كواليس مشاجرة طالبات مدرسة “كابيتال” الدولية بالتجمع: كسر بالأنف وألفاظ نابية

حالة من الغضب والدهشة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعد تداول فيديو يُظهر مشاجرة عنيفة بين طالبات في مدرسة “كابيتال” الدولية بالتجمع الخامس (شرق القاهرة).

في لحظة لم يتوقعها أحد، تحول فناء المدرسة إلى ساحة للاعتداء والشتائم، حيث تعرضت الطفلة كرمة، في الصف السادس الابتدائي، للضرب المبرح من ثلاث فتيات في الصفين العاشر والثاني عشر، ما أسفر عن كسر في أنفها وإصابات أخرى.

تفاصيل الحادث أثارت حالة من الجدل الواسع حول الأخلاقيات المدرسية وتأثيرها على سلوك الطلاب، خاصة بعد ترديد ألفاظ نابية وسط الضرب المبرح.

كيف تطورت الأحداث؟ وما الذي دفع الطالبات إلى هذه المشاجرة؟ تابعوا معنا تفاصيل هذه القضية التي هزت المجتمع المصري.

لا تفوّت قراءة: أبرز تعديلات قانون الإجراءات الجنائية في مصر: مراقبة الهواتف المحمولة وحسابات التواصل الاجتماعي

تفاصيل مشاجرة طالبات مدرسة التجمع: كيف بدأت وما تبعاتها؟

قبل أسبوعين، شهدت مدرسة “كابيتال” الدولية بمنطقة التجمع الخامس واقعة صادمة، حيث تعرضت الطالبة كرمة، في الصف السادس الابتدائي، للاعتداء من ثلاث زميلات.

بدأت الواقعة بتبادل ألفاظ نابية، ثم تصاعدت الأمور سريعًا إلى اعتداء جسدي عنيف، حيث تعرضت كرمة لضرب مبرح على رأسها ووجهها، ما أدى إلى نزيف وإصابات بالغة.

يعود سبب المشاجرة إلى خلاف بسيط حول المرور بإحدى طرقات المدرسة، لتستعين إحدى الطالبات بزميلتها وشقيقتها الكبرى، ويقمن بالاعتداء على كرمة بطريقة وحشية.

نقل الضحية إلى المستشفى

نتج عن الاعتداء كسر في عظام الأنف للطالبة كرمة، مما استدعى إجراء عملية جراحية تضمنت رد الكسر وتركيب دعامة خارجية.

تحريات واقعة مشاجرة مدرسة التجمع: خلاف بسيط تطور لعنف مبالغ فيه

كشفت التحريات حول إصابة الطالبة كرمة داخل مدرسة دولية بمنطقة التجمع الخامس أن الحادثة بدأت بخلاف بسيط على المرور بممر داخل المدرسة.

فقد كانت الطالبة المجني عليها تسير في الأمام، وخلفها طالبة أخرى طلبت منها الإسراع لإفساح الطريق.

اعتبرت الطالبة كرمة الطلب إهانة، مما أدى إلى نشوب مشادة كلامية بينهما تطورت سريعًا إلى مشاجرة عنيفة.

من هنا بدأ الخلاف، قال والد الطالبة كرمة إن الطالبة المعتدية قال لابنته “امشي يابنت متتلكعيش”، فردت ابنته: “الشنطة كبيرة، أنا بمشي كده مش بتلكع”.

استعانت الطالبة الثانية بشقيقتها، حيث اعتدتا معًا على الطالبة كرمة بالضرب المبرح.

الحادثة أثارت جدلًا واسعًا

أثارت الواقعة استياءً كبيرًا بين أولياء الأمور والمجتمع المصري، حيث سلطت الضوء على غياب الرقابة داخل المدارس الدولية وضرورة تعزيز القيم الأخلاقية بين الطلاب.

وقررت النيابة العامة بالقاهرة، ضبط واحضار 3 طالبات أصحاب واقعة المشاجرة.

واستدعت النيابة أسرة المجني عليها ومسؤولًا إداريًا بالمدرسة لسماع أقوالهم حول ملابسات الحادث، وأمرت بالتحفظ على مقطع فيديو متداول يُظهر واقعة التعدي على الطالبة.

