“ممكن شركتي تستغنى عني فجأة”: تعمل إيه لو فقدت وظيفتك؟
احنا عايشين حاليًا في أزمة اقتصادية مأثرة على العالم كله، من غير ما نتطرق في الكلام عن أسبابها المختلفة اللي بتحصل في السنين الأخيرة، في فكرة دلوقتي بتخطر على بال ناس كتير، وممكن تبقى بتخطر على بال كل الناس اللي بتشتغل، أيًا كان موقعهم الجغرافي على الخريطة. الفكرة أو السؤال ده هو “يا ترى ممكن ييجي يوم وشركتي تستغنى عني فجأة؟” والحقيقة التساؤل ده مش من فراغ.
في الفترة الأخيرة، شوفنا أكبر الشركات العالمية بتسرح موظفينها بشكل مفاجئ، لتقليل العمالة، تقليل العمالة ده بهدف تقليل النفقات بناء على الأزمة الاقتصادية، أو نفس السبب بس بستار تاني، زي الاستغناء عن عدد من الموظفين ممكن الذكاء الاصطناعي يقوم بالمهام اللي بيقوموا بها في وقت أقل وبفلوس أقل.
تساؤل عالمي
على سبيل المثال، (ميتا) اللي مسؤولة عن فيسبوك وإنستجرام وواتساب، اللي فاجأت العالم بتسريح عدد كبير من الموظفين وصل لأكتر من 10 آلاف، وتويتر اللي بشكل مفاجئ استغنى عن 50% من الموظفين.
ده مثال لأكبر الشركات العالمية، ما بالك باللي بتمر به أو بتقوم به شركات أقل! من وقت أزمة جائحة كورونا، وللأسف ده كان بداية إننا نسمع عن تسريح موظفين، أكيد شوفت ولو نموذج واحد من معارفك أو قرايبك أو صحابك اتعرض لفقدان وظيفته وقت جائحة كورونا، والشركة اللي كانت بتتحسد ساعتها من حسن معاملتها كانت بتقلل المرتبات وتحافظ على نفس عدد الموظفين، لكن الأزمة الاقتصادية مكملة معانا بصور مختلفة، لحد ما بقى ناس كتير جدًا في مناطق مختلفة من العالم عايشة في نوع من القلق والاضطراب بسبب التفكير في فقدان الوظيفة.
فحبينا نتكلم في الموضوع ده ونحاول نلاقي حل، أو نلاقي طرق نواجه بها الواقع لو حصل وفقدنا وظيفتنا، أو ممكن نعمل إيه علشان نتجنب فقدان الوظيفة، على قد ما نقدر يعني.
ازاي نتجنب -على قد ما نقدر- فقدان الوظيفة
مش هنقول كلام مستفز زي اللي بنسمعه من نوعية “سافر اقبض بالدولار خد كورسات واشتغل فريلانسر اتعلم لغة” وكل الفيسبوكيات دي.
خد كورس فرنساوي 😀
Posted by Amr Abed – عمرو عابد on Wednesday, April 26, 2017
بنحاول نلاقي حلول -لنا احنا الأول كمان- علشان كلنا في الهوا سوا، بس الفكرة اللي مستحوزة على تفكيرنا، هي إن فعلًا لازم نطور من نفسنا.
في الحالة دي، ممكن النصيحة تبقى إنك دايمًا تبقى متابع اللي بيحصل في مجال شغلك أيًا كان إيه هو، دايمًا عارف إيه الجديد وبتحاول تتعلمه وتطور من نفسك، مش مجرد راكن معلوماتك وحصيلة معرفتك اللي أهّلتك للشغل وخلاص عايش اليوم بيومه.
- الأفضل هو اللي دايمًا عارف الجديد حواليه، خصوصًا في الزمن اللي احنا فيه والتطورات بتحصل كل ثانية مش كل يوم. أكيد مجالك أيًا كان بيحصل فيه تطورات لو بشكل مستمر، فماينفعش تفضل في دايرة أمان ومتقوقع فيها وساكت، الشاطر هو اللي دايمًا بيتعلم، وعن نفسي، سمعتها مرة من دكتور -قبل التطور التكنولوجي الحالي- قال الدكتور الشاطر بيفضل طول عمره بيذاكر، المذاكرة مابتنتهيش عند الجامعة أو الماجستير أو التعليم بمراحله، كل يوم في جديد وكل يوم لازم تتعلم وتتابع الجديد علشان تفضل مواكب اللي بيحصل.
