لم يشارك العرب في الدورة الأولى من الأولمبياد، جائت بداية المشاركة في دورة ستوكهولم 1912، وتحديدًا عبر مشاركة البطل المصري للمبارازة “أحمد حسنين” في مسابقة سلاح الشيش، وبعدها بثماني سنوات شاركت مصر مرة أخرى بفريق أكبر وبعدها بأربعة أعوام بفريق أكبر أيضًا ولم تحصد مصر أي ميدالية، وكانت المشاركة العربية متمثلة في مصر فقط.
محطات تستحق الوقوف عندها
أول بطل أوليمبي عربي كان مصري وهو “سيد نصير” الذي أحرز ذهبية في رفع الأثقال للوزن خفيف الثقيل، بالإضافة إلى مصري آخر وهو “إبراهيم مصطفى” الذي نال ذهبية أخرى في المصارعة الرومانية لوزن خفيف، بالإضافة إلى أول عربي ينال ميداليتين وهو “فريد سميكة” والذي نال فضية الغطس من المنصة الثابتة، وبرونزية من المنصة المتحركة، ثم لم تشارك مصر في دورة 1932 ثم عادت في دورة برلين 1936 وتوجت بأربعة ميداليات ذهبيتين وفضية وبرونزيتين جميعهما في رفع الأثقال وذلك بواسطة الرباعي “خضر التوني- وزن متوسط” و”أنور مصباح-الوزن الخفيف” لكل منهما ذهبية، بالإضافة إلى فضية “صالح سليمان- وزن الريشة”، وبرونزيتين “إبراهيم شمس- وزن الريشة” و”وإبراهيم واصف-الوزن خفيف الثقيل”، ثم توقفت الألعاب الأولمبية في دورتي 1940 و1944 بسبب الحرب العالمية.
مشاركة عربية محدودة للمرة الأولى
المرة الأولى التي شاركت فيها دول عربية غير مصر كانت في لندن 1948، وشهد مشاركة “العراق وسوريا ولبنان” وحصدت مصر ميداليات مرة أخرى ذهبيتين عبر الرباعين “محمود فياض- وزن الريشة” و”إبراهيم شمس-الوزن الخفيف” وذلك في منافسات رفع الأثقال، وفضية للمصارع “محمود حسن-وزن الديك” وبرونزية المصارع “إبراهيم عرابي-خفيف الثقيل” وذلك في منافسات المصارعة العالمية، ثم بعدها بأربعة أعوام حصدت لبنان ميداليتها “فضية وبرونزية” عن طريق “زكريا شهاب-وزن الديك” وبرونزية “خليل طه-وزن الوسط”، وأحرزت مصر برونزرية عن طريق “عبد العال راشد-وزن الريشة”، ثم توقف العرب عن المشاركة في الأولمبياد بناءً على العدوان الثلاثي على مصر 1956، وعادوا فيما بعد بداية من 1960.
مشاركة عربية جماعية للمرة الأولى
شهدت “دورة روما 1960” مشاركة المغرب والسودان وتونس للمرة الأولى، بالإضافة إلى لبنان والعراق والجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) بالإضافة لمن شاركوا من قبل، حصد العرب من خلالها على أربعة ميداليات “فضيتان وبرونزيتان” وذلك عن طريق المغربي “راضي بن عبد السلام- فضية” سباق الماراثون، والمصري “عثمان السيد” فضية المصارعة الرومانية وزن الذبابة، والمصري “عبد المنعم الجندي” برونزية الملاكمة وزن الذبابة أيضًا، والعراقي “العراقي عبد الواحد عزيز” برونزية رفع الأثقال للوزن الخفيف، ثم جائت مشاركة الجزائر للمرة الأولى في الدورة التالية “طوكيو-1964” وكانت ستشارك ليبيا بها أيضًا ولكنها انسحبت، ولم يحصد العرب إلا ميداليتين عن طريق “تونس” التي حازت أول ميداليتها “محمد القمودي” بتتويجه بفضية سباق 10 آلاف متر، وحبيب غالية ببرونزية الملاكمة وزن خفيف الوسط. وفي الدورة التالية “مكسيكو-1968” زادت عدد الدول العربية وشاركت للمرة الأولى دولتي “الكويت وليبيا” وحقق فيها “القمودي” ذهبية وبرونزية وكانت الذهبية هي الأولى لتونس، ثم الدورة التالية “ميونح-1972” شاركت “الصومال والسعودية” للمرة الأولى وأضاف “القمودي” إلى تاريخه الحافل وإلى تونس فضية سباق 5 آلاف ليصبح أفضل مشارك عربي في الأولمبيات لحصده في ثلاثة دورات متتالية، بالإضافة إلى اللبناني “محمد طرابلسي” فضية في رفع الأثقال.
