شجرة الكريسماس.. كيف أهداها المصري القديم للعالم؟
مع اقتراب أعياد الميلاد المجيدة، يتجدد الجدال الدائر كل عام، حول أصل ظهور شجرة الكريسماس، التي تعتبرا طقسا أصيلا في الاحتفالات بأعياد الميلاد، وعلاقتها بالمصريين القدماء.
ترتبط شجرة الكريسماس شديدة الخضار، بالاحتفال بأعياد الميلاد كل عام، ويتم تزيين البيوت والشركات والمقاهي والمولات بها، احتفالًا بهذه المناسبة، والشجرة هي من نوع الشجرة الصنوبرية والتي منها شجر السرو وهي من الأنواع المخروطية.
شجرة الكريسماس عند المصريون القدماء
ذكرت عدة مصادر تاريخية، أن أول شجرة ذكرت في التاريخ المصري تم ذكرها في أسطورة إيزيس وأوزوريس الشهيرة، حيث إن الإله ست عندما قام بقتل أخيه الإله أوزوريس قام ست بإلقاء تابوته في المياه حتي وصل إلى منطقة جبيل بلبنان، وفي مكان التابوت بدأت تنبت شجرة بلوط كانت غريبة من نوعها في تلك المنطقة.
وعندما علمت الإلهة إيزيس زوجة أوزوريس بمكان تابوت زوجها وقصة الشجرة، قامت بالسفر إلى هناك، لكنها وجدت أن ملكة جبيل قامت بتقطيع الشجرة وتزيين قصرها بها، وعلمت إيزيس أن للملكة طفل مريض فعرضت أن تشفيه مقابل الحصول على الشجرة، وهو ما تحقق بالفعل.
بعدها عادت إيزيس إلى مصر وقامت بتجميع قطع الشجرة وقامت بإحياء زوجها مرة أخرى وإعادته إلى الحياة لتنجب منه ابنهما حورس، ومنذ ذلك اليوم يحتفل المصريين القدماء بعيد الميلاد وهو عودة الحياة إلى أوزوريس، بإحضار الأشجار وتزيينها في أول كل عام، وهو شهر توت أول شهور السنة الفرعونية، والذي يعادل شهر سبتمبر في السنة الميلادية.
تزيين شجرة الكريسماس
حرص المصريون القدماء على تزيين شجرة عيد الميلاد، بألوان عديدة أهمها اللون الأحمر، كما كانوا يعلقون آمالهم وأحلامهم ويعلقونها على الشجرة، حيث كانوا يقومون بكتابة أمنياتهم للعام الجديد ليحققها لهم الإله وذلك على قطع من أوراق البردي وأحيانا أخرى على شقافات من بقايا الفخار المتبقي من الأواني الفخارية.
سر شجرة الكريسماس على جدران المعابد
رسم الفراعنة، على جدران المعابد، نقوشا لشجرة الكريسماس، وهى تنمو فى مدينة هيليوبوليس، وكان يطلق عليها اسم “أيشد” وكان يكتب على أوراقها أسماء الملوك الحاكمين.
وتظهر النقوش التي وجدت منحوتة على جدران معبد الملك رمسيس الثالث بمدنية هابو أنه في اليوم الخامس عشر من منتصف شهر “كياك” من السنة الفرعونية من فصل الفيضان، كان المصريون القدماء يحرصون على إقامة الاحتفالات بالإله أوزوريس حيث كانوا يحضرون الأشجار الشديدة الخضار ووضعها أمام معبده والقيام بتزيينها، ويحضر الاحتفال عامة الشعب.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت مظاهر الاحتفال عند قدماء المصريين بعيد الميلاد بالاحتفال بشجرة الحياة التي يختارونها من الأشجار الدائمة الخضرة رمزا للحياة المتجددة، وانتقلت هذه العادة من مصر إلى سوريا ومنها إلى العراق، ثم عبرت البحر الأبيض لتظهر في أعياد الرومان، ثم تعود مرة أخرى لتظهر في الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح وشجرة الكريسماس وهى الشجرة التي تحتفظ بخضرتها طول العام مثل شجر السرو، وشجر الصنوبر، وهكذا أهدى المصرى القديم شجرة الميلاد للعالم أجمع.