بطولة الأمهات: شريكة الإنجاز والمشوار تحتفل على أرض الملعب
من اللقطات القوية اللي كأس العالم أظهرها، احتفالات اللاعبين العرب بالفوز التاريخي لهم مع أمهاتهم في نص الملعب، لقطات جميلة كانت هي البطلة في مظاهر الاحتفال بفوز المغرب وصعودها للمربع الذهبي في المونديال، دي تعتبر مشاهد جديدة على الملاعب، لكن مش جديدة في الثقافة العربية نفسها.
الحكاية بدأت بنزول والدة أشرف حكيمي، للاحتفال معاه بعد الفوز التاريخي للمنتخب المغربي كأول منتخب عربي وأفريقي يتأهل لربع نهائي كأس العالم، وفرحتهم واحتفالهم العفوي وقصتهم اللي انتشرت في كل مكان.
وبعدها، في احتفال تأهل المغرب لنصف النهائي بعد فوزها على البرتغال، شوفنا والدة اللاعب سفيان بوفال في احتفالهم على أرض الملعب.
ارتباطنا بأمهاتنا غير إنه فطرة زي ما ناس بتقول، لكن في الشعوب العربية علاقة الأبناء بالأم مختلفة، رغم إن علاقتنا مليانة حاجات كتير مش موجودة في أي شعب تاني، أهمها الشبشب اللي مافيش علاقة بين أم وولادها تخلوا منه، علاقة صداقة وارتباط يومي وذكريات وتطورات ومراحل نمو مختلفة، كلهم بتلاقي فيهم أمك في ضهرك في كل الحالات.
بداية المشوار
إحساسنا بإن أي إنجاز بنعمله بيكون جزء كبير منه راجع لأمهاتنا، لإنهم كانوا جزء أساسي من مراحل ما قبل الإنجاز، يعني مثلًا احتفال اللاعبين مع أمهاتهم في الملعب، ممكن نتخيل القصة وراه بالأم اللي كانت بتودي ابنها التمرين ومحافظة على كل حاجة متعلقة بده، نفسيته ولبسه وأكله ومواعيد التمرين وما إلى آخره، لحد ما بقى لاعب بيمثل بلده كلها، فأول حاجة يفكر فيها لما يحقق إنجاز ويعتبر إنجاز تاريخي، إنه يحتفل مع شريكة كفاحه اللي مشيت معاه المشوار من أوله.
ليه بنشوف ده لأول مرة؟
في ناس رجعت اللقطات دي واحتفال الأمهات بإنجازات أولادها، لاختلاف الثقافات بين الشرق والغرب، من ناحية إن السائد في الثقافة الغربية إن لما الشخص بيتم 18 سنة بيستقل وينفصل عن بيت أهله ويبتدي يواجه حياته بكل تفاصيلها لوحده، لكن في الشرق الثقافة دي مش موجودة بشكل كبير، وده بيؤدي لإننا بنتعلق بأمهاتنا اللي بيخوضوا معانا الحياة بمشاكلها وتحدياتها، فبالتالي بيكونوا جزء رئيسي من نجاحنا.
وجهة النظر دي مش بتنفي إن العرب مش بيعتمدوا على نفسهم أو إنهم اتكاليين وبيفضلوا معتمدين على أسرتهم، لكن لو بصينا هنلاقي إننا بنشيل مسؤولية ونعتمد على نفسنا ومننا كتير مستقلين ماديًا كمان عن أهلهم، لكن لسه عايشين معاهم، فمحققين المعادلة الصعبة وعايشين مميزات الفكرتين، بنتعلم الاعتماد على نفسنا والاستقلالية وفي نفس الوقت بنشارك أهلنا في تفاصيل حياتنا.
تعليقات الأبهات
في المشاهد دي، ممكن نشوف تعليقات من أبهات بقوا بيلقوا ضوء على تهميشهم وما إلى ذلك، بس الحكاية مش بتمشي كده، أكيد الوالدين لهم فضل كبير في حياة أولادهم، لكن بالنسبة لنا علاقة الأم حاجة تانية، ممكن ده يرجع لأسباب زي إن الأب معظم يومه في الشغل ومالوش خُلق للعيال وتفاصيلهم، فاللي مشغولة بكل كبيرة وصغيرة في حياة الولاد بتكون الأم، فبالتالي الأولاد بيبقوا متعلقين بيها وبتبقى شريكة كل تفاصيل حياتهم بحلوها ومرها.