اتهامات والد الطالبة كرمة: إهمال المدرسة وعدم التدخل

اتهم أحمد مصطفى، والد الطالبة كرمة، إدارة المدرسة بالإهمال، مشيرًا إلى أن المشرفين لم يتدخلوا لحماية ابنته أثناء تعرضها للاعتداء من زميلاتها.

كما أبدى استياء من تصرف الطلاب الذين اكتفوا بتصوير الواقعة بدلًا من محاولة فض المشاجرة.

نقل الضحية للمستشفى

وأوضح والد كرمة أنه كان المسؤول عن نقلها إلى المستشفى بنفسه بعد وصوله للمدرسة، وذلك بعد مرور ساعة من الحادثة.

وأكد أنه لا توجد أي خلافات سابقة بين ابنته والفتيات المتورطات في الاعتداء، مما يجعل الحادثة أكثر إيلامًا وغير مبررة.

كارمة ترد على الاعتداء: “مسامحاهم؟ لا”

في رد مؤثر، أجابت الطالبة كارمة، المعتدى عليها في واقعة “مدرسة التجمع”، على سؤال حول مسامحتها لزملائها الذين اعتدوا عليها.

وأجابت وهي تبكي: “لا”، مشيرة إلى حجم الألم والمعاناة التي تعرضت لها جراء ما حدث، حيث أثارت مشاعر الحزن والغضب لدى المتابعين بعد نشر الفيديو المتداول.

تحرك عاجل من وزارة التربية والتعليم في قضية مشاجرة مدرسة التجمع الخامس

في خطوة سريعة، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن إرسال لجنة مختصة إلى مدرسة “كابيتال” الدولية بالتجمع الخامس للتحقيق في واقعة المشاجرة التي أثارت جدلاً واسعًا.

أكدت الوزارة أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لضمان محاسبة المسؤولين عن الحادثة.

ومن جانبه، أكد وزير التربية والتعليم أنه سيتابع شخصيًا سير التحقيقات لضمان اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.

وفي تصريح خاص، أوضح شادي زلطة، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، أن الوزارة تتحرك فورًا في مثل هذه الوقائع، سواء كانت المدرسة خاصة أو دولية أو حكومية.

وأضاف زلطة: “جميع المدارس على أرض جمهورية مصر العربية تخضع للقوانين المصرية وتحت إشراف كامل من وزارة التربية والتعليم”.

رد مدرسة كابيتال على مشاجرة طالبات التجمع: فصل وتحويل للجهات المختصة

بيان مدرسة كابيتال الدولية حول واقعة فتيات مدرسة التجمع

في رد سريع على حادثة مشاجرة طالبات التجمع الخامس، أصدرت إدارة مدرسة “كابيتال” الدولية بيانًا رسميًا عبر صفحتها على فيسبوك، أعلنت فيه عن قرار فصل الطالبات الثلاث المتورطات في الاعتداء على الطالبة كرما داخل المدرسة.

كما جرى تحويل ملفهن إلى لجنة الحماية المدرسية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

إضافة إلى ذلك، قررت إدارة المدرسة تطبيق عقوبات انضباطية على الطلاب الذين قاموا بتصوير الواقعة أو التفاعل معها بشكل سلبي.

كما أعلنت عن تكثيف برامج التوعية لجميع الطلاب حول سلوكيات العنف وأثرها السلبي، بهدف تعزيز قيم الانضباط والاحترام داخل المجتمع المدرسي.

لا تفوّت قراءة: مصر الأولى عربيا: أقوى 5 جيوش عربية في 2025

ردة فعل أهل الضحية: إهمال المدرسة وغياب التدخل

في تصريح مؤثر، قال أحمد مصطفى، والد الطالبة “كرمة” المجني عليها، إن نجلته تعاني من حالة نفسية سيئة بعد الحادث المؤلم.

وأكد أنه سيلاحق الفتيات المتهمات في الاعتداء باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لضمان محاسبتهن.

كما اتهم والد الطالبة المدرسة بالإهمال التام، مشيرًا إلى أن مشرفي المدرسة لم يتدخلوا لحماية ابنته، رغم وجودهم في المكان أثناء الحادث.

