صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت بعدها موجة من التعاطف وفي نفس الوقت غضب، لمواطن لبناني اسمه حسين البعريني، وهو حامل جثة طفله بقطعة قماش زرقاء في إيده وهو في طريقه من المستشفى للطريق العام سيرًا على الأقدام، بعد ما اضطر إنه يرهن سيارته، علشان يدفع فاتورة المستشفى ويقدر بعدها يستلم جثة طفله الرضيع.
تصريحات الأب
في تصريحات الأب حسين البعريني لـ (العربية.نت) قال: “بعدما أبلغني المستشفى أن طفلي توفى وهو عمره 24 يوم طلبت المحاسبة مني مبلغًا قدره 2400 دولار بدل طبابة، فأبلغتهم بأنني لا أملك المبلغ وسأقوم بتأمينه لاحقًا، عندها طلبت مني رهن سيارتي حتى آتي بالمال، وطلبت من طبيب في المستشفى صادفناه في الباحة الخارجية بتخمين (تقدير ثمن) السيارة”.
وكمل كلامه وقال إنه استلم جثة طفله بعد ما رهن السيارة وأودع مبلغ 400 دولار كان محتفط به، ومشي في طريقه مسافة 2 كيلو متر في اتجاه الطريق العام، لإنه ماكانش معاه أي مبلغ مالي لطلب سيارة أجرة لحد ما وصل للمنزل وبعدها أنهى مراسم دفن طفله، وختم كلام وقال: “عزّتني الدنيا بس استملت جثة طفلي، أردت فقط أن أستعيدها حتى لو كلفني ذلك بيع كليتي”.
ردود فعل مواقع التواصل الاجتماعي
المتفاعلون عبروا عن غضبهم على الحال اللي وصلت له الأزمة في لبنان، وقالوا إن الموضوع وصل لدرجة إن يرهن والد سيارته علشان يستلم جثة طفله من المستشفى لعجزه عن دفع التكاليف، وطالبوا وزارة الصحة والمعنيين بفتح تحقيق شفاف لمحاسبة المسؤولين.
وبيقول الدكتور منصور المالك: “مواطن لبناني يستلم جثة ابنه من المستشفى مقابل رهن سيارته ويعود مشيًا على الأقدام، إذا لم تهزك هذه القصة لتثور على اللصوص والعملاء الذين يحكمون البلد فأنت بلا شرف ولا إنسانية”.
وقالت راميا الإبراهيم: “أبو عمر من فنيدق بعكار شمال لبنان حاملًا جثمان طفله الرضيع (25 يوم) المستشفى حجزت على سيارته لتسمح له بأخذ طفله ودفنه، مهمشون لا يهتم لأمرهم إلا بالانتخابات ولا تلحظهم بعض الصحافة إلا إذا ساعدهم أخ بالوطن من طائفة أخرى فتبث نار الفتنة، آه يالقهر والله”.
مدافعين عن المستشفى
شعيب زكريا واحد من مواطنين منطقة عكار، بيقول إن ممكن يحصل حالات مشابهة مع باقي المشافي، ولازم نعرف إن في مئات الحالات بتدخل وتخرج من المستشفى بكل يسر وسهولة، وبعضها ممكن يشوبه بعض العراقيل وده أمر طبيعي، ومش من الإنصاف إن المستشفى تظهر بإنها شر مطلق، وإن كل اللي فيها من جهنم.
رد المستشفى
إدارة مستشفى في عكار قالت في تصريحات صحفية، إنها وبمجرد علمها بالأمر اتصلت بالوالد مرتين وطلبت منه الحضور لاستلام سيارته واستنكرت اللي حصل، مؤكدة إن ده مش من عاداتها، وإنها دايمًا بتقف جنب أهالي المنطقة، وإن الموظفة لو بلغت الإدارة بالأمر كانت وافقت عليه، وإنهم أحالوا الموظفة للمجلس التأديبي علشان ياخدوا القرار المناسب.
في وسائل إعلام محلية أعلنت حسب (BBC) إن في مجموعة مسلحة اقتحمت مستشفى الحبتور، وأطلقت أعيرة نارية في الهوا لتحرير السيارة التابعة لوالد الرضيع، بس لسه الكلام مش أكيد.