بعد الملحمة المصرية في مسلسل مارفل: حوارنا مع محمد دياب وسارة جوهر
مسلسل لم يكن على خريطة مسلسلاتنا في رمضان، ولم يكن في حسباننا باعتباره مسلسل أجنبي وليس من تقاليد المصريين متابعة مسلسل أجنبي في وسط سيل المسلسلات التي أعتدنا على ظهورها في هذا الوقت من كل عام ولكن.. ما حدث أن المسلسل لفت انتباه الكثيريين مع عرض أولى حلقاته بسبب عرضه لمشاهد من أماكن وأغاني مصرية واكتشفنا وقتها أن وراء تلك الضجة التي أحدثها المسلسل وقتها طاقم مصري.
وبعد ملحمة مسلسل Moon Knight، تحدثنا مع أبطال خلف الكاميرا، من استطاعوا توصيل روح مصر من خلال مسلسل عالمي.. المخرج محمد دياب، وزوجته المخرجة والمنتجة سارة جوهر.
حكاية أول مسلسل من إنتاج مارفل بعيون وروح مصرية
كيف وقع عليكم للمشاركة في تلك الملحمة ؟
بدأت سارة الكلام وقالت “كان عندنا وكيل أعمال مهمته إنه يدوّر على شغل ومشاريع لينا، فلما جاب المسلسل قال مفيش وقت لازم تقدموا خلال أسبوعين، احنا قولنا “ليه لأ” احنا كده كده في وباء كورونا ومحبوسين، عملنا عرض “بريزنتيشن” في أسبوعين ماكوناش بننام، وضحنا من خلاله تصورنا للمسلسل هيبقى عامل ازاي؛ اللي ممكن يتطور في الشخصيات والأكشن هيتعمل ازاي حتى الأغاني اللي هنحطها، دخلنا بعدها تصفيات، وقعدنا شهور مستنيين النتيجة.”
كمل المخرج دياب الكلام وقال “كنا على البحر لما جالنا مكالمة، وقبل ما نرد كنا عمالين ندعي ونقول يارب، فرديت وسمعت الخبر إن مارفل اختارتنا، قعدنا نرقص على البحر زيّ المجانيين من كتر الفرحة والناس كانت بتتفرج علينا.. وصدقت إن الواحد لو اجتهد حتى لو في سكك اتفقلت في سكة تانية بتتفتح.”
محمد دياب
الفن العالمي هو اللي يأثر في واحد من ألمانيا وواحد من أمريكا وواحد من مصر بنفس الطريقة
فضولنا لم يقاوم أن نطرح سؤال الأغاني المصرية التي ظهرت في العمل ووصفتها سارة بـ”الملوخية بالتقلية” “ماكوناش عارفين نختار الأغاني في الأول، هل أدخل عليهم في الأول بالتقيل كإنك عازمة حد على أكل مصري وتأكليه ملوخية وتقلية ولا أخش عليهم بالحاجات الخفيفة في الأول؟ فكنا بنشغل الحاجة في العرض وكل ما الحاجة كانت عربي أوي كانوا بيعجبوا بيها أكتر.”
استكمل دياب “كل اختيار فني سارة كانت شريكة فيه، جدها كان عبده داغر، أصغر عازف في فرقة أم كلثوم، فكان عندها الحس، فالأغاني بقيت بشهرة المسلسل الناس بقيت تستنى الحلقة وتقول هي الحلقة دي مافهاش أغنية ليه؟”
سألناهم عن استقبالهم لردود الفعل فعلق دياب “كان عندي توقع إنه هيكسّر الدنيا في العالم، بس ماتخيلتش إن حد هيشوفوه في مصر وفي رمضان كمان، لحد ما بقى هو مسلسل رمضان الأول عند ناس كتير؟ أفلامي قبل كده كانت دايمًا بتحرك المياه الراكدة بتجيب نقاشات يمين وشمال فأنا أول مرة ماتشتمش.
“المصريين كانوا مبسوطين إن لأول مرة مزيكتنا تبان، أنا كنت بعمل لايك لكل شخص قال كلمة حلوة لدرجة إني كنت عايز أبعت رسايل على البيت من كتر ما كنت سعيد.”
كيف اقنعت مارفل بالفريق المصري المشارك بالعمل؟
قال دياب “كل واحد من المصريين اللي دخلوا كانت بحرب صغيرة، لإن مارفل مش بتحب تبعد عن منطقة الراحة بتاعتها، فعندهم مثلًا في كل عنصر اختيارات كتير، بس في حاجات ماقبلتش إني اتنازل عنها بالذات في الحتت اللي كنت محتاج أبين فيها ثقافتي بشكل معين. وبعد ما العرض خلص، رئيس مارفل قال على كل الناس دي إنها رائعة ونفسي اشتغل معاهم تاني.”
