التصوير في العزاء.. بين اقتحام الخصوصية وتوثيق الحدث
ظاهرة التصوير في العزاء موجودة من سنين كتير مش وليدة الفترة دي، أشهر الجنازات تم تصويرها وتسجيلها ولأشهر شخصيات في المجتمع، ماحدش يقدر ينسى جنازة عبد الحليم حافظ أو جنازة أم كلثوم أو الرئيس جمال عبد الناصر، ولولا توثيق الأحداث اللي زيّ دي ماكوناش هنعرف حاجة عنها ولا كانت هتفضل محفورة في ذاكرة التاريخ، لإنها كانت جنازات شعبية مشي فيها كل المصريين، بس دلوقتي الموضوع ممكن يكون اختلف شوية عن زمان.. طب ازاي؟
الموضوع اتحول من مجرد توثيق للحدث لنوع من أنواع اقتحام الخصوصية أحيانًا، وده يمكن اللي خلى فنانين يتكلموا في الموضوع ده وخصوصًا بعد وفاة الفنانة دلال عبد العزيز، وكان من ضمن الفنانين مايا دياب اللي عبرت عن غضبها الشديد من فكرة التصوير في العزاء والدفنة، وقالت إنه لازم يبقى في قرار يمنع الموضوع ده بشكل نهائي، لإن مش من حق حد أبدًا إنه يصور أهل المتوفي وهو في لحظات ضعفة وحزنه، لإنها لحظات خاصة جدًا، وماينفعش اللحظات دي تبقى وسيلة أو مادة إعلامية بأي شكل من الأشكال.
ومن أكتر من سنة كانت اتعملت حملة تحت عنوان “لا للتصوير في العزاء” وكان شعارها “من أجل حرمة الميت” على السوشيال ميديا في قرية في محافظة الشرقية، واتمنع وقتها التصوير تمامًا في العزاء.
إنك توثق حدث وفاة نجم معروف ومحبوب، ممكن يكون أمر حساس إنسانيًا، فلازم يبقى في نوع من التوازن بين تأدية المهنة والإنسانية.