من حوالي أكتر من 10 سنين بدأت فكرة مسلسلات السيت كوم تنتشر في مصر. وده بعد ما انتشرت برا مصر من فترة وحققت نجاح كبير. وناس كتير خصوصًا الشباب كانت بتقبل عليها باعتبارها خفيفة وظريفة وأحداثها كوميدية ومفيش فيها تطويل أو مط ودمها خفيف. ووقتها لا يتعدى النص ساعة غير المسلسلات اللي بتقعد 30 حلقة وأحداثها بتبقى طويلة وممكن المُشاهد يمل أو يزهق منها.
ذكرياتنا مع السيت كوم المصري
وفي خلال العشر سنين اللي فاتوا شوفنا مجموعة من مسلسلات السيت كوم اللي حققت نجاح كبير. واتعمل منها جزء واتنين وتلاتة وتمانية كمان! منهم مسلسل راجل وست ستات اللي اتعمل منه حوالي 8 أجزاء. ويعتبر من أنجح المسلسلات اللي اتعملت في الفترة دي. والناس ارتبطت بشخصياتهم زيّ شخصية عادل ورمزي ابن عمه اللي الناس كلها حبت شخصيته وكان من أهم عناصر العمل. ومين يقدر ينسى مشاكل إنعام ومجيدة ونساء ونجلاء اليومية بحكم قعدتهم في بيت واحد!
ومسلسل تامر وشوقية اللي طلع موهبة الكوميدية اللي كانت مستخبية عند مي كساب وأحمد الفيشاوي. وكان ظهور مميز وبداية انطلاقة لأحمد مكي ونضال الشافعي في الكوميديا كمان.
وسيت كوم تاني زيّ “الباب في الباب” بطولة شريف سلامة وكارولين خليل. و”أحمد اتجوز منى” بطولة أحمد فلوكس وإنجي المقدم، وكان بيناقش مشاكل الناس اللي لسه متجوزين من خلال اسكتشات مختلفة في الحلقة. ومسلسل “شباب أونلاين” اللي من أوائل المسلسلات اللي بدأت القصة دي في مصر.
ليه مفيش مسلسلات سيت كوم بتتعمل دلوقتي على الساحة الفنية؟
اختلف أراء النقاد حولين الموضوع ده. وفي ناس قالت إن السوق أو الجمهور حصل له حالة تشبع من النوعية دي من الأعمال الفنية. لإن جيه في وقت واتعمل أكتر من 20 مسلسل ورا بعض فممكن الناس تكون زهقت. وفي رأي تاني بيقول إنه بالرغم إن النوعية دي من الأعمال مش بتبقى مكلفة ماديًا أو من ناحية الإنتاج، لإن الممثليين بيبقى عددهم قليل والأماكن اللي بيتصور فيها بتبقى محدودة جدًا وغالبًا بيبقى معظمها في استديوهات .
بس برغم كل ده، ففي الغالب العائد المادي اللي بيحصله صناع العمل والمنتجين قليل. وإن في الغالب كبار النجوم بيتجنبوا النوع ده لإن من وجهة نظرهم إن الأعمال دي بتتنسي من ذاكرة الأعمال. ومش زيّ المسلسلات اللي عايشة بقالها سنين!
النوعية دي من المسلسلات كانت بتناقش قضايا ومشاكل حياتية بسيطة ويومية من غير تعقيد. مواضيع بعيدة عن الدراما والأكشن والعنف اللي متعودين نشوفه طول الوقت في المسلسلات. نتمنى إنها ترجع تاني. لإنه في أغلب الأوقات بيتم عرض مسلسلات بيناقشوا مواضيع دسمة وشائكة. خصوصًا في السنوات الأخيرة واللي كانت مهمة طبعًا وبتناقش قضايا كبيرة وكان لازم يتم مناقشتها. ولكن ساعات الناس بتبقى عايزة تتفرج على حاجة خفيفة زيّ السنين اللي قبل كده. كان ييبقى الغالب المواضيع خفيفة زيّ الفوازير والكاميرا الخفية. نتمنى إن النوعية دي من الأعمال الفنية ترجع تاني وبقوة وتناقش مواضيع جديدة ومختلفة ولذيذة تروق علينا!