في العيد الوطني للإمارات: رحلة نجاح على الأرض اخترقت حاجز الفضاء
يحتفل المواطنون والوافدون في دولة الإمارات، في الثاني من ديسمبر من كل عام، بالعيد الوطني للإمارات، ذكرى قيام الاتحاد في العام 1971.
جرى اعتماد شعار لهذا اليوم بـ”روح الاتحاد”، ليكون الشعار الرسمي للاحتفال.
لم تكن الإمارات مستعمرة بريطانية بالمعنى التقليدي، بل كانت تحت الحماية البريطانية في فترة ما قبل الاتحاد.
وفي القرن التاسع عشر، كانت الإمارات السبع جزءًا من منطقة ساحل عمان أو “الإمارات المتصالحة”، وهي مجموعة من الإمارات التي وقعت معاهدات حماية مع بريطانيا للحفاظ على الأمن والنظام في المنطقة.
وهذه الحماية كانت تحمي الإمارات من التهديدات الخارجية، لكنها لم تكن بالضرورة استعمارًا مباشرًا.
أما بالنسبة للإنجازات التي حققتها الإمارات مؤخرًا، فهي متزايدة ومثيرة للإعجاب في العديد من المجالات.
بفضل إنجازات الشيخ زايد وراشد، نالت الإمارات استقلالها وقيام الاتحاد، وسرعان ما عانقت الإمارات السحاب بفضل القيادة الرشيدة بن زايد وبوراشد.
فماذا الذي حدث منذ 1971 حتى الآن؟ وكيف أصبحت حاضنة للموهبين والأثرياء وعمالقة التكنولوجيا؟
أصبحت الإمارات مركزًا عالميًا في التجارة والسياحة، ولها دور بارز في الابتكار والتكنولوجيا، حيث تتمثل ذلك في مشروعات مثل مدينة مصدر للطاقة المستدامة، وتطويرها لمشاريع الفضاء مثل برنامج “مسبار الأمل” الذي وصل إلى المريخ عام 2021.
إلى جانب ذلك، نجحت الإمارات في أن تصبح وجهة جذابة للموهبين والأثرياء من جميع أنحاء العالم بفضل بيئتها الاقتصادية المنفتحة، وتسهيلات الأعمال، واستراتيجياتها المبتكرة لجذب الاستثمارات مثل مناطق “المنطقة الحرة”.
كما أسهمت في تنظيم فعاليات عالمية مثل “إكسبو 2020” في دبي، مما عزز مكانتها على الساحة الدولية وجعلها مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا يرحب بالمواهب والأثرياء من كل أنحاء العالم.
هل كانت الإمارات مستعمرة بريطانية؟
وفقًا للـBBC، شهدت بدايات القرن التاسع عشر مناورات جيوسياسية وتجارية في الخليج.
سعت الإمبراطورية البريطانية للسيطرة على طرق بحرية حيوية.
ومع ذلك، كان أحد العوائق الرئيسية أمام هذا الطموح قبيلة القواسم، التي كانت مقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
من جهة أخرى، يعتقد بعض مواطني الإمارات والمقيمين فيها أن الإمارات كانت مستعمرة بريطانية.
لكن الكاتب الإماراتي سالم حميد أوضح أن الوضع القانوني للإمارات يختلف كثيرًا عن المستعمرات البريطانية.
فالمشيخات كانت في الأصل مستقلة تمامًا. لم تتعرض للاستعمار إطلاقًا منذ تاريخ نشوئها.
علاوة على ذلك، كانت العلاقات مع بريطانيا تتميز بالخصوصية. لم تتدخل بريطانيا في الشؤون الداخلية للإمارات طالما كانت مصالحها التجارية تتجه في الاتجاه الصحيح.
كما أضاف حميد أن بريطانيا كانت تدفع رسومًا سنوية لحكومات الإمارات نظير استخدامها المطارات المحلية.
من جانب آخر، وبحسب القانون الدولي، لم تُصنّف الإمارات أبدًا كمستعمرة.
رحلة نجاح على الأرض اخترقت حاجز الفضاء
قبل اكتشاف النفط في خمسينيات القرن الماضي، كان اقتصاد دولة الإمارات السبع يعتمد بشكل رئيسي على صيد الأسماك واللؤلؤ.
ومع بدء تصدير النفط في عام 1962، بدأت الإمارات في تحقيق تطور اقتصادي كبير.
أصبحت الإمارات مركزًا إقليميًا بارزًا للتجارة والسياحة. كما أصبحت أيضًا مركزًا للابتكار والتطوير في المنطقة العربية.
اليوم، تُعتبر الإمارات وجهة عالمية للراغبين في الاستقرار والاستثمار، مما يبرز أهميتها على الساحة الدولية.
