سرطان الثدي ليس مجرد مرض، بل معركة قاسية تختبر قوة المرأة وصبرها. لكن وسط الألم، تتألق حكايات مضيئة لنساء ملهمات قررن تحويل المحنة إلى منحة، وزرعن في قلوب محاربات السرطان بذور الأمل والحياة.
في شهر أكتوبر الوردي، شهر التوعية والدعم، نستعيد قصص 6 سيدات استثنائيات تركن بصمة وردية خالدة، وأثبتن أن الأمل أقوى من الألم، وأن الشجاعة قادرة على تغيير نظرة المجتمع إلى المرض وصناعته لرسالة إنسانية أعمق.
لا تفوّت قراءة: منة شلبي.. أفلام لا تُنسى وجوائز صنعت أسطورتها
ما قصة السيدة بهية التي تحولت إلى رمز لعلاج سرطان الثدي في مصر؟

“بهية في ضهر كل ست مصرية”.. عبارة نسمعها كثيرًا، لكن خلفها قصة سيدة ملهمة، ارتبط اسمها بأكبر صرح لعلاج سرطان الثدي مجانًا في مصر.
بدأت رحلة بهية وهبي مع المرض منذ سنوات، حيث اضطرت للسفر المتكرر لإجراء فحوصات غير متوفرة محليًا. هناك، رأت بعينيها معاناة النساء غير القادرات.
ومن هنا، فكرت في طريقة لتخفيف هذا العبء. لم يمهلها القدر تنفيذ الحلم بنفسها، لكنها أوصت أبناءها بتوفير جهاز إشعاعي يساعد المريضات في مصر.
بخطوات متتابعة، تحولت الوصية إلى واقع. فقد أصبح منزل العائلة مركزًا متخصصًا للكشف المبكر وعلاج سرطان الثدي، مجهزًا بأحدث التقنيات العالمية.
وفي عام 2015 بدأ المشوار من الصفر. ثم تواصل النجاح بافتتاح مستشفى الشيخ زايد، إلى جانب حصول المركز على اعتماد الجودة الصحية العالمي JCI.
اليوم، لم يعد اسم “بهية” مجرد ذكرى، بل صار رمزًا للأمل والحياة. مؤسسة إنسانية تمنح سيدات مصر الرعاية الطبية والدعم النفسي في أصعب معاركهن.

لا تفوّت قراءة: الأفلام العربية في أوسكار 2026: من ينافس على جائزة التمثال الذهبي؟
كيف تحولت ياسمين غيث من محنة السرطان إلى مصدر إلهام لمحارباته؟
ياسمين غيث، مصممة أزياء وممثلة مصرية، وحفيدة النجمين عبد الله وحمدي غيث، اكتشفت إصابتها بالسرطان، لكنها واجهته بشجاعة نادرة.
لم تنعزل بعد الصدمة، بل قررت مشاركة تجربتها. كتبت على حسابها: “أنا ياسمين غيث.. أعيش رحلة سرطان الثدي وأريد أن أزرع الأمل”.
بكلماتها البسيطة، أصبحت مصدر إلهام. جمهورها أطلق عليها لقب “المرأة الخارقة”، تقديرًا لقوة إرادتها وإصرارها على مواجهة المرض بابتسامة.

ثم جاءت المفاجأة بدخولها عالم التمثيل. فقد اختارها صناع مسلسل حلاوة الدنيا لتجسد شخصية “هبة”، المصابة بالسرطان، في انعكاس واقعي لتجربتها.
ولم يتوقف إبداعها عند التمثيل. فقد اقترحت مشهدًا استثنائيًا حين نزعت الباروكة، لتقدم رسالة صادقة عن الألم والأمل لكل محاربة سرطان.



اتخذت قرار استئصال الورم بعد يومين من اكتشاف المرض.. واخترت اعيش وانتصرت عليه برسائل إيجابية
مصممة أزياء وممثلة مصرية ياسمين غيث
لا تفوّت قراءة: صيحات ألوان طلاء الأظافر خريف 2025.. الكرز الأسود يتصدر الموضة أم التيراكوتا؟
كيف تحولت مبادرة “لا تلمس ذراعي” إلى إرث إنساني خلد اسم سمر سيد؟
عام 2016، أطلقت سمر سيد، مدربة السباحة، مبادرة بسيطة لكن مؤثرة: سوار وردي يحمل عبارة “لا تلمس ذراعي” لحماية محاربات سرطان الثدي.
الفكرة ولدت من معاناة شخصية، إذ علمت أن مريضات أزيلت غددهن اللمفاوية لا يجب حقنهن أو قياس الضغط في الذراع المصابة.
هذه المعلومة يجهلها كثيرون، حتى بعض الأطقم الطبية. والخطأ فيها قد يسبب تورمًا دائمًا للذراع، مضاعفًا آلام المريضات.

ابتكرت سمر السوار الوردي كرسالة وقائية واضحة، تنبه الأطباء والممرضات لتجنب الذراع المصابة خلال العلاج.
لكن القدر لم يمهلها. رحلت سمر قبل تنفيذ فكرتها. وهنا تولت صديقتها رحيمة الشريف إكمال الوصية من خلال مبادرة “الست المصرية”.
بدأت رحيمة بتوزيع الأساور مجانًا في القصر العيني. ثم طلبت شراء ألف قطعة، لكنها فوجئت بتبرع بعشرة آلاف ساعدت في التوسع.
اليوم، تحمل المبادرة اسم “سمر سيد”، لتظل رمزًا للرحمة والحماية. سوار وردي يذكّر الجميع بقصة إنسانية خالدة.