تضامن عربي وقومي ضد العنصرية
وفي الدورة التالية “مونتريال-1976” لم يشارك إلا الكويت ولبنان والسعودية نظرًا لاحتجاج الدول العربية على نظام الفصل العنصري الذي حدث في جنوب إفريقيا. وفي الدورة التالية “موسكو-1980” شاركت 7 دول منها الأردن للمرة الأولى ولم يشترك الباقي احتجاجا على الغزو السوفيتي لأفغانستان وحصد العرب برونزية وحيدة عن طريق اللبناني “حسن بشارة” في المصارعة الرومانية لوزن فوق الثقيل، ثم في الدورة التالية “لوس أنجلوس” شاركت 19 دولة عربية منها 7 دول تشارك للمرة الأولى “البحرين وجيبوتي وموريتانيا واليمن الشمالي وقطر والإمارات” وغاب عنها الوفد الليبي، حصد العرب فيها 6 ميداليات من كل نوع اثنين.
المرأة العربية تحصد الميدالية الأولى
في “لوس أنجلوس-1984” كانت الميدالية العربية الأولى لسيدة عربية حيث حققت “نوال المتوكل” ذهبية في ألعاب القوى في سباق 400م حواجز، وفي نفس الدورة حقق “سعيد عويطة” ذهبية 5000 متر وحقق المصري “محمد رشوان” فضية في الجودو.
كما تحصل السوري “جوزيف عطية” على فضية المصارعة الرومانية، بالإضافة نالت بعثة الجزائر ممثلة في “مصطفى موسى ومحمد زاوي” على ميدالية برونزية لكل منهما.
وفي “أولمبياد سيئول -1988” شارك 21 وفدا عربيا من ضمنها وفدان لليمن، حصد العرب فيها على أربع ميداليات (ذهبية وثلاث برونزيات). إذ أحرز المغربي مولاي إبراهيم بوطيب ذهبية في ألعاب القوى في سباق 10000 متر فيما تحصل كل من المغربي عبد الحق عشيق على برونزية الملاكمة (وزن الريشة)، كما أحرز العداء المغربي سعيد عويطة برونزية سباق 800 متر والجيبوتي أحمد صالح برونزية في سباق الماراثون حصدت جيبوتي في هذه الدورة على ميداليتها الأولمبية الأولى.
ثم في دورة “برشلونة-1992” شاركت 19 دولة عربية وأحرز العرب “6 ميداليات” (ذهبيتين وفضية وثلاث برونزيات) ذهبيتين للمغربي “خالد سكاح” وعودة نسائية عبر الجزائرية “حسيبة بولمرقة” في سباق 1500 متر، وباقي الميداليات وزعت بين المغربي “رشيد البصير” والجزائري “حسين سلطاني” والمغربي “محمد عشيق” والقطري “محمد سليمان” وبهذا تكون حصدت قطر ميداليتها الأولى والجزائر ذهبيتها الأولى. ثم في الدورة التالية “أتلانتا 1996” شاركت “فلسطين وجزر القمر” للمرة الأولى وحصد العرب سبعة ميداليات للمرة الأولى ثلاثة ذهبيات وزعت بين الجزائري “نور الدين مرسلي” والسورية “غادة شعاع” والملاكم الجزائري “حسين سلطاني” بالإضافة إلى أربعة برونزيات بين الجزائر وتونس والمغرب.
الألفية الجديدة وتألق نسائي واضح
في دورة “سيدني-2000” حصد العرب “14 ميدالية” وهذه تعتبر رابع أفضل مشاركة عربية، وحصد العرب فيها على ذهبية وحيدة حصدتها “نورية بينيدة مراح”، ثم في “أثينا-2004” حقق العرب عشرة ميداليات، ولكن أبرز ما حدث هو حصول العربي “هشام الكروج” ميداليتين ذهبيتين في مسافتي 1500 و5000 متر وهو العربي الوحيد والثاني عالميًا يجمع ذهبتين في هذه المسافة بعد عداء فنلندي شهير.
وشهدت هذه الدورة ذهبية “كرم جابر” في المصارعة الرومانية ويعد هذا من أفضل الميداليات الذي نالها العرب، تراجع أداء العرب في دورة “بكين-2008″، وشهدت دورة “لندن 2012” عودة قوية حيث حصد العرب على 12 ميدالية وتعد هذه ثاني أفضل مشاركة، حرزت التونسية حبيبة غريبي ذهبية 3000 متر حواجز والبحرينية مريم يوسف جمال برونزية في 1500 متر وفي 2016 أحرزت التونسيتان مروى العمري وإيناس بوبكري ميداليتين برونزيتين الأولى في المبارزة وفي المصارعة 58 كغ سيدات.
والمصرية سارة أحمد ميدالية برونزية في رياضة رفع الأثقال 69 كلغ سيدات والبحرينية رود جيبيت ميدالية ذهبية في ألعاب القوى 3000 متر موانع سيدات والمصرية هداية وهبة ملاك الميدالية البرونزية في رياضة التايكواندو 57 كغ سيدات، وصولًا إلى أولمبياد “طوكيو-2020″ التي فازت فيها المصرية” فريال عبد العزيز أشرف” بذهبية في الكاراتيه لتعد المصرية الأولى والعربية الأولى التي نالت هذه الذهبية، لتؤكد على تاريخ حافل للعرب رغم انقطاعات بسبب مواقف إنسانية مشرفة، لذا ننتظر مشاركة مشرفة في باريس 2024.