الرئيس العسكري يحكم لبنان: من هو جوزيف عون رئيس لبنان الرابع عشر؟
بعد أكثر من عامين من الجمود السياسي في لبنان، أعلن البرلمان اللبناني انتخاب قائد الجيش الحالي، جوزيف عون، رئيسًا للجمهورية، خلفًا للعماد ميشال عون الذي انتهت ولايته في 30 أكتوبر 2022.
وجاء هذا التوافق السياسي بعد ضغوطات داخلية وخارجية بهدف سد الفراغ الرئاسي في البلاد.
وحصل جوزيف عون على 99 صوتًا في الدورة الثانية للتصويت خلال جلسة عقدها مجلس النواب، بحضور 128 نائبًا.
جوزيف عون أصبح الرئيس الرابع للبنان الذي ينتقل من منصب قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية، ويمثل رمزًا جديدًا للقيادة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
ومع التحديات السياسية والاقتصادية في لبنان، تتجه الأنظار إلى الرئيس الجديد ليقود البلاد إلى بر الأمان في مرحلة مليئة بالضغوط الداخلية والخارجية.
جوزيف عون: قائد الجيش الذي أصبح رئيسًا
ينحدر جوزيف عون من الطائفة المسيحية في لبنان، وهي الطائفة التي يشترط العرف اللبناني أن ينتمي إليها رئيس الجمهورية.
وُلد جوزاف عون في منطقة سن الفيل شرق بيروت عام 1964 وهو من بلدة العيشية في جنوب لبنان.
وحصل على إجازة في العلوم السياسية ودراسة في الأكاديمية العسكرية، حيث تخرج عام 1985 برتبة ملازم.
وبعد مسيرة طويلة في الجيش اللبناني، وصل عون إلى رتبة عماد في عام 2017 ليشغل منصب قائد الجيش، الذي قاده بنجاح في معركة ضد داعش في 2017.
التحديات الاقتصادية والسياسية تحت قيادته
خلال فترة قيادته للجيش اللبناني، شهد لبنان العديد من التحديات السياسية والاقتصادية، بما في ذلك احتجاجات 2019 بسبب الأزمة الاقتصادية.
وعلى الرغم من الأزمات، نجح عون في الحفاظ على استقرار الجيش اللبناني عبر الاعتماد على المساعدات الدولية من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر، في وقت كانت فيه قيمة العملة الوطنية تتدهور بشكل غير مسبوق.
أظهر عون كفاءة عسكرية خلال قيادته للجيش، ولكنه أمامه تحديات كثيرة سيواجهها في الفترة المقبلة، مثل تدهور الليرة اللبنانية وأزمة الودائع المصرية.
وعلاوة على ذلك، إدارة التناقضات الداخلية بين الأطراف السياسية المتصارعة، إضافة إلى إعادة بناء الدولة وتحقيق إصلاحات جذرية.
الإنجازات البارزة للعماد جوزيف عون كقائد للجيش اللبناني
خلال قيادته للجيش اللبناني، واجه العماد جوزيف عون العديد من التحديات الكبرى، ونجح في تحقيق عدة إنجازات بارزة ساهمت في تعزيز استقرار لبنان وأمنه:
مكافحة الإرهاب: قاد الجيش اللبناني معارك حاسمة ضد الجماعات الإرهابية في مناطق حساسة مثل جرود رأس بعلبك والقاع في عام 2017، حيث تمكن من تطهير المنطقة من تنظيم “داعش”، محققًا نصرًا هامًا في مكافحة الإرهاب على الحدود الشرقية.
حماية الاستقرار الداخلي: خلال فترات التوتر السياسي والاجتماعي، أظهر العماد عون قدرة الجيش اللبناني على الحفاظ على الأمن الداخلي وحمايته من التفجرات المحتملة، مؤكدًا الدور المحوري للمؤسسة العسكرية في الاستقرار الوطني.
تعزيز الشفافية في المؤسسة العسكرية: اهتم العماد عون بتحسين سمعة الجيش اللبناني داخليًا، حيث عمل على مكافحة الفساد وتعزيز الكفاءة الإدارية، مما ساهم في تعزيز الثقة بين الجيش والمواطنين.