Tabi Nails: صيحة أظافر الحوافر التي أشعلت الجدل على تيك توك
كيف أصبحت مبادرة “كن جميلا” مصدر ثقة وجمال لمحاربات السرطان في العالم العربي؟
عام 2012 وُلدت مبادرة “كن جميلا”، كأول مبادرة عربية لتجميل محاربات السرطان. انطلقت في الخليج، وانتقلت إلى لبنان عام 2015، ثم وصلت مصر عام 2018.
قصتها بدأت عام 2013، عندما أصيبت هدى الإمام بالسرطان. رافقتها شقيقتها هنادي إلى كندا، وهناك حضرتا ورشة لتجميل المريضات.
التجربة تركت أثرًا نفسيًا عميقًا. مكياج بسيط أعاد الثقة للمريضات، وغير صورتهن الذاتية رغم الآثار القاسية للعلاج الكيماوي.
بعد وفاة هدى بثلاث سنوات، قررت هنادي تخليد اسم شقيقتها. فأطلقت مؤسسة “كن جميلا”، وبدأت بتنظيم ورش داخل المستشفيات العربية.

هذه الورش لم تقتصر على التجميل. بل شملت دعمًا نفسيًا من خلال جلسات جماعية يشرف عليها أطباء متخصصون لمساندة المحاربات عاطفيًا.
وحين وصلت المبادرة إلى مصر، توسعت بإضافة نصائح غذائية متوازنة، إلى جانب جلسات دعم نفسي وتعليم خطوات التجميل.
كما تعاونت “كن جميلا” مع شركات تجميل عالمية. موظفوها يقدمون الورش بأنفسهم، ويعلّمون المريضات طرقًا بسيطة تمنحهن الثقة والجمال.
اليوم، أثبتت المبادرة أن الجمال ليس شكلاً خارجيًا فقط، بل طاقة إيجابية تمنح المحاربات قوة مضاعفة لمواجهة السرطان بشجاعة وأمل.
”لما مريضة السرطان تشعر بأنها جميلة وتتغذى بشكل مناسب… هذا يؤثر بشكل إيجابي على نفسيتها… حيث أن مناعتها تتزايد… وتستطيع مقاومة المرض بشكل أفضل“
هنادي الإمام

لا تفوّت قراءة: أقوى حفلة لكايروكي في 24 أكتوبر 2025.. اعرف أسعار التذاكر وطريقة الحجز والمكان
كيف حولت مي (ميس) فولت رحلة السرطان إلى رسالة إيجابية ملهمة؟

قدمت البلوجر المصرية–الأمريكية مي فولت دورًا مؤثرًا في مسلسل 80 باكو رمضان 2025، مجسدةً تجربة قص شعر مريضة سرطان الثدي.
لم يكن التمثيل مجرد أداء، بل انعكاسًا لرحلة شخصية عاشتها بعد إصابتها بسرطان الثدي عقب ولادة طفلها الأول.
منذ نوفمبر 2024، وثّقت مي رحلتها العلاجية عبر إنستجرام وتيك توك، لتصبح مصدر إلهام لآلاف المتابعين.

إلى جانب محتواها الترفيهي، خاضت تجربة “ستاند أب كوميدي” لتؤكد أن روح الدعابة تمنح المحاربات قوة في مواجهة الألم.
كما ظهرت حليقة الرأس بجانب خبيرة التجميل هدى قطان، في جلسة دعم مليئة بالضحك، لترسل رسالة تضامن لمحاربات سرطان الثدي.
اليوم، صارت مي رمزًا للجرأة والإيجابية. امرأة حوّلت محنتها إلى طاقة نور، ورسالة أمل تتجاوز حدود المرض.

لا تفوّت قراءة: 3 أيام فن وضحك وغنا.. أجمد مهرجانات وحفلات فنية مستنياك من 2 لـ4 أكتوبر
كيف غيّرت نيفين حشمت حياة المريضات بصناعة أول باروكة طبيعية؟

اختارت نيفين حشمت طريقًا مختلفًا لدعم محاربات السرطان؛ حيث صنعت باروكات طبيعية تعيد البسمة وتمنح الثقة للمريضات في أصعب مراحل العلاج.
بدأت الحكاية بماكينة خياطة بسيطة. صنعت نيفين أول باروكة لوالدتها، فتحولت الفكرة الصغيرة إلى مبادرة إنسانية واسعة الانتشار.
تخصصت في تصميم باروكات مخصّصة لكل مريضة، لتبدو طبيعية وتساعد النساء على استعادة مظهرهن وإحساسهن بالأنوثة.
أطلقت أيضًا مبادرة لجمع الشعر المتبرع به، وتحويله إلى باروكات بأسعار رمزية، ليصبح الأمل متاحًا للجميع.
واليوم تسعى نيفين لتأسيس أول مصنع باروكات طبيعية في مصر، وتحويل مبادرتها الفردية إلى مشروع وطني لدعم محاربات السرطان.