وسألناهم أيضَا عن السوبر هيرو المصرية التي ظهرت في العمل فقالت سارة إن الشركة في البداية كانت تريد سوبر هيرو نصف أجنبي ونصف مصري، ولكن سارة ودياب فضلوا أن تكون شخصية مصرية خالصة ” قولنا لهم ليلى دي تخصنا وهنكتبها بشغف أكتر فأدونا فرصة، ولما عملت مي القلماوي الدور أضافت روح للشخصية.”
وعلق دياب على تلك النقطة بأن التصور الغربي للسيدة المصرية على إنها منكسرة ومهزومة، فكان مهم وتحدي بالنسبة لهم إظهار السوبر هيرو ليلى شخصية قوية ونموذج حقيقي للبنت المصرية.
وماذا عن طبيعة العمل مع الأجانب؟
قال دياب “احنا روحنا من حتة كنا بنعمل فيلم بمليون دولار وسينما مستقلة لأكبر شركة في العالم، في 100 شخص بيعملوا كل حاجة، احنا عندنا في مصر شخص واحد بيعمل كل حاجة، وفجأة بقينا نصور بإمكانيات رهيبة كإنك بتبني مدينة، بس أنا كنت بحب الحرية اللي مديهاني التصوير البسيط، فده له مميزاته وجماله وده كمان. أما عن الممثلين، عندهم نفس المخاوف لواحد بيمثل في هوليود أو لأ؛ لحظة تلاقيه طفل ولحظة تلاقيه قوي، ففي تشابه إنساني هنا أو هناك.”
كيف استطعت عمل توازن بين العمل في هوليود وبين الحفاظ على الهوية؟
رد محمد وقال “زمان كان ده ممكن يدفعك إنك تبقى شخص تاني، بس النهارده ثقافتك هي أقوى حاجة عندك. ودلوقتي بقوا يدوا مكان للأقليات وبقوا ناجحين.” وعلقت سارة وقالت “عندك Black Panther، الفيلم ده بالذات فضل 15 سنة مش عارفين يعملوه، دلوقتي الفيلم عدى المليار دولار. الموضوع كمان بقى يكسّب، مابقاش مهم إن يبقى العمل أمريكاني، الاتجهات اتغيرت على حسب المحتوى اللي بيتقدم.”
فضلنا أن نختم جزء مارفل بسؤال عن مستقبل الصناعة بعد الانفتاح ومن وجهة نظر دياب إنه لم يعد هناك مايسمى بالسوبر ستار كما كان في السابق، هناك أعمال أخرى تنجح غير الأعمال الأمريكية وأعطى مثال عن “لعبة المحار” ورأى أن الجودة تزيد في ظل المنصات الأونلاين، حيث قللت من هيمنة الإنجليزي وجعلت الموضوع دولي أكثر من أي وقت سابق.
قبل مارفل: أعمال وصلت للعالمية
بعد انتهاء الحديث عن الجزء الخاص بالمسلسل، فضلنا أن نغوص في أعماق محمد دياب عن بدايته كونه خريج كلية التجارة وعمل في بنك وبعدها قرر الدخول في مجال صناعة الأفلام فكان تعليقه “أنا ماكونتش عارف أنا عايز إيه، استغليت البنك اللي كنت بشتغل فيه إنه احكي قصصي اللي كنت بكتبها للعملاء الممثلين والمعروفين، فقررت إني استقيل وأروح أدرس سينما برا، قعدت سنة درست فيها تأليف ورجعت ألفت أربع أفلام، ولأول مرة حسيت بجد إن ده اللي عايز أعمله.”
وكونه كان مؤلف قبل اتجاهه للإخراج، سألناه عن كيف لذلك أن يخدم على العمل الفني؟ فقال “التأليف هو عضلاتنا، المؤلفين بيبقوا فاهمين كل حرف وكل كلمة، عارفة قصة التليفون الخربان؟ لما واحد يحكي قصة لحد وبعدين يحكيها لحد وفي الأخر تلاقيها قصة مختلفة؟ علشان كده حسيت إن علشان صوتي يطلع، لازم أتجه للإخراج كمان علشان التأليف اللي ألفته واللي أنا شفته بعنيا وأنا مغمضها أقدر أوصل له للناس.”
