يوم 1 مارس قبضت الشرطة المصرية في الجيزة على بواب وسائق توكتوك، بعد ما اعتدوا على طالبة في كلية الصيدلة، في جامعة السادس من أكتوبر، وهتكوا عرضها وسببوا لها إصابات في مناطق مختلفة من جسمها.
ووضحت التحقيقات إنه خلال رجوع الطالبة من كليتها للعمارة اللي ساكنة فيها، قابلها البواب، وابتزها بإنه هيوصل أخبار لأهلها بإنها على علاقة مع شاب لو ماعملتش اللي هو عايزه. وتبين خلال التحريات، إن البواب استدرج الطالبة لسطح العمارة وقام بهتك عرضها وبعدها اتصل بصديقه سائق توكتوك علشان يشاركه في الجريمة.
البواب: عين المجتمع التي لا تنام
كمواطن مصري أكيد أنت عارف يعني إيه البواب يكون رقيب عليك وعلى حياتك، بيراقب حركاتك وبيعرف أنت بترجع البيت امتى وبتخرج منه امتى، ومين بيدخل عندك ومين بيزورك.
وبيتجرأ إنه يعلق على أسلوب حياتك وشايف إن ده من حقه، بل من واجبه إنه يقيم أسلوب حياتك ده. فتلاقيه مثلًا ييجي يقولك إنه ماينفعش ترجع البيت متأخر كده وإن “الجيران” بيتكلموا، ومش عاجبهم حالك المايل، أو إنه ماينفعش كذا كذا يدخل عندك الشقة، وإن الحال ده مش عاجب “الناس”، وبكلمة الناس دي غالبًا هو قاصد نفسه.
ده طبعًا غير إن بواب العمارة هو عين المجتمع التي لا تنام، فهو عارف كل حاجة عن سكان العمارة، وكل أسرارك في جيبه، يعني لو عايز يوديك ورا عين الشمس هيعمل كده بكل بساطة.
مين اللي ادى البواب كل السلطات الاجتماعية دي؟
المجتمع المتشدد بأفكاره الرجعية وعدم احترامه للحريات الفردية هو اللي خلى البواب يملك علينا كل السلطات دي ويشوف إن من حقه يمشي حياتنا على حسب رؤيته هو للصواب والخطأ.
نفس البواب اللي ابتز بنت وقالها إنه هيقول لأهلها إنها تعرف شاب علشان يغتصبها هو وصديقه سائق التوكتوك، هو البواب اللي بيراقب أسلوب حياتنا وبيحاول يقيمه!
البواب ده أو غيره ماكانش هيكون عندهم السلطة للمراقبة والرقابة والتقويم غير لو كانت كلمته ليها صدى عند الجيران، نفس الجيران اللي مراقب حياتهم، وعند صاحب العمارة، اللي بيشغله جاسوس على السكان، وعند أهلنا وأهل البنت المسكينة اللي هتك عرضها.
لو كلنا كمجتمع من جيران وأهل وأصحاب عقارات لم نلتفت لرغي البواب مش هيكون عنده سلطة يهددنا ويتكلم عن أسلوب حياتنا ويقولنا إيه الصح وإيه الغلط ويتوقع إن نسخته من الصواب والخطأ، نفس النسخة اللي شملت اغتصاب بنت مع صديق، هي الحق المطلق.
المجتمع اللي مركز في أفعال كل فرد فيه هو اللي بيمنح سلطات خطيرة لأفراد في المجتمع زيّ البواب، والبواب دايمًا لما بيحس بالسلطة دي بيستغلها علشان يرخم علينا باستخدام قدرته على نقل الكلام ونشر الأخبار، وطبعًا الكلام ده لما يتنقل ممكن الجيران وصاحب العقار يقرر يطردك بكل بساطة علشان مش عاجبهم إنك راجع متأخر أو إن في حد من صحابك بيجيلك شقتك، اللي بتملكها بحر مالك أو مأجرها بحر مالك برضه.
حاجة تعصب جدًا إننا ندي السلطات دي لفرد يقدر يتحكم في حياتنا ويؤذينا، ويتحول لعين الأخ الأكبر اللي بتراقب ويتحول لجلاد يعاقب ويبيح لنفسه اغتصاب بنت باستخدام سلطاته اللي منحها له المجتمع اللي بيحب يدخل مناخيره في كل صغيرة وكبيرة في حياتك.
البواب بتاعك مالوش أي سلطة عليك والصح والخطأ دول مفاهيم فردية وبتختلف من شخص للتاني على حسب بيئته وتربيته ومستوى تعليمه ومستواه الاقتصادي، فبلاش تحسس البواب إنه من حقه يقولك ترجع بيتك الساعة كام أو تخرج منه امتى، أو يقولك مين يدخل شقتك ومين ممنوع يدخلها.
ده الوقت اللي لازم بجد نثور فيه على سلطات البواب ونوقف ديكتاتوريته على حياتنا من النهارده، لازم نقول لأ، مش من حقك تركز في حياتي ولا تقولي أعمل إيه وماعملش إيه.