إنجازات الإمارات في الفضاء
في عام 2014، رسمت الإمارات خطواتها الثابتة نحو الفضاء من خلال إنشاء وكالة فضاء بهدف إطلاق مسبار إلى المريخ.
بعد سنوات، انطلق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، والتي استمرت 6 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية.
وخلال هذه المهمة، شارك النيادي في أكثر من 200 تجربة علمية متنوعة، شملت مجالات مثل زراعة النباتات، العلوم الإنسانية، وتقنيات استكشاف الفضاء.
من جهة أخرى، تم استقبال بيانات علمية من مسبار الأمل عن الغلاف الجوي للمريخ يوميًا، تقدر بأكثر من 3.3 تيرابايت، وهي الأولى من نوعها لهذا الكوكب.
كما يُعد مسبار الأمل أول مسبار عربي وإسلامي يُرسل إلى المريخ ويهبط عليه بنجاح.
إلى جانب ذلك، أطلقت الإمارات مشروع الأقمار الاصطناعية الرادارية، الذي يتيح التصوير في الليل والنهار باستخدام تكنولوجيا متقدمة.
الإمارات: الدولة الأكثر سخاءً في العالم
حصلت الإمارات على لقب الدولة الأكثر سخاءً في العالم لمدة عامين متتاليين. فقد ساهمت بما نسبته 1.26% من دخلها القومي الإجمالي في المساعدات التنموية.
تشغيل أول مفاعل نووي في العالم العربي
في عام 2020، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن بدء تشغيل الوحدة الأولى من محطة “براكة” للطاقة النووية السلمية، والتي تُعد الأولى من نوعها في العالم العربي.
تطوير أول قمر اصطناعي محلي
في عام 2018، دشنت الإمارات القمر الاصطناعي “خليفة سات”، وهو أول قمر اصطناعي يجرى تطويره على يد مهندسين وفنيين إماراتيين داخل مختبرات تقنيات الفضاء.
انتخابات برلمانية
شهد عام 2023 إجراء أول انتخابات برلمانية في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهي الخامسة في تاريخ الإمارات.
استحداث منصب وزير السعادة
في عام 2016، عينت عهود بنت خلفان الرومي كأول وزيرة للسعادة وجودة الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليكون هذا المنصب أول منصب وزاري من نوعه على مستوى العالم.
إطلاق استراتيجية الذكاء الاصطناعي
في عام 2017، أطلقت الإمارات أول استراتيجية للذكاء الاصطناعي في العالم، بهدف جعل الدولة الأولى في مجال استثمارات الذكاء الاصطناعي.
أول محطة لتوليد الطاقة من النفايات
في عام 2022، أكملت الإمارات بناء أول محطة في الدولة لتحويل النفايات إلى طاقة، مما يمثل إضافة هامة لقطاع الطاقة النظيفة.
أقوى جواز سفر في العالم
تصدر جواز السفر الإماراتي قائمة أقوى جوازات السفر العالمية، حيث يتيح لحامليه دخول 180 دولة. من بين هذه الدول، 121 دولة يمكن دخولها بدون تأشيرة مسبقة، و59 دولة بتأشيرة إلكترونية.
المراتب الأولى في مؤشرات السعادة وجذب الأثرياء والمستثمرين
احتلت الإمارات المراتب الأولى في مؤشرات السعادة والأمان ورضا المواطنين والمقيمين عن الخدمات الحكومية، وفقًا للنتائج الرسمية الصادرة عن جهات ومؤسسات عالمية.
وفي عام 2017، احتلت الإمارات المرتبة الثالثة عالميًا بين الدول الأكثر جذبًا للأثرياء، حيث اجتذبت 5000 من الأثرياء المعروفين في مجال الاستثمار العالمي، وفقًا لـ”قمة الثروة العربية 2018″.
وبحسب قائمة هورون، يوجد في دبي 24 مليارديرًا، ويُعزى هذا إلى التغييرات في نظام تملك الأجانب للشركات، التي تتيح للمستثمرين العالميين تملك الشركات بنسبة 100%.
الإمارات مرشحة لتصدر قائمة دول العالم الأكثر جذباً للأثرياء خلال العام الحالي، إذ من المتوقع أن تستقطب 6700 مليونير في 2024، بحسب بيانات “هينلي آند بارتنرز”.
كما توفر الإمارات تأشيرات إقامة تصل إلى 10 سنوات للمستثمرين وأسرهم، بالإضافة إلى تأشيرات إقامة لمدة 10 أعوام للكفاءات التخصصية في المجالات الطبية والعلمية والبحثية والتقنية.
وتساهم البنية التحتية المتطورة والتشريعات والقوانين الناظمة للأنشطة الاستثمارية، بالإضافة إلى التسهيلات المقدمة للشركات الناشئة، في جذب المزيد من الاستثمارات إلى الدولة.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: حقول الغاز المصرية الجديدة: كيف تغير خريطة الاستيراد والتصدير؟