بنصائح بسيطة: ازاي نتقبل أنواع الرفض المختلفة في حياتنا؟
مافيش حد فينا بيحب الرفض أو إنه يتقال له كلمة “لأ”، معظم الناس بتتعامل مع كلمة الرفض على إنها خدت قلم على وشها أو إنها إهانة كبيرة أو إنه مش كفاية وعنده نقص ما، بيصورها العلماء بإنه عامل زي “اللدغة” لدغة الرفض اللي بتشك لما تحاول تقطف وردة جميلة، لكن ماحدش خد باله إنها تجربة أساسية وجزء من الحياة أي حد هيمر بها ويعيشها، وفي اللي بيستقبلها بمرارة وغضب، وفي اللي بتخلق وتنمي عنده جزء التحدي والتغيير مع كل رفض، ووفقًا لخبراء علم النفس، مافيش مفر من الرفض ولكن كل اللي علينا كبشر نتعلم ازاي نفهمه ونتجاوزه ونتعامل معاه. وفي المقال ده هنتكلم عن أشكال مختلفة للرفض بنتعرض لها وازاي نتعامل معاها.
الرفض في الشغل

مع الوظيفة، الرفض ممكن يكون في أشكال كتير؛ زيّ رئيسك رفض طلبك للحصول على علاوة أو ترقية، أو زميلك بيتجاهل أفكارك ومقترحاتك اللي بتعرضها بشكل روتيني، الرفض في المواقف دي مافيش شك إنه بيبقى مخيب للآمال وللمعنويات، وعلشان كده سوزان إم هيثفيلد، مستشارة الموارد البشرية والإدارة، بتقول إن المفتاح هنا هو إنك تاخد التعليقات من اللي رفض، وبدل ما تغضب وتقلب عليهم الترابيزة وتجادل، “اسمع” وشوف إيه سبب الرفض واعمل قائمة بالحاجات اللي ممكن تشتغل عليها، خصوصًا إن الرفض في العمل بيكون بشكل موضوعي في أغلب الأحوال يعني ممكن تكون أنت فعلًا غير مؤهل في الوقت الحالي للترقية، فتقدر تستفيد من آرائهم وتعليقاتهم.
لكن لو الرفض ده تم بشكل شخصي، اعتبرها نقطة قوة لك، لإنك وأنت بتطلب توضيح أسباب الرفض هتكتشف إنها أسباب غير منطقية، وبالتالي هتدي لك نفوذ أكتر لو طلبتها في المرة الجاية.
الرفض وقت التقديم على وظيفة
الأقوى من الرفض وقت الترقية، هو الرفض وقت التقديم على الوظيفة، لإنك بتبقى محتاج وقتها لدخل وفلوس، وممكن بكل سهولة تاخد الأمور على محمل شخصي لإنك بتحس وقتها إنه رفض تاريخك وخبرتك ومهاراتك، وبتدخل في دوامة من النقد الذاتي، ولكن بيقول عالم النفس الدكتور بام غارسي، إنك بدل ما تقعد تجلد في نفسك وتبكي على اللبن المسكوب، اعتبرها تمرين لمقابلة الشغل اللي جاية، لإن كتر المحاولات بتخليك أفضل وبتكتسب مهارات مختلفة، واسألهم على أسباب الرفض وافتكر إنك مش لوحدك اللي بتترفض، وإن في فرق بين إنك مش مؤهل وبين إنك مش ملائمة للوظيفة مش أكتر.
بيقول ستيفن كينج في مذكراته، إنه بدأ وهو عنده 14 سنة ينشر قسائم الرفض على الحيطة فوق مكتبه، لدرجة إن مابقاش في مكان يسع كل الأوراق اللي مكتوب عليها “مرفوض”، ولكن واصل الكتابة، والكتاب اللي اترفض من 30 ناشر بقى دلوقتي كتابه الأكثر مبيعًا.
الرفض العاطفي

الرفض في الحالات العاطفية أصعبهم في التغلب عليه، ولكن ماحدش خد باله إن الرفض شيء طبيعي في العلاقات، لإنك لما تقرر تقابل حد وتشوف في كيميا بينكم ولا لأ، فأنت بترفض الناس غير المتوافقين، ولما يحصل الرفض الموضوع بيبقى له علاقة أكتر بهما محتاجين إيه ورغباتهم إيه، ولكن مش بتبقى أنت المحور أو السبب، وكذلك لو حصل خيانة من طرف، المشكلة من عنده ومش متعلقة بك، وعلشان تتعامل مع الرفض العاطفي، بيقول موقع (eHarmony) حط نفسك مكان الشخص واسأل نفسك المرات اللي كنت بترفض فيها حد كنت بترفضه ليه وعلشان إيه، وشوف وقتها رد فعله بعد الرفض بيبقى عامل ازاي، وأنت كنت متقبله ازاي.
