في يومها العالمي: إيه هي عمالة الأطفال وازاي نتصدى لها؟
النهارده 12 يونيو، هو اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، وفي اليوم ده هنحاول نناقش أهم التفاصيل التي تحيط بقضية عمالة الأطفال حول العالم وفي عالمنا العربي. خصوصًا مع وجود ازدواجية معايير في القضية دي في عدد من المجتمعات.
يعني إيه عمالة الأطفال؟
عمالة الأطفال تنطبق على الأفراد دون سن الـ18سنة، وهي مشكلة عالمية بتمنع الأطفال من إنهم يوصلوا لنضج عاطفي أو بدني أو تعليمي كافي علشان يقدروا يحققوا إمكانياتهم بالكامل، وبتعرضهم لمخاطر العمل التي لم يصلوا للنضج الكافي لفهمها وتجنبها أو حتى القدرة على تحمل مسؤوليتها.
كمان بتمنعهم العمالة من دخول المدرسة ومن وقت اللعب الضروري لنضجهم النفسي والبدني، وبالتالي تعتبر انتهاك لحقوق الطفل.
ولكن هل كل عمل بيقوم به الأطفال يعتبر “عمالة أطفال”؟، الإجابة لأ. لإن بعض الأطفال ممكن يشاركوا في شغل البيت مع الأهل، أو يعملوا وظايف بسيطة علشان يكسبوا فلوس في إطار تعليمهم المسؤولية وتحضيرهم لحياة البالغين.
وبيقول موقع المنظمة العالمية للعمالة إن عمل الأطفال حاجة كويسة ولازم نشجعها طالما مش بتمنعهم من الذهاب للمدرسة، أو بتسرق حقهم في اللعب أو بتعرضهم لأي خطر.
وبالتالي لو ابنك بيشتغل في محل الآيس كريم الموجود على أول الشارع لمدة تلات أو أربع ساعات في اليوم خلال إجازة الأسبوع أو إجازة الصيف وبيكسب فلوس، دي حاجة كويسة بتعلمه المسؤولية وبتخليه يكتسب مهارات.
عمالة الأطفال حول العالم
على حسب موقع اليونيسيف؛ صعوبة الظروف الاقتصادية وفقر الأسر هي الأسباب الأساسية في انتشار عمالة الأطفال حول العالم، وفي بداية سنة 2020 كان في حوالي 160 مليون طفل بيتعرضوا لعمالة الأطفال.
وجاءت أزمة كورونا في 2021 لتضيف 9 مليون طفل للرقم ده، لتصل نسبة الأطفال الذين يتعرضون لعمالة الأطفال حوالي 10% من أطفال العالم.
أكتر من نصف عدد الأطفال دول بيشتغل في أعمال خطيرة ومرهقة وبتنتهك كرامتهم زيّ الشغل في المناجم أو الزراعة أو الشغل في المصانع، أو أعمال الخدمة والتنظيف.
وبيؤكد موقع اليونيسيف إن عمالة الأطفال ممكن تتحول لشكل من أشكال العبودية وتوصل للاستغلال الجنسي، وغالبًا بيتمنع كل الأطفال اللي بيتعرضوا لها من التعليم، وعدد كبير من الأطفال دول بيشتغلوا في أعمال غير قانونية زيّ تجارة المخدرات.
وفي لبنان، أظهر تقصي موقع العربي ازاي بيتم استغلال الأطفال بعد تفاقم الأزمة الإقتصادية في البلاد، في زراعة الحشيش، بالإضافة إلى تصريف العملات وبيع المحروقات في السوق السوداء.
الأزمة في عالمنا العربي
ووفق تقرير الجامعة العربية، معظم عمالة الأطفال في المنطقة العربية في القطاع الزراعي، ويليه قطاع الخدمات والصناعة، إذ يعمل في القطاع الزراعي أكثر من 70% من اليد العاملة ضمن الفئة العمرية من 5 أعوام إلى 17 عامًا، وتصل نسبتهم في قطاع الصناعة إلى 12% تقريبًا، وفي قطاع الخدمات بنحو 17%.
وبتتركز معظم المشكلة دي في الدول اللي فيها أزمات أو صراعات مسلحة زيّ السودان واليمن ولبنان والعراق، وتعبتر المغرب من أكبر الدول العربية التي تعاني من المشكلة، وفي مصر، بتوصل عمالة الأطفال لحوالي 1.2% من الفئة العمرية من 4 لـ15 سنة، وبتزيد النسبة لـ13.5% ضمن الفئة العمرية من 15 لـ17 سنة.
ازاي نتصدى للأزمة دي؟
زيّ ما وضحنا سابقًا، بتزيد مشكلة عمالة الأطفال في دول العالم التالت بسبب انتشار الفقر والصراعات الداخلية، وعلشان كده لازم تكون التنمية الاقتصادية وحل الأزمات الداخلية ووقف التغير المناخي من أولى خطوات المجتمع الدولي للتصدي للأزمة.
وبيقول موقع اليونيسيف في إطار إيقاف مشكلة عمالة الأطفال إننا لازم نشتغل على توفير الدعم للأطفال في البيئات الهشة، وتوفير حماية اجتماعية كافية.
وكمان زيادة الإنفاق على التعليم الجيد، والتركيز على إدراج كل أطفال العالم في المدارس، ودعم الأسر االفقيرة وتوفير عمل مناسب للبالغين فيها علشان ماتضطرش تدفع بأطفالها لسوق العمل.
كمان العمل على إلغاء التحيز ضد الستات في سوق العمل هيساعد على القضاء على المشكلة، لإنه هيزود عدد البالغين المتوفرين في سوق العمل، وهيساعد في حماية الأطفال من الإناث المعرضين أكتر من غيرهم للاستغلال في سوق العمل بالذات غير القانوني زيّ الدعارة.
والأهم هو دعم البيئات الريفية وتنمية أوضاعها الأقتصادية حول العالم لإن النسبة الأكبر من عمالة الأطفال، 70%، بتكون في الريف.
أما إحنا كأفراد، فمانقدرش نعمل حاجة يكون لها تأثير واضح ومباشر وسريع في حل مشكلة عمالة الأطفال، ولكن تثقيف نفسنا بخصوص الأزمة ونشر الثقافة دي حوالينا هيدفع عدد أكبر من الناس لدعم الجهود الدولية للحد من انتشار عمالة الأطفال.