لو النهارده آخر يوم في حياتك، هتعمل إيه؟
شوفنا مؤخرًا صفحة على السوشيال ميديا بتعمل أفلام قصيرة مع الناس في الشارع للمخرج “مهند أبو رزق”، وكل فيلم منهم عبارة عن سؤال بيسأله المخرج والناس هي اللي بترد عليه، وبياخد ردود أفعالهم التلقائية على الأسئلة؛ زيّ “إيه أكبر ندم في حياتك؟” و”إيه هي أوحش كلمة سمعتها؟”. ومن ضمن الفيديوهات، في فيديو لفت نظرنا بيسأل الناس “لو آخر يوم في حياتك، هتعمل إيه؟” وقفنا عند الفيديو لإن أغلب الناس ماخطرش على بالها السؤال ده، ولو سمعته كان ممكن يعدي عليها مرور الكرام، وماتقفش مع نفسها بجد وبصدق علشان تجاوب على السؤال.. فتعالوا ناخد استراحة من دوشة الحياة وجريها شوية، ونفكر مع بعض ونشوف إيه اللي ممكن ييجي في بالنا لو فكرنا في سؤال زيّ ده.
سألت غرباء “لو اليوم اخر يوم بحياتك كيف ستقضيه؟” أجوبتهم فاجأتني
سألت غرباء “لو اليوم اخر يوم بحياتك كيف ستقضيه؟” أجوبتهم فاجأتني
بالسفر؟ بالعزلة؟ باللعب؟ بالعبادة؟كيف انتوا بتحبوا تعيشوا اخر يوم بحياتكم؟
Posted by Mohannad Abu Rizk – مهند أبو رزق on Sunday, July 5, 2020
في ناس هتقولك أول حاجة تعملها إنها هتطلب من الناس تسامحها، وتصفي حساباتها مع الناس اللي شايلة منها، وفي اللي هيقضي اليوم كله مع أمه وعيلته، يتكلموا لأول مرة بجد عن ذكرياتهم وأيامهم الحلوة، ويقولولهم قد إيه هما ممتنين لوجودهم في حياتهم.
وفي اللي هيشوف لو عليه ديون ويسددها، وفي اللي هيقضيه في الفرح والانبساط ويعمل كل الحاجات اللي بيحبها، وفي اللي هيخليه يوم دعاء وصلاة وتضرع وقرب من ربنا بس، وفي اللي هياخد قرارات مصيرية وفيها مخاطرة لأول مرة في حياته.. وبعد الحاجات اللي فكرنا فيها، الإجابات لفتت نظرنا لحاجتين مهمين، أو بمعنى أصح السؤال طرح سؤالين تانيين نفسنا نسألهم لنفسنا برضه.
ليه مستنيين آخر ساعة في حياتنا؟
بعد كل الحاجات اللي فكرنا فيها فوق، واللي جاوبت لنا على اللي احنا عايزينه، السؤال هنا بقى؛ هل احنا فعلًا مستنيين سؤال زيّ ده علشان نبتدي نفكر في الحاجات اللي ليها قيمة في حياتنا ونبدأ نعملها؟
يعني لو احنا فعلًا حاسين إننا مقصرين مع أهلنا ودوامة الحياة واخدانا، ممكن نروح لجدتنا اللي بقالها سنين بتتحايل علينا في التيلفونات إننا نزورها، ولو زعلت مامتك النهارده، إيه الداعي إنك تستنى لحد بكرا؟ روح هات لها الشوكولاتة اللي بتحبها.
ولو احنا عندنا إحساس التقصير في حق نفسنا بسبب مشاغل الحياة، ليه مش بناخد إجازة ونقفل تيلفوناتنا ونجرب نعمل حاجات جديدة ونفصل شوية؟ ولو شغلك ضاغط عليك وبيستنفذ طاقتك بدون مقابل مادي أو معنوي، وحاسس إنك مالكش مستقبل فيه، وأنت لسه بتحاول تأجل إنك تسيبه، مستني ليه تاخد الخطوة اللي ممكن تفرق معاك؟ حتى في الأهداف اللي عندك ناحيتها شغف، ممكن تبدأ فيها حتى لو بخطوات بسيطة علشان تحس إنك أنجزت فيها.
وبعد كل كلامنا ومقترحاتنا لحاجات ممكن تكون محتاج تعملها، أنت عندك فرصة إنك تعرف وتفكر في السؤال ده، بس على أرض الواقع، الحياة مش بتدي فرص كتير.. ومش دايمًا في وقت.
يا ترى احنا ماشيين على الطريق الصح ولا لأ؟
السؤال التاني “يا ترى احنا ماشيين على الطريق الصح ولا لأ؟” آه الحياة هتحتاج شوية معافرة وصبر علشان نوصل للي احنا عايزينه، بس لو اللي بنعمله ده وصلنا لضغط نفسي في الآخر، ولقينا نفسنا بس بنعاني في حياتنا لحد آخر يوم فيها، المفروض نكون بنعمل إيه؟ وهل كده هنبقى على الطريق الصح ولا لأ؟
مجرد ما فكرت في الموضوع وتخيلت إنه آخر يوم ليك في الحياة، ممكن يكون جيه في بالك زيّنا كده إنك تعيد ترتيب أولوياتك في الحياة، وتفكر هل فعلًا هي في مكانها الصح اللي أنت عاوزه ولا ملخبطها؟ وفي ناس احتمال تكون فكرت في شكل الحياة وحجمها وقد إيه ممكن كنا نتعامل مع الدنيا بشكل تاني، بدل ما كنا محملين نفسنا فوق طاقتها، وإننا ماجربناش قبل كده نبقى أكتر ليونة ونبص عليها من وجهة نظر تانية، ونتقبل ونسمع آراء ممكن تساعدنا وتعدينا من مشاكل كانت مسببة لنا قلق وحزن، وبالنسبة لنا كانت هي آخر الدنيا.
وناس تانية احتمال يكون جيه على بالها إن الصراعات اللي احنا داخلين في دوامتها كانت محتاجة شوية هدوء وتفكير قبل ما ندخل فيها. ولو جيت تسترجع كل المشاكل اللي حصلت في يومك النهارده، ممكن تلاقي نفسك بتسأل: “هو أنا كنت ضاغط على نفسي ومكبر الموضوع كده ليه؟” وده مش تقليل من المشاكل اللي بتشوفها أو بتعيشها، بس ساعات لما بتقارن حاجات معينة مع بعض بتعرف قيمة كل واحدة فيهم الحقيقية قصاد التانية، وبتبص للموضوع من نظرة أنت ماكنتش شايفها، وفي الغالب مش هتشوفها، إلا لو اتحطيت في سؤال زيّ سؤالنا النهارده.
نصيحة بنقدمها لك في الآخر بعد السؤال اللي واجهناك به النهارده، حاول تستقبل الدنيا بصدر رحب، لإنك ياما هتشوف وهتعيش، وهتعرف إن في أمور كده لازم تتقبلها، وإن كل حاجة هتمر وتنتهي، وهتعرف إن في وسط صراعات الحياة اليومية والروتين والشغل، لازم تاخد نفس وتبطل تجري، وساعتها صحتك النفسية هتبقى أحسن، وهتعيش في سلام داخلي.