التعاون الدولي: حرص العماد عون على تطوير علاقات الجيش اللبناني مع الدول المانحة، مثل الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، مما ساعد في تأمين الدعم اللوجستي والعسكري لتعزيز قدرات الجيش اللبناني على أداء مهامه بكفاءة أعلى.
جوزيف عون: رجل المرحلة المقبلة
مع انتخابه رئيسًا للجمهورية، يُعول المجتمع الدولي على جوزيف عون لقيادة لبنان خلال هذه المرحلة الحساسة.
ويعتبر الكثيرون أن دوره في استقرار الوضع الأمني في الجنوب اللبناني ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله كان أحد العوامل التي عززت فرصه في الوصول إلى رئاسة الجمهورية.
ويتوقع أن يُحدث عون تحولًا سياسيًا في لبنان في إطار مساعي إنهاء الأزمة السياسية والاقتصادية المستمرة في البلاد.
مأزق دستوري يواجه جوزيف عون لتولي رئاسة لبنان
على الرغم من التوافق السياسي الذي شهدته جلسة انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية، إلا أن أمامه تحديًا دستوريًا يتطلب تعديلًا قانونيًا قبل توليه المنصب بشكل رسمي.
ينص الدستور اللبناني على أن موظفي الفئة الأولى، مثل قائد الجيش، لا يمكن انتخابهم رئيسًا إلا بعد مرور عامين على استقالتهم أو إحالتهم إلى التقاعد.
لذلك، يتطلب الأمر تعديلًا دستوريًا لتجاوز هذا الشرط القانوني، مما قد يستغرق وقتًا ويتطلب توافقًا بين القوى السياسية اللبنانية.
هذه الخطوة ستكون أساسية لضمان انتقال سلس وسريع للسلطة في لبنان الذي يعاني من فراغ رئاسي منذ أكثر من عامين.
لا تفوّت قراءة: لبنان بلا رئيس منذ 27 شهرا: كيف ينتخب الرئيس في الجمهورية اللبنانية؟
جوزيف عون يرسم ملامح رئاسة لبنان: رسائل سياسية واقتصادية
بعد انتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية، قدم العماد جوزيف عون مجموعة من الرسائل السياسية والاقتصادية:
أتعهد بمنع توطين الأخوة الفلسطينيين في لبنان
وأضاف: “أننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً (مع إسرائيل) وترسيمها شرقاً وشمالاً (مع سوريا) ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان”
سنعمل على معالجة القضايا العالقة في سوريا بما يشمل موضوعي الحدود والنازحين
وشدد على أنه “إذا أردنا أن نبني وطناً فأنه علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القانون والقضاء”.
وأكد أن “التدخل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال”.
عهدي ألا أتهاون في ما يتعلق بأموال المودعين
وتابع: “متمسكون بالاقتصاد الحر ونحتاج إلى مصارف لا يكون الحاكم فيها إلا القانون ولن أتهاون في حماية أموال المودعين”.
وتعهد أن يدفع مع الحكومة المقبلة لتطوير قوانين الانتخابات وسأعمل على إقرار مشروع قانون اللامركزية الإدارية الموسعة”
عهدي أن أقيم أفضل العلاقات مع الدول العربية انطلاقا من انتماء لبنان العربي
وفق الدستور اللبناني.. ما هي صلاحيات رئيس الجمهورية؟
- الدعوة لاجتماعات استثنائية للبرلمان و تأجيل الانعقاد والحلّ بالتشاور مع الحكومة
- تعيين رئيس حكومة وإصدار مرسوم تشكيل الحكومة وقبول استقالة أو إقالة الوزراء
- الحق بدعوة الحكومة لاجتماع استثنائي وإحالة مشاريع القوانين إلى البرلمان
- يحق للرئيس إصدار القوانين وإعادة النظر بها مع الحكومة واقتراح مشاريع لتعديل الدستور بالتعاون مع الحكومة
- في الحالات الاستثنائية.. فتح اعتمادات لحالات الطوارئ ودعوة البرلمان لمتابعة الموازنة إذا تأخر البت فيها
- اعتماد وقبول سفراء الدول والتفاوض على المعاهدات الدولية