اكتئاب الحمل.. هل يصيب الرجل أيضًا؟ طبيب نفسي يجيب
أمهات كتير بتعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، وأوقات كتير بيوصلها لدرجة كبيرة من الحزن والتعب على مدار شهور طويلة، وبالتالي بيأثر بشكل كبير على علاقتها بزوجها وابنها، وللأسباب دي لازم نتعامل معاها بطريقة خاصة ومختلفة، بينصح بها دكاترة وأخصائيين نفسيين.
اكتئاب الولادة مرض حقيقي مش دلع
للأسف منتشر انطباع عند ناس كتير إن اكتئاب الولادة مجرد دلع من الأم.. اتكلمنا مع الدكتور أحمد توفيق، الأخصائي النفسي، وقال لنا: “اكتئاب ما بعد الولادة مرض حقيقي زيه زي باقي الأمراض وماينفعش نستهين به، ولازم يتعالج في أسرع وقت حتى لا تتفاقم المشكلة، وتسبب تغيرات نفسية وهرمونية تلازم الأم على المدى الطويل قد تصل لشهور وتكاد تصل لسنة كاملة”.
ووصف اكتئاب الأم في الفترة دي بإنه “قنبلة من الهرمونات ماشية على الأرض” لإنها بتحس إنها بتفقد المعنى في كل شيء في حياتها، وبيتحول كل شيء لمصدر ألم وخوف، وبالتالي لا تشعر بأي سعادة.
ووضح لنا إن اكتئاب ما بعد الولادة بيصيب نسبة كبيرة من الأمهات بيوصل لـ 7 من أصل 10 أمهات، بسبب حدوث تغيرات جسدية ونفسية مفاجئة بتتمثل في:
- تغيرات نفسية: انخفاض كبير في هرمون الغدة الدرقية وبيكون عالي جدًا طوال فترة الحمل، وبالتالي بيصيب الأم بلغبطة في الهرمونات وبيزود فرصتها للإصابة بالاكتئاب.
- تغيرات جسدية: خضوعها للولادة القيصرية، وعدم تقبلها لشكل جسمها الجديد بعد مراحل الحمل والولادة، بالإضافة للرضاعة الطبيعية لإنها بتبذل فيها مجهود جسدي كبير وبالتالي بتأثر على شكل جسمها.
علامات إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة ومتى تلجأ لدكتور نفسي
عرفنا من الدكتور أحمد توفيق، بعض العلامات ممكن نعرف من خلالها إذا كان الأم مصابة باكتئاب الحمل ولا مجرد زعل طبيعي، زي العياط المستمر واضطرابات في الشهية سواء بتناول كميات كبيرة من الأكل، أو الامتناع تمامًا عن الطعام، والابتعاد عن أي تجمعات عائلية، والأعراض دي من الممكن أن تختلف بين أم والأخرى حسب الحالة العصبية لكل شخص وقدرة تحمله.
وأضاف: “اكتئاب الحمل مرض وراثي زي باقي الأمراض، ممكن تتنقل للأم بسهولة خاصة إذا كانت لديها تاريخ وراثي في العائلة زي أمها أو جدتها، وبالتالي لازم تتعامل معاه بكل جدية لتجنب تفاقم المشكلة، ولكن حدة الاكتئاب بتختلف بين كل أم والأخرى حسب تحمل كل أم والظروف المحيطة بيها “.
ونصح الأم بالتوجه لدكتور مختص إذا استمرت فكرة كرهها للوليد الجديد لفترة طويلة، وعدم تقبلها فكرة إنها بقت أم وأصبح عليها مسئوليات جديدة ومختلف تمامًا عن فترة ما قبل الحمل.
وحذر من فكرة التهاون مع الاكتئاب ومعاملته كأنه زعل طبيعي، لأنه ممكن يوصل الأم الحامل في التفكير في الانتحار كنوع من الهروب من المسؤولية خاصة إذا كان مولودها الأول، ولكن بتحصل في حالات نادرة جدًا لو وصل اكتئاب الأم لحالة ميئوس منها”.
دور الزوج في حياة المريضة
وتابع توفيق: “الأم بتحتاج للحب والدعم النفسي في الوقت ده أكتر من أي وقت تاني، بسبب تعرضها لتغيرات كبيرة في حياتها دفعة واحدة زي تحمل مسؤولية طفل جديد، والرضاعة الطبيعية، وعدم وجود دعم نفسي من قبل الزوج والأهل”.
وأضاف: “الراجل مش لازم ياخد عصبية الزوجة في الوقت ده بشكل شخصي، ولكن لازم يكون عنده المجهود النفسي في إنه يدعمها، وحاببها بتغيراتها النفسية والجسدية الجديدة، ويحاول يلجأ لمختص أو اخصائي نفسي إذا لزم الأمر”.
كيف تتفادى الأم إصابتها بالاكتئاب
الدكتور قدم لنا أكتر من طريقة تساعد الأم الحامل على تخطي الأزمة زي جلسات العلاج النفسي عند طبيب أو أخصائي نفسي، أو عن طريق العلاج الدوائي زي مضادات الاكتئاب والمهدئات بجرعات محددة وبشرط أن تكون تحت إشراف طبيب ولكن عادة لا يُنصح باللجوء للأدوية بسبب الرضاعة.
ونصحها بتقبل فكرة الاكتئاب، وعدم الضغط على أعصابها ونفسيتها لو شعرت بعدم تقبلها للمولود الجديد، وتبدأ تشعر بالذنب وتحس إنها أم “مؤذية وشريرة”، ولكن لابد أن تتقبل فكرة إنه شعور طبيعي وبتحس بيه أغلب الأمهات.
ومن المهم الإعداد الجيد لفترة ما بعد الحمل عن طريق تهيئة الأم الحامل قبل الولادة، ونعرفها بإنها داخلة على فترة جديدة ومختلفة، ونعملها مرحلة تأهيل، وبتتمثل في تعليمها كيفية التعامل مع الطفل وكيفية تلبية احتياجاته.
الرجال يصابون باكتئاب الولادة أيضًا!
ووضح دكتور أحمد توفيق إن الراجل زي الست بالظبط ممكن إنه يُصاب باكتئاب ما بعد ولادة الأم بسبب دخول مولود جديد في حياتهم، وبالتالي هتزيد الأعباء الأقتصادية والمسئوليات على الزوج بشكل كبير”.
وأضاف: “الراجل فجأة بيلاقي نفسه وسط مسؤولية كبيرة، ومحتاجة منه إنه يقدم الدعم النفسي والمادي والمعنوي طول الوقت سواء لزوجته أو للمولود الجديد، وبالتالي كل ده بيحط عليه عبء كبير وبيخليه دايمًا عصبي طول الوقت”.
ونصح الراجل: “أسهل طريقة للخروج من الاكتئاب هو الاستعداد قبل فترة الولادة سواء على الجانب المادي أو الروحاني، والاقتناع بأنها فترة وهتعدي وهترجع الحياة لطبيعتها مرة تانية”.