قنابل مضيئة على منزل نتنياهو: أزمة أمنية أم استراتيجية مشابهة لترامب؟
في 22 أكتوبر الماضي، أعلن حزب الله مسؤوليته عن محاول اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 19 أكتوبر، عبر الهجوم على منزله.
الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا حول ما إذا كانت إسرائيل قد تعرضت لاختراق أمني، وهل حياة نتنياهو في خطر؟
وفي تطور جديد، جرى الكشف مؤخرا عن هجوم بقنبلتين ضوئيتين أُطلقا على منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأظهرت التحقيقات أن المسؤول عن الحادثة هو ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي.
لكن السؤال المطروح الآن: هل هذه الحوادث هي جزء من لعبة سياسية تهدف إلى تعزيز موقف نتنياهو، خاصة بعد الهجوم الحاد الذي تعرض له من المعارضة مؤخرا؟
وهل يسعى “نتنياهو” لاستغلال هذه الأحداث على غرار ما فعله الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب، عبر استخدام “لعبة الاغتيال” التي غالبًا ما تكون محط جدل وفشل؟
ورقة الاغتيال لجذب المعارضة في إسرائيل
كلمة “الاختراق” غالبًا ما تُستخدم للإشارة إلى فعل يأتي من الخارج، كما هو الحال مع هجوم “حزب الله” الأخير.
ولكن يبدو أن هناك لعبة سياسية من المحتمل أن يكون النظام الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد دخلا فيها.
اليوم، يطرح العالم سؤالًا بعد إعلان الشرطة الإسرائيلية والشاباك أن نتنياهو وعائلته لم يكونوا في المنزل عندما وقع الحادث.
كما أضافت السلطات أن المشتبه بهم الثلاثة الذين جرى اعتقالهم خضعوا لأمر حظر نشر، مما يمنع الكشف عن هوياتهم لمدة 30 يوما أثناء التحقيق.
اختراق أم لعبة سياسية؟
هل كان هذا اختراقًا أم مجرد لعبة سياسية؟ الحقيقة أن الجميع يدرك أنها لعبة تهدف إلى تحقيق مصالح سياسية، وليست عملية اختراق أمني.
من الواضح أن نتنياهو قد يلعب بهذه الورقة لجذب دعم المعارضة التي تهاجمه باستمرار بسبب المجازر التي تُرتكب تحت قيادته.
المجازر التي يتحمل مسؤوليتها نتنياهو، والتي تضع تل أبيب في حالة حرب مستمرة، تجعل المعارضة توجه اللوم إليه بشكل دائم.
لكن يبدو أن اللعبة السياسية التي يتبعها قد نجحت في تحويل الرأي العام لصالحه مرة أخرى، حيث بدأ الدعم يعود له من جديد.
محاولة اغتيال ترامب: توجيه الرأي العام
تعرض الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب، يوم 13 يوليو، لمحاولة اغتيال أثناء مخاطبته حشدًا من مؤيديه في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا.
هذا الحادث دفع أولئك الذين يعارضون سياسة دونالد ترامب إلى دعمه، مستنكرين ما وصفوه بـ”العنف السياسي”، كما فعل كل من أوباما وبايدن، اللذين يمثلان الجهة المعارضة لسياسات ترامب.
يعد هذا مثالًا على كيفية توجيه الرأي العام لصالح شخص كان سيُرفض لولا حدوث مثل هذه الحوادث.
وهو ما يظهر جلياً في التصريحات داخل إسرائيل لوزير الأمن القومي وزعيم المعارضة.
اليوم مشعل مضيء وغدا ذخيرة حية
من جانبه، صرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي،إيتمار بن غفير، بأن إطلاق المشاعل المضيئة “تجاوز الخط الأحمر”.
وأضاف بن غفير أن “اليوم مشعل مضيء، وغدًا قد تكون ذخيرة حية”.
كما أدان زعيم المعارضة يائير لابيد، ووزير الحرب السابق بيني غانتس الحادث، حيث وصفه غانتس في منشور على حسابه الرسمي في منصة إكس (تويتر سابقًا) بأنه “عمل خطير”.
تظهر هذه التصريحات بوضوح فكرة اللعبة السياسية التي تهدف إلى توجيه الرأي العام نحو اتجاه معين.
حجة لتوسيع نطاق الحرب
يدرك العالم بأسره أن الهدف الرئيسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي هو تمديد الحرب لأطول فترة ممكنة، وذلك لتجنب المحاكمة بتهمة جرائم الحرب.
ويبدو أن الحادث الأخير قد شكل فرصة لتحقيق هذا الهدف.
وأعلن نتنياهو استمراره في الحرب قائلاً: “مستمرون حتى النهاية، لن يردعني شيء، وسننتصر في هذه الحرب”.
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: مخدر اغتصاب الفتيات GHB: ماذا نعرف عن هذه المواد ومحتوياتها؟