مطرقة الباب قديمًا: حملت رسائل كانت جزءًا من تراث وهوية عربية
مطرقة الباب أو “يد فاطمة” عادة من العصر العثماني وانتقلت لبيوت الشام والعرب بوجه عام، ربما تكون شاهدتها في المسلسلات السورية القديمة أو صادفتها أثناء سيرك في أحد شوارع القاهرة القديمة، ولكنها لم تكن مجرد أداة فقدمت دلالات أبعد من ذلك.
دلالات حملتها مطرقة الباب
اهتم المعمار العربي القديم بشكل عام بفكرة “الباب” على اعتبار أنه يُعطي الانطباع الأول تجاه البيت، وأول ما يواجه الساكن والناظر والضيف عند دخوله. فصممت الأبواب وتضمنت تفاصيل وزخارف ونقوشًا ذات معنى.
أما عن مطرقة الباب فكانت توضع على أبواب المنازل مطرقتان؛ إحداهما صغيرة والأخرى كبيرة، فعندما يطرق الزائر الباب بالصغيرة يفهم أن الذي يطرق الباب امرأة، فتذهب تذهب سيدة البيت وتفتح الباب.
وعندما كان يطرق بالكبيرة، يفهم أن على الباب رجلًا. فيذهب رجل البيت، ويفتح الباب لاستقبال ضيفه، فكلًا منهم قام بتوصيل رسالة معينة، وفقًا للباحث رحيم المبارك.
وأخذت مطارق الأبواب هيئات متعددة؛ منها التي جاءت شكل ( قبضة اليد ) المؤلفة من خمسة أصابع للتشبه بيد الطارق، ومنها التي أخدت شكل هلال.
ومع تواجد التيار الكهربائي وغزوه للعالم بمنتجاته، كان أحد أسباب إختفاء المطرقة وإيجاد البديل لها والمتمثل في الجرس الكهربائي.
تفاصيل الباب لم تنتهي عند حد المطرقة فقط، فتم استخدام الورود لدلالات مختلفة، فكان يوضع على باب المنزل الذي فيه مريض باقة ورد ليعلم الباعة والمتجولون بوجود مريض في هذا المنزل، فلا يصدرون أصواتًا. فكانت الوردة الصفراء لهذه المهمة.
أما الوردة الحمراء، كانت تدل على أن هناك شابة وصلت إلى سن الزواج موجودة داخل البيت، يمكن التقدم لخطبتها، ويُحذر النطق بالأقوال الخادشة للحياء أمام البيت احترامًا لها.
هذه المطرقة وغيرها من العادات التي انتقلت لنا مثل فكرة وجود “كوب الماء” مع القهوة، توضح كيف كانت أبسط الأشياء جزء من مظهر تراثي له قيمة فنية وجمالية، وفي نفس الوقت دلالة نابعة من عادات وتقاليد الهوية العربية.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: حكاية الأفندي والعامل.. البيروقراطية والجدال الذي لا ينتهي