وأضاف أن المدرسة لم تطلب الإسعاف للطالبة المصابة، ولم يقدم أي من العاملين الدعم لها حتى وصوله، إلى جانب تصوير الواقعة من قبل الطلاب دون أن يتم التدخل لفض المشاجرة.

ردود فعل قوية على مشاجرة طالبات مدرسة التجمع: غضب واسع من الجمهور والمشاهير

أثارت مشاجرة الطالبات في مدرسة “كابيتال” الدولية غضبًا واسعًا على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجه العديد من المشاهير والإعلاميين انتقادات حادة لهذه الواقعة.

السيناريست المصري عبد الرحيم كمال علق قائلاً: “ما حدث في مدرسة التجمع عار على التعليم كله في مصر”، معبراً عن استياءه الشديد من الحادث.

أما الفنانة أيتن عامر فقد عبرت عن انزعاجها، وقالت: “اتضايقت من الفيديو اللي بيظهر خناقة البنات مع بعضهم في مدرسة شهيرة، واللي ضايقني أكتر أن البنات زملائهن بيتفرجوا على الخناقة وبيصوروا البنت على الأرض ومكسورة مناخيرها”.

من جانبها، علقت الإعلامية فاتن عبد المعبود على الحادث قائلة: “الواقعة حدثت دون أي تحرك من إدارة المدرسة، والمدارس الحكومية دائمًا ما تلتزم بوجود مشرفي أدوار ومدرسين بين الطلاب. لكن هذه المدرسة الدولية المتساهلة، كما وصفتها، شهدت غيابًا للرقابة”.

وأضافت عبد المعبود: “مثل هذه الحوادث نادرًا ما تحدث في المناطق الشعبية، حيث تلتزم الأسر بالقيم والعادات التي تمنع تطور الخلافات إلى هذا المستوى من العنف والسب”.

وشددت على ضرورة أن “تتحمل المدرسة مسئوليتها عن غياب الرقابة والأمن قبل أن تعاقب الطلاب”.

علق الإعلامي أحمد موسى بانفعال شديد على حادثة مشاجرة الطالبات في مدرسة “كابيتال” الدولية، قائلاً: “واقعة سخيفة وغريبة، ودي بتقولنا إنه هناك كارثة أخلاقية لدى بعض الأسر”.

وأضاف موسى معبراً عن استنكاره: “المدرسة دي من المدارس الدولية الكبيرة والشهيرة، ومش أي حد بيدخلها، وبالتالي لابد أن تكون هناك رقابة مشددة على سلوكيات الطلاب داخل الحرم المدرسي”.

علق العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على حادثة مشاجرة طالبات “مدرسة التجمع” مؤكدين أن المسألة لا تتعلق بالأموال أو الحياة في “الكمبوندات” التي تعكس مستوى اجتماعي مرتفع، بل هي مسألة تربية وسلوكيات شخصية.

وأكدوا أن هذه الواقعة تمثل غياب القيم والأخلاقيات التي يجب أن تُغرس في النشء، بغض النظر عن المستوى الاجتماعي أو التعليمي.

نمو التعليم الدولي والخاص في مصر: أرقام تعكس التحولات السريعة

شهدت مصر ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المدارس الدولية، حيث زادت من 168 مدرسة في عام 2011 إلى 785 مدرسة بحلول عام 2020، وفقًا لتقرير وزارة التربية والتعليم لعام 2021، الذي أشار أيضًا إلى افتتاح 20 مدرسة خاصة جديدة في نفس العام.

وفيما يتعلق بعدد الطلاب، أظهرت التقارير الرسمية أن عدد الملتحقين بالتعليم ما قبل الجامعي في مصر بلغ 22.5 مليون تلميذ في عام 2022، منهم 2.5 مليون طالب في المدارس الخاصة.

واستمر هذا النمو ليصل إجمالي عدد الطلاب في عام 2024 إلى 28.5 مليون تلميذ، وفقًا لبيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

لا تفوّت قراءة: تجارة سرية على فيسبوك: أطفال للبيع في مصر مقابل 3 آلاف جنيه

تعليقات
Loading...