جورج إبراهيم عبدالله: ماذا نعرف عن أقدم سجين لبناني في فرنسا؟

جورج إبراهيم عبدالله، أقدم سجين لبناني في السجون الفرنسية، هو شخصٌ مثير للجدل جرى احتجازه في السجون الفرنسية منذ أكثر من أربعين عامًا.

ما التهم الجنائية؟

أدانت المحكمة جورج إبراهيم عبد الله عام 1987 بتهمة التورط في اغتيال دبلوماسيين أمريكيين وفرنسيين في لبنان خلال الثمانينيات.

وكان يعتقد أنه ينتمي إلى مجموعة “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة”.

ورغم مضي هذه السنوات الطويلة، ظلت قضيته محط اهتمام واسع في لبنان وفي الأوساط السياسية الدولية.

في الآونة الأخيرة، أثيرت قضية جورج عبدالله مرة أخرى بعد أن وافقت المحكمة الفرنسية على طلبه للإفراج المشروط عنه للمرة الحادية عشرة.

ورغم رفض العديد من الطلبات السابقة، فإن هذا القرار يعدّ نقطة تحوّل في مسار قضية جورج إبراهيم عبدالله.

وقد أثار هذا القرار تفاعلات مختلفة بين مؤيدين يطالبون بالإفراج عنه ويرونه ضحية للمواقف السياسية، وبين معارضين يرون أن الإفراج عنه يشكل تهديدًا للعدالة ويمثل مكافأة على ارتكاب أعمال عنف.

في حين أن الحكومة الفرنسية لم تُعقب بشكل رسمي على قرار المحكمة، إلا أن الموقف الرسمي اللبناني كان يشدد على مطالبته بالإفراج عن عبدالله بناءً على اعتبارات إنسانية بعد فترة طويلة من العقوبة، مع التذكير بأن المحكمة قد وافقت على الإفراج المشروط.

المناضل اللبناني جورج عبدالله في السجون الفرنسية.

ماذا جاء في قرار المحكمة؟

أعلنت النيابة العامة أن محكمة تنفيذ الأحكام قررت بالإجماع الموافقة على الإفراج المشروط عن جورج إبراهيم عبد الله، اعتبارًا من 6 ديسمبر المقبل، بشرط مغادرته الأراضي الفرنسية وعدم عودته إليها في المستقبل.

وفي المقابل، أكدت النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا عزمها استئناف هذا القرار.

وفي تعليق على القرار، قال وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى في بيان: “إن قرار القضاء الفرنسي بالإفراج عن المناضل جورج عبد الله يمثل انتصارًا لمفاهيم العدالة وإدانة صريحة لمواقف الإذعان السابقة أمام الضغوط الصهيونية”.

جورج عبداللة وقت إحضارة لإحدى جلسات المحاكمة عن: الجزيرة

من هو أقدم لبناني في السجون الفرنسية؟

جورج إبراهيم عبد الله، مناضل لبناني وُلد عام 1950 في قرية القبيات بمحافظة عكار شمال لبنان، لعائلة مسيحية مارونية.

برز اهتمامه بالقضايا القومية العربية وحقوق الشعب الفلسطيني خلال السبعينيات، مما دفعه إلى الانضمام إلى الحركة الوطنية اللبنانية في سن الخامسة عشرة.

في مطلع الثمانينيات، انخرط عبد الله في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذات التوجه اليساري.

وشارك جورج إبراهيم عبدالله في تأسيس “الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية” مع مجموعة من المناضلين.

تبنت هذه الحركة خمس هجمات في أوروبا بين عامي 1981 و1982 دعمًا للقضية الفلسطينية.

ونُسبت إليها عمليات اغتيال بارزة، منها مقتل تشارلز راي، نائب الملحق العسكري بالسفارة الأميركية في فرنسا.

وأيضا تهمة اغتيال يعقوب بارسيمانتوف، المستشار الثاني بالسفارة الإسرائيلية في باريس.

أنا مقاتل وليس مجرمًا

حُوكم جورج إبراهيم عبد الله في فرنسا عام 1987، وأدين بالتورط في اغتيال دبلوماسيين، ليُحكم عليه بالسجن المؤبد.

خلال محاكمته، صرح قائلاً: “أنا مقاتل ولست مجرمًا.. المسار الذي اخترته فرضته الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في فلسطين”.

على مدار السنوات، أطلق مؤيدوه حملات للمطالبة بالإفراج عنه.

ومنذ عام 1999، وافقت المحاكم الفرنسية عدة مرات على إطلاق سراحه، لكن وزارة الداخلية الفرنسية كانت ترفض تنفيذ هذه القرارات.

بمرور الوقت، تحول جورج عبد الله إلى رمز للنضال، وينال اليوم حريته بشروط، ليطأ أخيرًا أرض الحرية بعد سنوات من الكفاح.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: مكان يملكه الجميع ولا يملكه أحد: قصص مباني تمتلكها دول أجنبية في القدس

تعليقات
Loading...