على حدود مليلة، سجن 14 مهاجر غير شرعي بتهمة اقتحام الحدود
ملايين من البشر بيهاجروا كل يوم ويسيبوا الأراضي اللي عاشوا فيها حياة كاملة وعاشت في داخلهم كأوطان. هجر الوطن مش سهل ولكن الدوافع اللي بتخلي إنسان ياخد قرار زيّ ده بتكون أصعب من القرار نفسه. الحروب والتغيرات المناخية اللي بتهدد حياة البشر النهارده بالفيضانات والجفاف والمجاعات بتدفعهم لإتخاذ قرار صعب بالخروج من الوطن لخطر المجهول وظلوماته.
أفريقيا واحدة من أكتر القارات اللي بتصدر مهاجرين لمختلف دول العالم، وده لإنها واحدة من أكتر القارات اللي بتتعرض لأثار التغيرات المناخية المدمرة، وبتعيش أسوء أنواع الحروب في العالم وأكثرها دموية.
ولإن أوروبا بتمثل الوجهة المفضلة للمهاجرين اللي بيدوروا على الأمان، بيتدافع ألاف منهم كل يوم في محاولة لعبور الحدود الفاصلة بين أفريقيا والقارة الأوروبية. بس مجرد عبور الحدود مش عملية سهلة، وبيخسر فيها الإنسان أحيانًا كل ما يملك، وأحيانًا كرامته، وفي أحيان تانية بيخسر حياته.
ولإن منطقة المليلية الموجودة في شمال الجزائر هي منطقة ذات نفوذ إسباني “جيب اسباني” تفصلها عن الجزائر حدود برية مسورة بسور من الحديد والأسلاك الشائكة، بيستخبى في غابة الجبل القريب من السور ده واللي اسمه “كوركو” ألاف المهاجرين اللي مستنين الفرصة إنهم يتسلقوا الجدار الحديدي الفاصل ويوصلوا للناحية التانية اللي فيها يقدروا يطلبوا اللجوء لإسبانيا، ومنها للقارة الأوروبية بأكلمها.
في شهر يونيو اللي فات تدافع حوالي ألفين من المهاجرين الأفارقة في محاولة لإقتحام صفوف قوات حرس الحدود المغربية وتسلق السور، وبسرعة اتقلبت المحاولة دي لفيلم رعب في مواجهة عنيفة بين مهاجرين يائسين ورجال أمن بيحاولوا يمنعوهم من عبور الحدود. فيلم رعب انتهى بـ 23 قتيل معظمهم من المهاجرين السودانين على حسب بيان الحكومة المغربية.
بعد مقتل عدد كبير من المهاجرين وسجن أخريين تم القبض عليهم مستخبيين في جبل “كوركو”، حكمت المحكمة الابتدائية بالناظور، شمال المغرب بالسجن لمدة 8 شهور في حق 14 من المهاجرين غير الشرعيين اللي تم القبض عليهم على خلفية احداث مليلية في شهر يونيو اللي فات، بتهمة الإنتماء لعصابة إجرامية متخصصة في الهجرة غير الشرعية”.
واتوجه للمهاجرين كمان تهم العصيان وإهانة موظفيين عموميين أثناء قيامهم بعملهم، ووصف محامي الدفاع الخاص بيهم، مبارك بويرك، الحكم الصادر بالقاسي، ووضح إنه هيطالب بالإستئناف. وتساءل الناشط الحقوقي في فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور عمر ناجي: “ليه يتم الحكم على مهاجرين ذنبهم الوحيد إنهم بيطلبوا اللجوء، وكانوا مستخبيين في غابة؟” وأضاف: “ماكانوش بيحاولوا يقتحموا الحدود”.