بعد سنة: ازاي قضية أحمد بسام زكي غيّرت حاجات كتير للأحسن في التعامل مع قضايا التحرش
زيّ الأيام دي من سنة بالظبط، ابتدت تظهر شهادات واتهامات بالتحرش وكمان الاغتصاب ضد أحمد بسام زكي، وشهادة ورا التانية، وصل وقتها عدد الشهادات لما يقارب 100 ضحية! ورغم بشاعة القصص اللي ظهرت ضده، لكن القضية دي كانت سبب في تحسن حاجات كتير في مجتمعنا وتغييرها للأحسن، من أول نظرة الناس للتحرش سواء لفظي أو جسدي، أو نظرتهم للناجيات، وكمان وصلت لتغيير القوانين علشان تبقى واقفة في صف الستات والناجيات من حوادث التحرش والاغتصاب وتحميهم، في خلال السنة دي، حاجات كتير اتغيرت، تعالوا نتكلم فيها أكتر.
حتى لو مش بنسبة 100%، لكن في تغيير كبير حصل بعد فتح قضية أحمد بسام زكي المتهم بالتحرش والاعتداء الجنسي على فتيات، ودلوقتي هو مسجون بأحكام في قضايا، ولسه مستني الحكم في قضايا تانية، رغم بشاعة اللي اتعرضتله الناجيات، لكنه كان شرارة لتغيير مسار قضية التحرش في مصر بشكل عام، وليهم الفضل في إنهم قدروا يتكلموا بشجاعة، وبفضلهم شوفنا بنات كتير بتتشجع تتكلم عن تعرضهم للتحرش ومحاولاتهم أخد حقهم بالقانون وفضح المتحرشين والمغتصبين، ولو قارننا في السنة دي الموقف ضد التحرش قبل القضية وبعدها، هنلاقي فرق كبير جدًا، كمان مش هننسى صفحات السوشيال ميديا اللي كانت دورها دعم الناجيات ونشر شهادات التحرش وكان ليهم دور كبير في توصيل صوت عدد كبير من البنات ودور كبير في فضح متحرشين كتير، زيّ Assault police، Speak up.
حتى لو كنا بنحس قبل كده إن الكلام مش بيجيب نتيجة، لكن في الحالة دي شوفنا إنه بيعمل كتير، حتى مجرد كتابة الناس على السوشيال ميديا وتوعيتهم للي واخدين موقف متخاذل في قضية التحرش عمومًا، زيّ “إيه اللي وداها هناك” والكتير من التعليقات المشابهة اللي بترمي اللوم على الضحية وبتبرر للجاني، نعتقد إن عدد الناس دي قل أو جزء منهم أصبح واعي حتى لو بشكل بسيط، بسبب النشر والكتابة والتوعية اللي حصلت من مؤثرين في المجتمع أيًا كانت وظيفتهم. حتى لو كان مجرد نقاش من بنت في قعدة صغيرة، لكن خرج من القعدة دي ناس غيرت مفهومها عن قضية التحرش.
للأسف، رغم انتشار حوادث التحرش والاغتصاب في السنة دي، لدرجة إننا مابقيناش عارفين نفرّق بين القضايا، لكن فخورين بانتشار الحديث عن التحرش وفضح كل المجرمين أيًا كانت سلطتهم أو نفوذهم المجتمعي، ودايمًا خلينا فاكرين إن الانتشار ده مش لإن الكلام عن التحرش كتير، لا ده لإن التحرش نفسه هو اللي كتير، ولازم نتكلم عنه.
ومن أهم وأبرز الإيجاببيات في أي قضية مجتمعية بعد الكلام عنها بيكون التحرك الفعلي لتغيير الموقف على أرض الواقع، والخطوة دي بيكون محركها الأساسي تغيير القوانين أو إنشاء قوانين جديدة بتحمي حقوق الناس بناءَا على القضية نفسها، وفي الموقف ده، شوفنا تغيير القانون، اللي بيخلي هوية الضحية غير معلومة، حفاظًا على خصوصيتها، وعلشان يدي الأمان للناجيات إنهم يتشجعوا يبلغوا عن المتحرشين والمعتدين من غير ما يخافوا، وشوفنا كمان تحويل التحرش من جنحة لجناية، وتغليظ الحكم والعقوبات في قضايا التحرش. فخورين بالتغيير القانوني والمجتمعي وبنتمنى نقدر نوصل لتأثير أكبر لحد القضاء على الظاهرة دي وكمان المؤيدين والمدافعين عنها بأي شكل من الأشكال لإنهم بكده شركاء فيها.