بيأكد كمان على إن الرفض شيء صحي، لإنك بكده هتعرف مع الوقت تحط أنت كمان معايير وشروط إيه المناسب لك، بدل ما كنت تكمل في تجارب فارغة ماكانتش مبنية على الاختبارات الحقيقية للشخص.
الرفض الاجتماعي
من الناحية النفسية والتطور للطبيعة البشرية، البشر بيحتاجوا إنهم يبقوا في مجموعات اجتماعية علشان يكملوا الحياة، في وقت لما مايجيلكش دعوة لحضور حفلة عيد ميلاد واحد من أصحابك أو فرحه وأنت كنت متخيل إنك أول واحد معزوم أو تحس إنك منبوذ من شلة صحاب أو من أهلك، كل ده بيتحول لمشاعر سلبية مع القلق والغيرة والحزن.
كيبلينج ويليامز، الحاصل على درجة الدكتوراة من جمعية علم النفس الأمريكية، بيقول إن في ناس بيحاولوا يبقوا نسخة من حد تاني أو يغيروا من سلوكهم علشان يبقوا مقبولين اجتماعيًا في شلة أصحاب معينة هما نفسهم يدخلوا جواها، وده ممكن يضر بالقيم الشخصية والصحة النفسية، ولكن شايف كيبلينج إن الأحسن والأكتر رضا إنك تقضي الوقت مع الأصدقاء والعيلة اللي بيحسسوك بالرضا عن نفسك، ولو مفيش صحاب أو أسرة قريبة، تقدر تطوع لقضية أنت مؤمن بها وتلاقي فيها نفسك، أما لو الرفض سبب إنك أسأت لهم في مرة أو مش بتعمل حاجة غير إنك بتنتقدهم، فجيه الوقت إنك تغير من ده وتصلح من نفسك، وتفتح معاهم حوار عن الأسباب.
تلخصيًا لأنواع الرفض وازاي نقدر نتعامل معاها موقع Psychology Today بيضيف نصائح عامة وبسيطة تقدر تتعمم على كل المواقف ولكن من منظور نفسي أكتر.
- ادي لنفسك وقت: ماحدش طلب منك إنك تتخطى الرفض أو تتقبله بمجرد حدوثه، عبر عن مشاعرك واحزن وعيط عادي جدًا وخد وقتك لحد ما تحس إنك اتعافيت.
- الرفض فرصة علشان تكون أنت أولوية لنفسك: بعد ما تتعرض للرفض بتحس بمشاعر كتير، منها فقدان الثقة في نفسك، أو إنك مش كافي، ولكن العلماء بيعتبروا ده فرصة لنفسك علشان تكون أنت أولوية حياتك وتهتم بها وتبدأ تفكر في نقاط قوتك والإيجابيات والنعم اللي عندك.
- حاوط نفسك بأشخاص داعمين لك: مهم جدًا في الفترة دي إنك تبقى محاط بأشخاص فاهمينك، وبيدوك طاقة إيجابي، ويقدموا نصائح بصدق من غير أي مصلحة.
- ماتاخدش الموضوع على محمل شخصي: اللي رفضك مافكرش في الشعور اللي ممكن تحسه وقتها، هو بس فكر في نفسه واحتياجاته.
- كمِّل حياتك: اسلك طرق تانية غير الطرق اللي اتقفلت في وشك، ولو الرفض ده ناتج عن مشاكل محتاج تحلها عالجها دلوقتي.
- اسأل متخصصين: لو ماقدرتش تتخطى الموضوع، خصوصًا في العلاقات العاطفية، فأنت محتاج تروح لمختص علشان يساعدك.
في دراسة أجرتها جامعة (ميشيجان) عن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، بتقول إن الرفض بينشط في نفس أجزاء الدماغ اللي بينشط فيها الألم الجسدي، وبرغم من إنه ممكن يكون مؤلم لناس كتير بس جزء من الحياة، ولو استخدمته لصالحك هتغير حاجات كتير.