وكملت سارة على كلامه وقالت “أول حاجة بتدرسها في أي مدرسة سينما هي إن السيناريو هو العمود الفقري لأي مشروع، فلو مافيهوش ده، الجمهور هيتفرج ليه، أنا ليه هتفرج على كوري أو أسباني لو مفيش قصة وعناصر وشخصيات تشدك؟”
سألناهم عن 678 وأميرة، والقاسم المشترك بينهم كونهم وصلوا للعالمية
بيقول دياب “من وقت ما بدأنا وأنا بقول للناس إننا نقدر نعمل حاجة تعدي الحدود، بس ده كان بيتطلب مننا إننا نذاكر الأفلام اللي بتعدي الحدود، وسارة أحد أهم الأسباب إن فيلم “678” يتباع برا في حوالي 55 بلد، لدرجة إن باولو كويلو، الكاتب البرازيلي العالمي، شافه في التلفزيون وكتب عنه. اشتباك قعد مننا سنين واتكتب 13 مرة وكنا واثقين إنه هيروح مهرجان كان وفعلًا، راح وتوم هانكس كتب عنه، وأميرة راح مهرجان فينيسيا.”
وسارة كملت “احنا مابنبقاش صاحيين من النوم ونسأل نفسنا إيه الفيلم اللي ممكن نعمله يروح لمهرجان، محمد ممكن يعمل فيلم كل خمس دقائق، بس فيلم “678” مثلًا أخد سنتين من حياتنا، هي الفكرة إنك تعمل فيلم مصدقه وتوصّل رسالة كويسة.”
أردنا أن نقتحم حياتهم الشخصية.. بموافقتهم
بعد الحديث عن السينما والأفلام، أردنا أن نقتحم حياتهم الشخصية،وأول سؤال كان طبيعي عن بداية تعارف دياب وزوجته ساره جوهر فقالت سارة “أنا أتولدت في نيويورك وعشت طول حياتي هناك، خليت ماما تبيع بيتنا ونييجي على هنا واتعرفت وقتها على عمرو سلامة بعد ما شوفت له فيلم وثائقي عن الإيدز، وفي مرة قابلته وشوفت دياب هناك ماكونتش أعرفه في الأول كنت فاكراه ممثل.”
وكمل دياب على كلامها “دي كانت أول مرة، تاني مرة بقى على الفيس بوك، حصل بينا خناقة بسبب بوست كتبته وكنا هنعمل لبعض بعدها بلوك.. المهم بعدها بشهرين لقيتها بعتالي بتقولي أنا حلمت بيك امبارح، الحاجة الأغرب بقى إن هي دي نفس الطريقة اللي قابلت بيها خطيبتي الأولى.
“بعدها كانت ساره في فرح وبالصدفة طلعت قدام نفس المكان، فطلعتلي وفضلنا رايحيين جايين على الكورنيش وده كان اللقاء الحقيقي، بعد اليوم ده 3 شهور كنا متجوزين، وكان قبلها سارة بتقول لمامتها بهزار “أنا لا هتجوز واحد مصري ولا اسمه محمد.”
عن الصفات التي يفضلها كلًا منهم في الآخر؟
دياب قال “أكتر صفة بحبها في سارة “كل حاجة”، بس هي مودية شوية”، فدافعت سارة عن نفسها وقالت “أنا بعمل خمسين حاجة في نفس اليوم كإني كمبيوتر شغال على خمسين برنامج في نفس الوقت، محمد بياخد الأمور ببساطة أنا لو الحاجة مش مترتب لها بتوتر”
أما بالنسبة لساره”محمد بيفهمي ولو في مشكلة بيقول يلا نتصرف فيها دلوقتي، أنا اتعلمت منه حاجات كتير، احنا الفرق ما بينا 9 سنين وهو بالنسبة لي قدوتي ومثلي الأعلى.”
لو لم أكن في مجال صناعة الأفلام لودتت أن أكون؟
بدون تفكير ردت سارة “دكتورة جلدية” أما عن دياب فمجال العقارات كان هو البديل له “مع إني لا أمتلك عقارات، بس دايمًا لما بعزل مكان بحاول أقنع اللي حواليا يعزلوا معايا،. أنا ماكانش عندي شغف في أي حاجة بس اللحظة اللي لقيت نفسي في السينما، أبويا وأمي ماعرفونيش.”
وختمنا معاهم الحوار بسؤال عن كتاب أو رواية مفضلة يريدون تحويلها لفيلم، دياب قال “أنا عندي حاجة بس مش هقولها لحد ما أخد حقوق الملكية، وفي 5 مشاريع شغالين عليها بنحاول نطور فكرتها. بس يمكن أكتر حاجة متحمس ليها إن في فيلم سارة بتكتبه، إيدي بتاكلني ومتحمس له جدًا علشان نعمله، لدرجة إني قولتلها قبل كده إن لو ماحدش هينتجه هنبيع بيتنا وهننتجه.”