بعد نحو أكثر من 24 شهرا من الحرب والدمار بقطاع غزة، تلوح في الأفق بارقة أمل جديدة لغزة مع الإعلان عن خطة سلام شاملة تتألف من ثلاث مراحل، تهدف إلى إرساء وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، وإعادة إعمار القطاع، وبناء مستقبل أكثر استقرارًا.
الخطة التي أعلن عنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في قمة شرم الشيخ للسلام بحضور عدد من قادة العالم، وُصفت بأنها أكثر مبادرة واقعية لإحلال السلام منذ سنوات، إذ تجمع بين الجهود الأمريكية والعربية والأوروبية لضمان التنفيذ الفعلي على الأرض.
ومع بدء تنفيذ المرحلة الأولى، التي شهدت وقف القتال وإطلاق سراح الأسرى وتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، تتجه الأنظار إلى المراحل التالية التي ستحدد مصير القطاع ومستقبل سكانه، في رحلة تمتد من الهدنة إلى الإعمار والسلام الدائم.


لا تفوّت قراءة: 8 فنادق في أبوظبي حائزة على ميشلان: تجربة فخامة لا مثيل لها
ماذا تتضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟

تبدأ المرحلة الأولى بتنفيذ وقفٍ فوريٍّ للأعمال العدائية، وتعليق جميع العمليات العسكرية وتجميد خطوط المواجهة بين الجانبين.
وفي غضون 72 ساعة فقط، يتم إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، سواء الأحياء أو من لقوا حتفهم خلال فترة الاحتجاز.
كما تنصّ الخطة على الإفراج عن نحو 2000 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، من بينهم 250 محكومون بالمؤبد و1700 معتقل منذ بداية الحرب.
وفي الوقت ذاته، تبدأ قوافل المساعدات الإنسانية بالتدفق إلى غزة، إذ تدخل يوميًا ما بين 500 و600 شاحنة تحمل الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية.
وبذلك تمهّد هذه المرحلة الطريق نحو تهدئة شاملة تعيد الأمل إلى سكان القطاع وتفتح الباب أمام تنفيذ المراحل التالية من خطة السلام.


لا تفوّت قراءة: خدمة “إير تاكسي” الجديدة تصل مصر رسميا.. كم تبلغ تكلفة التنقل جوا داخل مصر؟
ما الخطوات التي تتضمنها المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
تبدأ المرحلة الثانية بفتح مفاوضات جادة حول نزع سلاح حركة حماس، تمهيدًا لتحقيق الأمن الدائم في قطاع غزة.
وتتضمن المرحلة الثانية انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من غزة، مع جهود لإزالة التطرف وترسيخ الاستقرار بعد أعوام من الانقسام.
كما تنصّ الخطة على منح قادة حماس عفوًا عامًا وممرًا آمنًا يسمح لهم بمغادرة غزة إلى المنفى دون ملاحقة.
وتنص الخطة على تشكيل قوة دولية من عناصر أميركيين وعرب وأوروبيين، تتولى مهمة حفظ الأمن والاستقرار في قطاع غزة.
وفي السياق ذاته، يجرى تدريب قوة شرطة فلسطينية بإشراف مصر والأردن، إلى جانب تأسيس مجلس من الخبراء الفلسطينيين المستقلين (تكنوقراط) لإدارة الشؤون اليومية للقطاع تحت إشراف دولي مباشر.


لا تفوّت قراءة: لماذا اختير غصن الزيتون رمزا لقمة شرم الشيخ لدعم فلسطين؟
كيف تمهد المرحلة الثالثة لإعادة إعمار غزة وتحقيق السلام الدائم؟

تبدأ المرحلة الثالثة بإعادة إعمار غزة بتمويل عربي ودولي، ضمن خطة شاملة تهدف لتحقيق الاستقرار وبناء مستقبل أكثر سلامًا.
وفي هذه المرحلة، يجرى تأسيس “مجلس السلام” ليتولى الإشراف على إدارة القطاع ومتابعة تنفيذ مشاريع الإعمار والبنية التحتية.
وسيرأس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا المجلس بنفسه، بمشاركة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وعدد من القادة والخبراء الدوليين.
تشكل هذه المرحلة النهاية الحاسمة نحو سلام دائم واستقرار مستدام، يعيد الأمل والحياة إلى غزة بعد سنوات الحرب والمعاناة.

