تظل حكاية أغنية يا بنت السلطان للفنان أحمد عدوية، أيقونة خالدة في كوكبة الأغاني المصرية الأصيلة، لذلك رسمت ملامح جديدة في حقبة السبعينيات.
كما أن الأغنية تجاوزت حدود الطرب التقليدي، فقدمت إيقاعاً جريئاً وحيوية شعبية غير مسبوقة.
وأطلقت هذه التحفة الفنية عام 1969، لكي تؤسس لظاهرة عدوية الثورية الجديدة، بالتالي استقرت بعمق في الوجدان الشعبي المصري حينها.
لذلك، يمكنك الغوص في أدق التفاصيل حول ميلادها، وكواليسها السرية والمثيرة، فهل تعرف من هي بنت السلطان المقصودة بالكلمات تحديداً؟.
لا تفوت قراءة: استوحي أناقتك من 5 إطلالات مذهلة لريما بنت بندر أمير الأناقة السعودية
حكاية أغنية يا بنت السلطان.. حلاق عدوية يطلق الألحان
كان كاتب وملحن الأغنية هو حسن أبوعتمان، الذي عمل حلاقاً لعدوية، كما اكتشف عدوية موهبته الفذة بالصدفة وسجلها.
وحينها سمع أبوعتمان كلماته بالصدفة، فقد غنى عدوية الأغنية بأسلوبه الخاص، وعليه كانت هذه الأغنية بداية تعاونهما الفني الخصب والمثمر.
الأغنية التي صدرت عام 1969، كانت بوابة انطلاق قوية لعدوية، لذلك، أصر حينها على تقديم الكلمات والألحان بشكلهما الشعبي الخام.
“حسن أبو عتمان دا حبيب عمري وصديقي وكان بيعملي شعري وكان عسل، عرفته من المحلة”
أحمد عدوية
لا تفوت قراءة: كيف بدأت حكاية الراب في مصر؟ من مكي والفيشاوي إلى جيل ويجز وبابلو
حكاية أغنية خلف الروايات .. من هي “بنت السلطان”؟
لذا تفسر روايات الأغنية كرسالة واضحة تنتقد الطبقات الاجتماعية العليا، كما أنها تعبر بشكل مؤثر عن معاناة الطبقات الشعبية بتلك الفترة.
وبالفعل انتشرت رواية تفيد بأن الأغنية موجهة لبنات الأسر الحاكمة بدول الخليج تحديداً، وقد اعتبرت هذه محاولة جريئة للتعدي على الأرستقراطية.
وعلى النقيض، نفى عدوية تحديد شخص معين، مؤكداً أنه قصد “بنت الأمير وبنت الغفير”، وعليه أرادها أغنية عامة للجميع.
فضلاً عن ذلك، ذكرت زوجته نوسة أن الأغنية لا علاقة لها بحياته العاطفية، بل كانت تعبيراً عن أمنيتهم بأن يرزقهما الله بطفل صغير.
لا تفوت قراءة: 7 ريمكسات Deep House تعيدك إلى أجواء التسعينيات بروح عصرية
أحمد عدوية وثورة الأغنية الشعبية في السبعينيات

نتيجة لذلك، ظاهرة عدوية جاءت كمتنفس اجتماعي للخروج من الهزيمة بعد 67، حيث وفر عدوية الفرح والحيوية التي افتقدتها الساحة الفنية.
بناء عليه، أدخل أنماطاً جديدة من الغناء الشعبي بكلمات جريئة وألحان قريبة، كما مزج بين الإيقاعات الشعبية والإحساس العميق.
كما واجه اتهامات حينها بـ”هزالة” الكلمات واللحن من النخبة، ما كان نتاجاً مباشراً لمحاولته الصارخة للتعدي على الذوق التقليدي.
وبذلك، أصبح عدوية الأب الروحي الفعلي لجيل كامل من مطربي الغناء الشعبي، فإرثه ممتد إلى فنانين كبار مثل حكيم وعبد الباسط حمودة.
لا تفوت قراءة: عزة فهمي.. 3 جنيهات صنعت أسطورة في عالم المجوهرات وزينت مشاهير العالم
الأغنية والقدر.. الجدل الممتد والأسطورة الفنية
لأجل ذلك، وضعت أغنية “يا بنت السلطان” عدوية في مواجهة رمزية مع النخبة الحاكمة، وبالتالي أصبح هذا الإطار مرتبطاً بحادثة الثمانينيات الغامضة اللاحقة.
كما تعرض عدوية بأواخر الثمانينيات لحادث غامض نجا فيه بأعجوبة، وأثر على حياته وقدرته الفنية لفترة طويلة.
وعليه ربطت الروايات المنتشرة الحادث بالأغنية وقضية “بنت السلطان” المعقدة، وقيل إن الأمر يتعلق بحب أميرة وغضب أحد الأمراء عليه.
لذلك، سواء صحت تلك الرواية أم لم تصح، فإن الأغنية والحادث أصبحا جزءاً من أسطورته، وقد زادت هذه الأحداث من جاذبيته كفنان شعبي.