- اللغة، ودي مش كلمة نصيحة مكتوبة على حيطة مدرسة وخلاص، أو كلمة بتتقال لنا من سنين مع نبرة “حسّن لغتك وطوّر من قاموسك” بس فعلًا دلوقتي مع أبسط مفاهيم العولمة أنت محتاج تتواصل مع كل الناس، هتتواصل ازاي بقى وأداة التواصل بتاعتك بعافية؟ على الأقل تتقن الإنجليزي اللي بقينا نستخدمه في الشغل حتى لو ماحدش فينا أجنبي. بس علشان لو جاتلك فرصة شغل أحسن مع شركة إنترناشونال مثلًا، ماتبقاش غير مؤهل لها، خليك دايمًا متابع فرص الشغل الأحسن.
- لو وقتك ونظام حياتك يسمحوا، مافيش مانع من وظيفة إضافية، حتى لو شغل بارت تايم تقدر تقوم به مع شغلك الأساسي، أكيد هتبقى سند لك لو لا قدر الله حصل أي حاجة هيبقى عندك خطة بديلة. لو مجال شغلك فيه فكرة الـ (فريلانس) دوس طبعًا، هتبقى خبطات كده حتى لو مش بشكل مستمر لكن برضه هتفرق.
ازاي نتعامل مع فقدان الوظيفة
- لو حصل، مش عايزين نبقى في دايرة إنكار أو صدمة، معظمنا دلوقتي بتدور في باله الفكرة دي فخلاص هي مابقتش بعيدة أو مستحيلة، ممكن يبقى التقبل هو أول وسيلة للتعامل مع الموقف ده بأقل خساير نفسية.
- مع التقبل، اسمح لنفسك بالحزن، خلّي المشاعر تاخد مجراها زي ما منى زكي قالت، علشان لو كتمت المشاعر دي أو عملت نفسك مش شايفها ومثلت -على نفسك أولًا- إنك كويس، هتتقلب عليك في وقت أنت مش متوقعه وساعتها التعامل هيبقى صعب.
- استغل الوقت ده في الاجتماعيات اللي كنت مشغول عنها وأنت بتشتغل، علشان دلوقتي جيلنا كله بيواجه أزمة إنه حتى مش عارف يشوف أصحابه، اليوم ضايع في الشغل وما بنصدق نروّح نرتاح شوية، وفين وفين على ما بنخرج ونشوف حد، علشان كده ممكن تبص للموضوع بشوية إيجابية لا بد منها، وتقابل أصحابك أو حتى أخواتك وتقضي معاهم وقت أكبر، ده كمان هيساعدك ماتحسش بفراغ مرة واحدة، وممكن حد فيهم يقترح عليك شغل جديد أو فكرة مشروع ماخطرتش على بالك، أو حتى يرشحك في وظيفة.
- التقديم في الوظائف دلوقتي مابقاش بنفس الصعوبة زي الأول، وهنا مش بنتكلم بسطحية ونرمي اللوم عليك خالص، بس مثلًا لو افتكرت مشهد كده من فيلم وش إجرام من 10 سنين مثلًا، هتلاقي إنه علشان يدوّر على شغل كان بيقضي اليوم كله لف على رجليه علشان يدور في شركات على وظيفة، لكن دلوقتي التكنولوجيا سهلت علينا شوية من الموضوع. وأنت قاعد على السوشيال ميديا كده عادي ممكن تتابع الجروبات اللي بينزل عليها إعلانات عن طلب وظائف؛ زي مثلًا جروب (Sync Community) اللي يعتبر تجمع كبير لناس من شركات كبيرة في الشرق الأوسط كله، أو تتابع (لينكد إن) وتبعت السي في بتاعك لأي وظيفة تقابلك، يمكن واحدة منهم تظبط معاك وربنا يكرمك.
عمومًا، احنا بنفكر مع بعض بصوت عالي، علشان زي ما قولنا احنا كلنا في الهوا سوا فعلًا زي ما بيتقال في الأفلام، بس بنحاول نفكر بعيد عن السلبية المطلقة، وبرضه نكون قريبين من الواقع، مش بنصبر بعض بكلام بيتقال في محاضرات وخلاص، وبرضه بنتمنى الأزمة تعدي وماحدش يضطر يعيش في دايرة التفكير دي كلها.