حرب العملات ومستقبل الدولار في الشرق الأوسط والعالم
الحرب الاقتصادية ما وقفتش من أول ما انطلقت الحرب الروسية الأوكرانية، ووقف ضدها أمريكا والغرب، وهو اللي أدى لعقوبات اقتصادية قاسية على موسكو، اللي حاولت بالتالي الإفلات منها بطرقها الخاصة، ومن هنا جه التوسع الروسي لاعتماد الروبل وسيلة سهلة لتمكين الروس، وده بعد قرارات الاتحاد الأوروبي وواشنطن بإيقاف عمل البطاقة الإتمانية ماستر كارد وفيزا وغيرها كجزء من العقوبات المفروضة على موسكو.
الروبل بدل الدولار
مثلًا، من كام يوم اعتبر وزير التجارة والصناعة الروسي، دينيس مانتوروف، إن حجم التجارة بين مصر وروسيا يجعل من الممكن اعتماد الجنيه المصري والروبل الروسي في التعاملات التجارية بين البلدين، كلام مانتوروف كان على هامش منتدى بطرسبرج الاقتصادي الدولي، وهو نفس القرار اللي شمل اعتماد الدفع مقابل الخدمات بالروبل بواسطة بطاقة مير أو سحب النقود، وبطاقة مير هي بطاقة مصرفية روسية بتشتغل عن طريق منظومة دفع وطنية روسية من سنة 2015 بدل فيزا وماستركارد.
موسكو.. من الدفاع للهجوم
في شهر أبريل اللي فات طلع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرار بيلزم “الدول غير الصديقة” تحديدًا بتحويل مدفوعات إمدادات الغاز الروسي للعملة المحلية اللي هي الروبل، وده كان يعتبر رد اقتصادي على العقوبات من روسيا لرفع قيمة عملتها، إلا إن القرار ده امتد للدول الصديقة والمحايدة في وقت بيعاني فيه الاقتصاد الروسي بسبب الحرب.
الهجوم جاب نتيجة
في مايو اللي فات نشرت رويترز تقرير قالت فيه إن ارتفاع الروبل الروسي قدام الدولار حقق نتيجة هايلة وأرتفع مش بس قدام الدولار كمان قدام اليورو، وده بعد ما قام مشتري الغاز في أوروبا بتلبية طلب موسكو للدفع بالعملة الروسية، وبقى الروبل أدائه أحسن على الرغم من الأزمة الاقتصادية الحادة.
الروبل بين مصر والسعودية
شهر ٥ اللي فات قال وزير الزراعة الروسي، دميتري باتروشيف، إن بلاده هتناقش مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إمكانية التحول للروبل في التسويات التجارية المرتبطة بمناقصات، وفعلًا قال إن المباحثات بخصوص التحول للروبل تم مع السعودية ومصر بس ما وصلوش لنتيجة حاسمة.
وحاليًا قفز الروبل لأعلى مستوياته في سبع سنين قدام الدولار واليورو في بورصة موسكو، الروبل بقى من العملات الأحسن من ناحية الأداء في العالم السنة دي، بحسب تقرير جديد لصحيفة الشرق الأوسط، وده بسبب ارتفاع إيرادات روسيا من صادرات السلع وتحويل إيراداتها من الدولار واليورو للروبل.
حرب العملات ومستقبل الدولار
الدولار بلا منازع هو العملة الدولية المهيمنة ل٧٧ سنة تقريبًا، الكاتب عثمان ميرغني بيقول إن هيمنة الدولار بقت محل نقاش من سنوات بسبب التحولات في موازين القوة الاقتصادية وبروز الصين كمنافس قوي للولايات المتحدة، ده غير التحولات التقنية اللي سهلت التعاملات المالية الرقمية، وصعود العملات المشفرة، بالإضافة للتوترات الجيوسياسية اللي خلت بعض الدول تدور علي بدايل للدولار الأميركي.
وهنا رجع النقاش حوالين الموضوع للنقاش عن الحرب الأوكرانية والعقوبات اللي فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية على روسيا، وده اللي خلاها تحاول ترد بتحويل إيرادتها من الدولار للروبل.
من الأخر، مستقبل وهيمنة الدولار محل نقاش مش محسوم والجدل حوالين مستقبل النظام النقدي الدولي مش هيقف، خصوصًا مع الصراع على النفوذ الدولي اللي داير دلوقتي، والهجمة المتوقعة على الدولار في عصر العملات الرقمية جاي كده كده، كمان في تحركات متزايدة بين عدد من الدول، زيّ روسيا والصين والهند، اللي بتسعى إنها تخلص معاملاتها التجارية المشتركة بالروبل واليوان والروبية.. والسؤال اللي أهم من وضع الدولار دلوقتي أو في المستقبل هو ازاي هترد أميركا على التحدي ده؟
الخطر من الصين مش من روسيا
الجزء ده من المقال هو خلاصة الخطر على أمريكا والدولار فعلًا، الخطر ده كلمنا عنه الخبير والصحفي الاقتصادي في فوربس الشرق الأوسط، عبدالعزيز المصري، اللي قال لنا إن الصين وعملتها اليوان هي الخطر الحقيقي على الدولار لو قررت تحصل إيراداتها من الصادرات باليوان الصيني وساعتها فعلًا هيتأثر الدولار، وده بالنظر لحجم صادرات الصين للعالم ولأمريكا نفسها، وهي الصادرات اللي بتتراوح ما بين ٣٠ ل ٤٠ ٪ من المنتجات اللي بتصدرها الصين للعالم.
المصري قال كمان إن صحيح قرار روسيا تحصيل واردتها بالروبل كان مهم ليها ورفع سعره، إلا إنه مش بيأثر على الدولار وقوته.