحدثوا كل تلك العادات منهم، فعادة إلقاء الأشياء القديمة العفش القديم وقتها، استحدثها السكان من أوروبا، خاصة من الجاليات اليونانية والإيطالية، كما كانوا يفعلون هم ويلقون بزجاجات الخمور الفارغة ليلة رأس السنة الجديدة.
إسكندرية
عندما نأتي للاسكندرية نجدها لا تختلف كثيرًا عن بورسعيد لنفس السبب هو احتكاك الجاليات التي عاشت في المدينة وفكر الإسكندر الأكبر الذي أراد عند بناء الإسكندرية أن يجعلها مدينة تجتمع بها جميع الثقافات، فستجد عادة تكسير الزجاج تعود لاحتكاك أهالي المدينة بالجالية اليونانية التي عاشت بالإسكندرية، وكانوا من عادتهم الشهيرة إلقاء الأشياء القديمة في ليلة رأس السنة، وإلقاء الأطباق والأكواب في الموقد بدلًا من غسلها وإعادة استخدامها.
وكإنهم ينظرون لها كإنها كتلة روح شريرة لابد من التخلص منها وما تحمله من ذكريات ربما تكون سيئة، ومع تطور الزمن بدأ تبديل تكسير الزجاج من البعض بأكياس المياه أو الاحتفال بالألعاب النارية وفقًا للمرشد السياحي إسلام ماهر.
ماذا عن القاهرة؟
أما إذا نظرت في القاهرة قديمًا ستشاهد مظاهر الاحتفال من خلال إعلان عن ليلة لقضاء رأس السنة في فندق فلسطين عام 1968.
يقول ” يمكنك قضاء ليلة رأس السنة مقابل 5 جنيهات فقط، لتستمع بعشاء فاخر على أنغام الاوكسترا، بالإضافة إلى فقرة رقص شرقى، وألعاب اكروبات وسحب جوائز كبرى، وغيرها من الهدايا والألعاب والمفاجأت السارة، مقابل 500 قرش خالص الضريبة والعشاء والهدايا والفطور، صباح أول يناير”
وتشاهدها أيضَا في فيديو عام 1933 يقول لك فيه “إن الأوبرا تتجمل بعدد من الديكورات والمظاهر الاحتفالية الخاصة بهذه المناسبة، العروض تضم مجموعة متنوعة من الفنون العالمية الجادة، 4 ليالى لرائعة المؤلف الروسي العالمي تشايكوفسكى باليه “كسارة البندق”، والذى تقدمه فرقة باليه أوبرا القاهرة تحت إشراف مديرها الفنى أرمينيا كامل”
و”تقام 3 حفلات لفرقة أوبرا القاهرة بمصاحبة أوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة المايسترو محمد سعد باشا، كورال أكابيلا قيادة مايا چيڤينيريا وفرقة بالية أوبرا القاهرة تحت إشراف مديرها الفنى أرمينيا كامل، على مسرح سيد درويش” ..ناهيك عن الحفلات التنكرية وحفلات التلفزيون.